
«وكالات» : استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قصر اليمامة من أجل عقد المباحثات بين الجانبين، وذلك في إطار زيارة ترامب للسعودية التي تعد أول جولة خارجية له منذ انتخابه في زيارة إلى المنطقة وصفها بالتاريخية.
فيما تحمل الجولة دلالات سياسية واقتصادية واسعة، بالنظر إلى توقيتها في خضم تحديات إقليمية متسارعة، إلى جانب مكانة الرياض كشريك استراتيجي لواشنطن في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب.
وأفادت مصادر بأن ترامب يفضل منذ وقت طويل زيارة السعودية نظراً إلى تأثيرها في القضايا العالمية، إذ اختار الرياض مرتين في عام 2017 وفي الوقت الراهن، مشيرة إلى أن القبلة الاقتصادية الأولى لأمريكا تتجسد في السعودية.
وكان عدد من الرؤساء الأمريكيين زاروا السعودية على مدار العقود الماضية، في محطات تاريخية تعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، فضلا عن دور المملكة الفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار.
إذ بدأت الزيارات عام 1974 بزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون، فيما توالت زيارات عدد من الرؤساء السابقين، مثل جيمي كارتر، وجورج بوش الأب والابن كذلك، وبيل كلينتون، وصولاً إلى باراك أوباما وجو بايدن. وفي خطوة تؤكد استمرار هذه الشراكة، عاد الرئيس الأمريكي الحالي إلى السعودية بعد 8 سنوات من زيارته الأولى.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت سابقا أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة لن تغفل دورها في إطار استضافة المفاوضات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، ودورها في تهدئة التوترات في السودان واليمن.
كما أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية سامويل ويربيرغ، أن بلاده تثمن مبادرات السعودية في مجال دعم الحلول السياسية للنزاعات وجهودها المستمرة في تأمين أسواق الطاقة العالمية، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات دبلوماسية، إقليمية وعالمية.
فيما شدد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، خلال كلمة ألقاها بوقت سابق اليوم أمام منتدى الأعمال السعودي الأمريكي، أن العلاقة بين البلدين تزداد قوة.
وعلى صعيد متصل وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي ترامب وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية، في الوقت الذي بدأت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، محادثات سعودية - أميركية في قصر اليمامة.
من جهة أخرى بمشاركة ضخمة من كبرى شركات القطاع الخاص في مجال التكنولوجيا وغيرها، ونحو 2000 مسؤول من القطاعين الخاص والعام، انطلق، اليوم الثلاثاء، في الرياض منتدى الأعمال السعودي الأمريكي الذي أنشئ عام 1993، جاذباً أسماء كبيرة في عالم الأعمال والرؤساء التنفيذيين من البلدين.
وعقد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، جلسة مشتركة في مستهل المنتدى.
حيث أكد بيسنت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يركز على إعادة الاقتصاد الأمريكي للتصنيع.
كما شدد على أن «إعادة التوازن التجاري مع الصين من أولويات إدارة ترامب». وقال: «سنتجنب الاعتماد على الصين في القطاعات الاستراتيجية».
من جانبه، تحدث الجدعان عن العلاقات الأمريكية السعودية. وأكد أن العلاقة بين البلدين تزداد قوة.
كما قال: «لدينا أقل نسبة بطالة في تاريخ السعودية».
هذا ويشارك الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك في المنتدى، فضلا عن الرئيس التنفيذي لشركة «أمازون» آندي جاسي، بالإضافة إلى «بلاك روك» لاري فينك، وديفيد ساكس.
وأوضح فينك خلال كلمة ألقاها أن السعودية تحولت إلى مركز مهم لاستقطاب الاستثمارات العالمية.
من ناحية أخرى من المنتدى السعودي - الأمريكي للاستثمار الذي عقد في العاصمة الرياض، أكدت السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، أن التحالف السعودي - الأمريكي يمنح رؤية متجددة نحو المستقبل.
كما أشارت إلى أن استثمارات السعودية خلقت مئات الآلاف من فرص العمل في أمريكا.
وعن الزيارة التي يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ذكرت السفيرة أن الزيارة تمثل لحظة محورية من أجل السلام والأمن والازدهار العالمي.
كما أوضحت أن السعودية تعمل مع شركائها الأمريكيين من أجل تحقيق السلام والاستقرار في أوروبا وخارجها. وبينت أن الرياض مستعدة لتوفير أرضية محايدة والوفاء بمسؤوليتها في دعم السلام حيثما أمكن.
كذلك ذكرت في المنتدى الذي عقد بالتزامن مع زيارة ترامب، أن المملكة تعمل على تطوير شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مضيفة الاقتصاد غير النفطي يساهم الآن بنسبة 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة.
وفي السياق ذاته، أفادت السفيرة السعودية بأن الرياض تسعى دائماً لضمان توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، معربة عن التزام الرياض بتحقيق الحياد الصفري عبر نموذج الاقتصاد الدائري للكربون.
إلى ذلك، كشفت أن «التحالف القوي بين السعودية وأمريكا يساهم في حل التحديات العالمية، إذ يتعاون البلدان في إيجاد حلول للأزمات في أوكرانيا، وغزة، وتحقيق الاستقرار في سوريا والسودان». وقالت إن المملكة أدت دوراً محورياً في توظيف موقعها الاستراتيجي ومواردها لتعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، والشراكة المستدامة التي تبدأ من مبدأ المعاملة بالمثل.
من جانب آخر ضمن جلسات منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، أكد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبد الله السواحة، أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما أشار إلى أن هذا التعاون يقوم على إدراك مشترك والتزام حقيقي بالعمل مع الشركاء لتحقيق النجاح وتوسيع نطاق الابتكار في قطاع يُقدّر حجمه بتريليونات الدولارات.
وأوضح السواحه ضمن فعاليات المنتدى السعودي الأمريكي الذي يعقد على هامش زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إلى الرياض، أن المخاوف المتعلقة بإساءة استخدام بعض التقنيات المتقدمة تظل مخاوف مشروعة.
إلا أنه شدد على أن التقنيات ذات الطابع المعقد، مثل الخوادم المزودة بمعالجات فائقة القوة، من الصعب استغلالها بشكل خفي، مما يعزز من مستويات الأمان والشفافية.
وأشار إلى أن التعاون مع شركاء موثوقين ونشر هذه التقنيات وتبنيها لخدمة الصالح العام يمثل الهدف الأسمى لهذا التعاون.
كما أوضح أن المملكة تتبنى نهجاً مسؤولاً في تطوير الذكاء الاصطناعي بما يحقق الفائدة للمجتمعات ويراعي الجوانب الأخلاقية والأمنية في آنٍ واحد.