
«وكالات» : مع تسجليه المزيد من المكاسب في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان خلال الفترة الماضية، تصدى الجيش السوداني أمس الأحد لمحاولة هجوم نفذتها قوات الدعم السريع.
فقد صد الجيش هجمات طالت بعض الارتكازات في المناطق التي سيطر عليها خلال الأيام الماضية بمنطقة أمبدة غربي أم درمان.
فيما أكدت مصادر عسكرية أن الجيش شن هجوماً موسعاً على قوات الدعم السريع بعد تصديه للهجوم وتدمير القوة المهاجمة بشكل كامل، أعقبته عملية هجومية نحو مناطق جديدة للتقدم فيها وطرد الدعم السريع منها.
من جهة أخرى أعلنت الفرقة السادسة التابعة للجيش السوداني بولاية شمال دارفور ضبط أسلحة متنوعة والقبض على عدد من عناصر الدعم التي حاولت التسلل إلى داخل الفاشر.
كما أشارت في بيان إلى مواصلة الدعم السريع عمليات استهداف المدنيين في الفاشر عبر المدفعية الثقيلة ما تسبب في مقتل سبعة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين.
وقبل أيام أعلن الجيش السيطرة على مناطق رئيسية جنوب غربي أم درمان، ما يعني الاقتراب الكامل من السيطرة على المنطقة برمتها.
أتى ذلك، بعدما حقق خلال الشهرين الماضيين مكاسب مهمة لاسيما في العاصمة الخرطوم، حيث سيطر على مواقع مهمة ومقرات وزارات وقنصليات.
يشار إلى أن الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد. إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة، وفق فرانس برس.
من ناحية أخرى كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في السودان أجبر على النزوح. بينما يواجه مئات الفارين من مخيمات دارفور ظروفا كارثية في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته قوات الدعم السريع.
وأفاد المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، بأن تدفق النازحين من مدينة الفاشر ومخيمي «زمزم» و»أبو شوك» استمر بأعداد كبيرة إلى بلدة «طويلة» غربي الفاشر.
وأشار رجال إلى وصول نحو 400 ألف نازح خلال أسبوعين فقط، بالإضافة إلى آلاف آخرين فروا منذ تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مايو/أيار الماضي.
وتخضع «طويلة» لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة مقصدا رئيسيا لعشرات الآلاف من النازحين الهاربين من العنف المتصاعد شمالي دارفور.
بدورها، وصفت منظمة «أطباء بلا حدود» الأوضاع في مخيم «طويلة» بالكارثية، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المياه والغذاء والرعاية الصحية.
وقال ممثل المنظمة، تيبو هندلر، للصحافة الفرنسية «لا يوجد مصدر مياه ولا مرافق صرف صحي ولا طعام… المنطقة التي كانت أرضا خالية قبل أسبوع أصبحت مكتظة بالعائلات اليائسة».
وأضافت المنظمة أن 1600 نازح يحتاجون لخدمات طوارئ عاجلة نتيجة الجفاف الشديد، بينما يعاني الأطفال من آثار العطش وسوء التغذية.
كذلك، قالت ماريون رامشتاين، منسقة مشروع منظمة «أطباء بلا حدود» في دارفور، إن فرقها عالجت أكثر من 170 شخصا من جروح ناجمة عن طلقات نارية وشظايا انفجار، بما في ذلك عدد كبير من النساء والفتيات.
من جهتها، قالت منظمة حقوقية محلية إن أكثر من 280 ألف نازح وصلوا حديثا إلى طويلة، لينضموا إلى نصف مليون شخص سبق أن لجؤوا إلى هناك منذ بداية النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
وروى ناجون من الهجوم على مخيم زمزم تفاصيل مروعة، شملت عمليات إعدام ميدانية واعتداءات جنسية، بالإضافة إلى النهب والحرق الممنهج.
وأظهرت لقطات مصورة مقاتلين من قوات الدعم السريع وهم يطلقون النار على المدنيين العزّل ويحتفلون وسط جثث الضحايا، فيما نفت القوات الاتهامات بارتكاب انتهاكات، زاعمة أن المعسكر كان يُستخدم كقاعدة عسكرية من قبل قوات موالية للجيش.
وتشهد دارفور تصعيدا عنيفا في الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص. وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من انهيار كامل للوضع الإنساني، في ظل تعطل المساعدات وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.