
«وكالات» : أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أمس الخميس، مقتل 16 شخصا بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في منطقة المواصي في خان يونس في جنوب القطاع.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «نقل 16 قتيلا على الأقل معظمهم من النساء والأطفال و23 مصابا في استهداف بصاروخين من الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل مباشر لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس».
وفي وقت سابق أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عن تحويل نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة إلى ما وصفه بـ»طوق أمني»، وهي منطقة عازلة يحظر على الفلسطينيين الإقامة أو التواجد فيها، وذلك في إطار ما قال إنه إجراءات لـ»ضمان الأمن» على حدود القطاع.
وأوضح الجيش في بيان له أنه نفذ منذ استئناف عملياته العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي، بعد هدنة استمرت شهرين، أكثر من 1200 غارة جوية في قطاع غزة، إلى جانب تنفيذ أكثر من 100 عملية «تصفية مستهدفة» بحق قيادات في الفصائل الفلسطينية.
من ناحية أخرى أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أمس الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 4 آلاف فلسطيني، معظمهم يخضعون لجريمة الاختفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي، منذ بدء الحرب على غزة قبل أكثر من عام ونصف.
جاء ذلك في بيان للمكتب بمناسبة «يوم الأسير الفلسطيني» الموافق 17 أبريل من كل عام، الذي أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) عام 1974، تكريمًا لنضال الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وقال البيان إن «يوم الأسير الفلسطيني مناسبة وطنية تُجسّد معاناة أكثر من 10 آلاف معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي يتعرضون لأبشع صنوف التعذيب والانتهاك الممنهج».
وأضاف أن «عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى تاريخه أكثر من 10 آلاف معتقل، يحتجزهم الاحتلال في أكثر من 20 مركزا للتعذيب والاعتقال، في ظروف غاية في القسوة والوحشية، تُجرَّد فيها أبسط حقوق الإنسان، وتُنتهك فيها اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني بلا رادع».
وأردف البيان «في سياق الحرب الإجرامية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 560 يوما تم اعتقال أكثر من 4 آلاف مواطن من قطاع غزة، بينهم نساء وأطفال وعاملون في المجال الطبي والإغاثي».
وتابع «لا يزال معظم المعتقلين من غزة يخضعون لجريمة الاختفاء القسري، ويحتجزون في ظروف وحشية، خاصة في معسكر سدي تيمان الذي بات يعرف بمسلخ التعذيب الإسرائيلي، حيث يتعرض المعتقلون الفلسطينيون لأبشع أنواع الإيذاء الجسدي والنفسي، من تعرية وشبح وخلع أظافر وهجمات الكلاب الوحشية وضرب همجي وحرمان من النوم، وغيرها من أنواع التعذيب المختلفة».
وأشار البيان إلى أن الأسرى الفلسطينيين «يحرمون من الرعاية الصحية، ويمنعون من الدواء والعمليات الجراحية، ويمنع الآلاف منهم من زيارة المحامين أو ذويهم لأشهر طويلة».
وأضاف أن «هذا الإهمال الطبي المتعمد والتعذيب أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 64 معتقلا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، بينهم أكثر من 40 من أبناء القطاع، بينما يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم ويخفي هويات عشرات الشهداء الآخرين».
كما أقدمت السلطات الإسرائيلية، وفق البيان، على «تعديل تشريعاتها الداخلية، وعلى رأسها قانون (المقاتل غير الشرعي) لتمنح الغطاء القانوني لارتكاب مزيد من الجرائم، وتحرم المعتقلين من الحقوق الأساسية، وتمكّن جهاز الأمن الإسرائيلي من ممارسة ما يشاء من تعذيب خارج إطار القضاء والمحاسبة».
وحمل البيان إسرائيل «كامل المسؤولية عن حياة كافة المعتقلين الفلسطينيين وصحتهم وسلامتهم»، داعيا «المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وكل المنظمات الحقوقية والقانونية الدولية إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف الجرائم المرتكبة بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين».
كذلك طالب البيان «بإيفاد لجان تقصي حقائق دولية مستقلة لزيارة السجون ومراكز الاحتجاز، خصوصًا معسكر سدي تيمان».
وطالب أيضا «بدعم جهود المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها، والعمل على الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، خاصة النساء والأطفال والعاملين في القطاع الصحي والإغاثي».
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
من جهة أخرى أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة عمليات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة بأن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بالقطاع منذ 18 مارس الماضي.
ومنذ 2 مارس يحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة ويمنع دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ووقود وأدوية، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
وقالت ستيفاني تريمبلاي نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في مؤتمر صحفي بنيويورك- إن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ ما يقرب من شهرين، مشددة على ضرورة مواصلة توفير المساعدات دون انقطاع.
وأضافت «يجب مواصلة الدعوة إلى إعادة إرساء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى».
وذكرت تريمبلاي أن العاملين في مجال المساعدات الإنسانية ما زالوا يواجهون صعوبات في أداء مهامهم، وأن إسرائيل سمحت فقط بمرور اثنتين من عمليات المساعدات الإنسانية من أصل 6 عمليات كان مخططا لها الأربعاء.
وشددت على أن القيود التي تفرضها إسرائيل على الوصول الإنساني تعيق القدرة على إمداد المستشفيات بالمواد الطبية، مما يعرض صحة مزيد من المرضى للخطر.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» -مساء الأربعاء- أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، وذلك جراء استئناف إسرائيل حربها على غزة وتنصلها من اتفاق وقف لإطلاق النار مع حركة حماس.
وقال المكتب الأممي -حسب ما نقله موقع «أخبار الأمم المتحدة»- إن مئات الآلاف من الفلسطينيين نزحوا مرارا قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 يناير 2025.
وأضاف أن «الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثارا مدمرة على المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية».
وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين على النزوح من أماكنهم، قائلا إن «الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بقطاع غزة باعتبارها مناطق عازلة» بوضع مؤقت أو دائم».
وأضاف كاتس في منشور على منصة إكس «على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بمغادرة المناطق التي تم تطهيرها والاستيلاء عليها».
من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال -في بيان- أنه بعد مرور نحو شهر على استئناف الحرب بغزة، بات نحو 30 في المئة من مساحة القطاع «منطقة أمنية عملياتية» في إشارة إلى أنها باتت محظورة على الفلسطينيين.
ويقصد الجيش بـ»المنطقة الأمنية» تلك التي أجبر الفلسطينيين على النزوح منها، ومنعهم لاحقا من الوصول إليها، والتي تتواجد قواته في أجزاء منها.
وذكر المكتب الأممي أن فرقه زارت الأسبوع الماضي مواقع نزوح في خان يونس حيث «يعيش غالبية الناس في أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء».
وأشار إلى أن العاملين في مجال الإغاثة «أفادوا أن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع، وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلق الأسر التي نزحت مؤخرا سوى عدد قليل من البطانيات والقماش».
وأفادت الأمم المتحدة بـ»تفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وانخفاض عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية في مارس بنسبة تزيد على الثلثين».