
«وكالات» : أشار نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، إلى أن قيادة نظام كييف وصلت إلى باريس لمناقشة التبعات المريرة الناتجة عن نشر قوات «تحالف الراغبين» في أوكرانيا.
وكتب ميدفيديف باللغة الإنجليزية على صفحته في منصة «إكس»: «يبدو أن قيادة الجماعة الأوكرانية قد وصلت إلى باريس للتحدث مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا حول عدد التوابيت الأوروبية التي على هذه الدول أن تستعد لاستلامها جراء نشر «تحالف الراغبين» لقواته في أوكرانيا».
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، قالت الأسبوع الماضي أن دول الاتحاد وحلف شمال الأطلسي في «تحالف الراغبين» تدرس إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد الهدنة التي يجري الحديث عنها بين موسكو وكييف.
وأوضحت كالاس أن هذه القوات ممكن أن تكون في صيغة تتراوح بين المراقبة أو حفظ السلام أو تعزيز القوات الأوكرانية.
ومنذ تفجر الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، دعمت أغلب دول الحلف الأوروبي والناتو كييف، فارضة عقوبات جمة على موسكو، ومصادرة أصولها في الخارج.
كما شددت مرارا وتكرارا على ضرورة مواجهة روسيا من أجل عدم تمدد شرارة الحرب إلى أراضي الدول الأوروبية.
في حين اتهمت موسكو الاتحاد وحلف الأطلسي بتأجيج الصراع، وتهديد أمنها القومي.
من ناحية أخرى فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، دوت انفجارات في المناطق التي تسيطر عليها كييف في مدينة خيرسون، حسبما ذكرت قناة «24» الأوكرانية.
وأوضحت القناة أنه لم يتم تفعيل صفارات الإنذار في المدينة.في وقت سابق من صباح أمس، تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات في مقاطعتي سومي ونيكولايف.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية دمرت، خلال الليلة الماضية، 71 مسيرة أوكرانية في أجواء مقاطعات كورسك وأوريول وريازان وبريانسك وفلاديمير وتولا.
وجاء في بيان الوزارة، أمس الخميس: «خلال الليلة الماضية دمرت أنظمة الدفاع الجوي 71 طائرة مسيرة أوكرانية: 49 طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة كورسك، و7 طائرات مسيرة فوق كل من أراضي مقاطعتي أوريول وريازان، و4 مسيرات فوق أراضي مقاطعة بريانسك، و3 مسيرات فوق أراضي مقاطعة فلاديمير، ومسيرة واحدة فوق أراضي مقاطعة تولا».
وقبل ذلك، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 28 آخرون على الأٌقل بينهم أربعة أطفال بجروح في ضربات روسية طالت ليل الأربعاء-الخميس مدينة دنيبرو في شرق أوكرانيا، على أعلنت أجهزة الطوارئ.
وأوضح حاكم المنطقة سيرغي ليساك. أن «طفلا صغيرا وأمرأة مسنة» بين القتلى.
وأفادت المصادر أن منازل عدة وإدارات رسمية أصيبت في القصف. وقال رئيس بلدية المدينة بوريس فيلاتوف إنّ 15 مبنى تضرّرت من جراء القصف.
وفي 10 أبريل أسفر قصف روسي بصاروخ بالستي عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بجروح في هذه المدينة التي يعبرها نهر دنيبرو.
وتتعرض المدن الأوكرانية لقصف روسي بشكل شبه يومي على الرّغم من المحاولات الأخيرة التي بذلتها الولايات المتّحدة لحمل موسكو وكييف على إجراء محادثات وإنهاء حرب متواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
والأحد، أسفرت ضربة صاروخية روسية على مدينة سومي الأوكرانية الحدودية عن مقتل 35 شخصا، ممّا أثار ردود فعل غربية مندّدة.
من جهة أخرى قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس الخميس، إن استخدام صواريخ توروس لضرب بنية تحتية حيوية روسية يعد مشاركة مباشرة من ألمانيا في حرب أوكرانيا.
وانتقد الكرملين الإثنين، المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس، بسبب تصريحاته التي تشير إلى احتمال إرسال ألمانيا صواريخ توروس بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
وعندما سألت قناة (إيه.آر.دي) الألمانية الأحد ميرتس عما إذا كان سيرسل لكييف صواريخ توروس، قال إنه سيفكر في الأمر إذا كان ذلك جزءاً من حزمة دعم أوسع متفق عليها مع الحلفاء الأوروبيين.
وأضاف ميرتس الذي سيتولى منصبه الشهر المقبل: «يجب أن يتم الاتفاق على هذا الأمر بشكل مشترك، وإذا جرى الاتفاق عليه فعلى ألمانيا أن تشارك».
وألمانيا أحد الداعمين العسكريين الرئيسيين لأوكرانيا إذ أظهرت بيانات حكومية أن برلين منحتها مساعدات عسكرية بلغت نحو 7.1 مليار يورو في عام 2024 وحده؛ لكنها لم تزود كييف قط بصواريخ توروس التي يتجاوز مداها 480 كيلومتراً على الرغم من طلبات كييف المتكررة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحفيين إن من الواضح من تصريحات ميرتس أنه سيتخذ «موقفاً أكثر صرامة»، ما «سيؤدي حتماً إلى مزيد من التصعيد في أوكرانيا».
من جانب آخر قال الكرملين، أمس الخميس، إن اجتماعاً بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية في باريس يشكل فرصة للمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لإطلاعهم على الوضع الحالي للمحادثات التي تسعى إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين وويتكوف أجريا محادثة طويلة الأسبوع الماضي.
وأضاف بيسكوف «الولايات المتحدة تواصل العمل في هذا الاتجاه مع الأوروبيين ومع الأوكرانيين».
وتابع قائلاً: «للأسف، نرى من الأوروبيين تركيزاً على استمرار الحرب».
وسافر مسؤولون أوكرانيون كبار أمس الخميس في زيارة لم يعلن عنها سلفاً إلى باريس حيث اجتمع ممثلون أوروبيون لعرض وجهة نظر كييف على ويتكوف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
وتعكس الدبلوماسية رفيعة المستوى زيادة قلق أوروبا من المبادرات الأمريكية تجاه روسيا، بعد فشل جهود ترامب حتى الآن في ترتيب وقف إطلاق نار في الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو 3 سنوات.
وعقد بوتين يوم الجمعة أحدث اجتماع من عدة لقاءات مع ويتكوف في سان بطرسبرغ، مسقط رأس الرئيس الروسي.
وذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن المحادثات استمرت لأكثر من 4 ساعات.
وأكد ترامب مراراً أنه يريد إنهاء «حمام الدم»، لكنه لم يحقق أي انفراجة حتى الآن. وقالت روسيا إن التوصل إلى تسوية ليس سهلاً.