
«وكالات» : مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلنت القوات المسلحة السيطرة على مناطق رئيسية جنوب غربي أم درمان.
وأوضح الجيش في بيان على منصة «إكس»، أمس الأربعاء، أن «قوات العمل الخاص ضبطت أموالاً مزورة واستلمت منظومة تشويش، ومسيرات ومدافع في قندهار خلفتها قوات الدعم السريع عقب دحرها وتطهير المنازل والممتلكات العامة والخاصة غرب أم درمان».
في حين بيّنت مصادر أن تلك التطورات تعني أن الجيش ربط بين قواته في غرب أم درمان، وهي منطقة عمليات عسكرية نشطة كانت قوات الدعم السريع تتواجد في عدد من الأماكن فيها، كمنطقة أحياء قندهار وأحياء أمبدة الكبرى.
كما يعني هذا التقدم أن الجيش اقترب من السيطرة بالكامل على المنطقة الغربية في أم درمان.
إلى ذلك، أشار المراسل إلى أن الجيش استخدم فرقاً خاصة، منها قوات العمل الخاص، وهي ذات مهام معينة في حرب المدن. وأردف أن منطقة المرخيات تعتبر موقعاً استراتيجياً غرب أم درمان يتقدم من خلاله الجيش نحو مناطق الدعم السريع في الاتجاه الغربي والجنوبي.
وكان الجيش قد حقق خلال الشهرين الماضيين مكاسب مهمة لاسيما في العاصمة الخرطوم، حيث سيطر على مواقع مهمة ومقرات وزارات وقنصليات.
يذكر أن الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة في البلد.
إذ تسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة، وفق فرانس برس.
من ناحية أخرى مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، ووسط استمرار العمليات العسكرية، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي»، تشكيل ما سمّاها «حكومة السلام والوحدة».
ورأى حميدتي في فيديو عبر تليغرام، أن تشكيل الحكومة جاء لتمثيل «الوجه الحقيقي» للبلاد، وفق تعبيره.
كما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلعب دور محوري لإنهاء الحرب، لافتا إلى أنه يؤمن بحكم الأقاليم عبر نظام فيدرالي، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وقال إن الحكومة الجديدة «ستمثل ميثاقا سياسيا ودستورا انتقاليا تاريخيا لسودان جديد»، بحسب كلامه.
بالمقابل، علّق وزير الخارجية السوداني علي يوسف، أنه لا يمكن تشكيل حكومة مدنية في السودان قبل هزيمة الدعم السريع.
كذلك رأى أن 3 أو 4 دول فقط ستعترف بالحكومة التي أعلنت عنها الدعم السريع لا أكثر.
يشار إلى أن هذا الإعلان أتى على وقع تطورات ميدانية كثيرة وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية. إذ أكد والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن 98 في المئة من العاصمة بات خاليا من الدعم السريع.
كما أوضح في تصريحات، أن هناك بعض الجيوب المتبقية في قبضة ما وصفها بـ «الميليشيات».
واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل 2023، فيما كان الطرفان يناقشان دمج القوات المسلحة ضمن الجيش، واستئناف مسار سياسي جديد في البلاد.