
«وكالات» : صعّد الجيش الإسرائيلي من هجماته على قطاع غزة أمس الخميس مستهدفًا مناطق عدة في الجنوب والوسط والشمال.
ففي مدينة رفح جنوب القطاع، أطلقت المروحيات الإسرائيلية نيرانها بكثافة على المناطق الشمالية من المدينة، واستهدفت منازل وأراضي الأهالي. كما نفذت غارة جوية على شمال رفح.
بالتزامن نسفت القوات الإسرائيلية منازل سكنية في المنطقة.
وفي خان يونس، أسفرت غارة غرب بلدة القرارة عن مقتل مواطنين وإصابة آخرين.
أما في مدينة غزة، فاستهدف القصف الإسرائيلي شارع مشتهى بحي الشجاعية، فضلا عن خيمة للنازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع.
بالتزامن، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيل يعيد «احتلال الحدود الشمالية (بيت لاهيا وبيت حانون) بعمق 2 كم.
كما سيطر على محور نتساريم، وسط القطاع، لافتة إلى أنه في حال اتخاذ قرار يمكنه الوصول إلى البحر خلال 6 ساعات، وفق ما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
أما في الجنوب، فيستعد الجيش الإسرائيلي إلى السيطرة على كامل «ممر موراغ» في الأيام القادمة، على أن يطوق رفح كلها ويضمها إلى المنطقة العازلة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أكد الأسبوع الماضي أن إنشاء ممر «موراغ» الجديد هذا أو كما يسميه الفلسطينيون ممر «ميراج»، يهدف للضغط على حركة حماس.
يشار إلى أن إسرائيل تسيطر على ممر فيلادلفي أو ما يعرف بـ «محور صلاح الدين» منذ مايو العام الماضي، رافضة الانسحاب منه، على الرغم من المطالبات المصرية والفلسطينية بذلك.
كما تسيطر على ممر نتساريم الذي يفصل الثلث الشمالي لغزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن باقي القطاع. إلا أنها تسمح بتنقل العربات التي تجرها الحيوانات عبر هذا المحور عن طريق الرشيد فقط
ويمتد كل من ممر فيلادلفي ونتساريم من الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط.
أما الهدف من تلك الممرات فهو بحسب ما أعلنه صراحة رئيس الوزراء الإسرائيلي «تجزئة القطاع، وزيادة الضغط خطوة تلو الأخرى على حماس من أجل تسليم الأسرى الإسرائيليين».
من جهة أخرى أطلقت وزارة الصحة في غزة، أمس الخميس، نداء عاجلا لتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية، محذّرة من انهيار وشيك للقطاع الصحي في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات.
وقالت وزارة الصحة -في بيان- إن نسبة العجز في الأدوية والمستهلكات الطبية بلغت مستويات «خطيرة وغير مسبوقة»، حيث نفدت 37 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية و59 في المئة من المستهلكات الطبية بالكامل.
وتعمل أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ في الوقت الحالي ضمن أرصدة «شبه معدومة» من الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة.
وأضاف البيان أن 80 ألف مريض بالسكري و110 آلاف مريض بضغط الدم لا تتوفر لهم أدوية في مراكز الرعاية الأولية، كما أن 54 في المئة من أدوية السرطان وأمراض الدم غير متوفرة تماما.
وأكدت الوزارة أن إغلاق المعابر يفاقم الوضع الصحي الكارثي، ويضع عقبات جسيمة أمام رعاية المرضى والجرحى، وسط تزايد أعداد الضحايا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
كذلك، أعلنت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 50 ألفا و886 شهيدا و115 ألفا و875 جريحا.
وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أوضحت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 40 شهيدا و146 مصابا.
ومنذ استئناف العدوان في 18 مارس 2025، بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 1522 شهيدا و3834 مصابا، بينما لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف الإسرائيلي.
ودمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38 في القطاع حتى الآن، ولم يتبقَ سوى 4 مستشفيات تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها الشديد، وفق آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي.
كما أدى القصف الإسرائيلي إلى إخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
من ناحية أخرى سارع وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر للتنديد بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في يونيو المقبل، واعتبر ساعر أن ذلك سيكون «مكافأة للإرهاب».
وقال ساعر الأربعاء عبر منصة إكس إن «اعترافا أحاديا بدولة فلسطينية وهمية من جانب أي دولة، ضمن الواقع الذي نعرفه جميعا، سيكون مكافأة للإرهاب وتعزيزا لحماس.. وهذا النوع من الأفعال لن يجلب السلام والأمن والاستقرار إلى منطقتنا».
وأعلن ماكرون أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين «في يونيو المقبل» بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يعقد في نيويورك وتتقاسم رئاسته مع السعودية.
وقال ماكرون في مقابلة مع قناة «فرانس 5» بثت»علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة»، مضيفا «هدفنا هو ترؤس هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو، حيث يمكننا أن ننجز خطوة الاعتراف المتبادل بدولة فلسطين مع أطراف عدة».
وأضاف ماكرون «سأقوم بذلك لأنني أعتقد أن الأمر سيكون صحيحا في لحظة ما، ولأنني أريد أيضا أن أشارك في دينامية جماعية، تتيح كذلك لجميع من يدافعون عن فلسطين الاعتراف بدورهم بإسرائيل، الأمر الذي لم يقم به العديد منهم».
وأكد أن ذلك سيتيح أيضا «أن نكون واضحين للنضال ضد من ينكرون حق إسرائيل في الوجود، وهذا ينطبق على إيران، وأن نمضي نحو أمن مشترك في المنطقة».
ومن شأن هذه الخطوة أن تجعل فرنسا أول عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يعترف بدولة فلسطين.
ويعترف نحو 150 بلدا بالدولة الفلسطينية، وفي مايو2024 اتخذت هذه الخطوة كل من أيرلندا والنروج وإسبانيا، وكذلك سلوفينيا في يونيو الماضي.
وستكون فرنســــا القوة الأوروبية الأكثر أهمية التي تعترف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة قاومتها الولايات المتحدة لفترة طويلة، في حين يعتبرها مؤيدوها ضرورية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يرفض حل الدولتين.