
«وكالات»: أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم اكتراثه بتهديدات الحوثيين في اليمن، عقب شن الجيش الأمريكي أمس الاثنين، غارات جديدة ضد مواقعهم، لليوم الثاني على التوالي، وسط إعلانات رسمية باستمرارها لفترة قادمة.
وقال ترامب للصحافيين، على متن الطائرة الرئاسية خلال رحلة عودة في وقت متأخر من فلوريدا إلى واشنطن، رداً على سؤال عما إذا كان قلقاً بشأن إجراءات انتقامية «من جانب الحوثيين» عقب الهجمات الأميركية: «لا.. لست قلقاً.. في الحقيقة لا».
من جانبها قالت القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم»، أمس، إن الولايات المتحدة تواصل غاراتها الجوية ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. ولم تقدم القيادة مزيدا من التفاصيل، لكنها نشرت مقطع فيديو على موقع «إكس» لإقلاع طائرات عسكرية.
وقالت: «تواصل قوات القيادة المركزية الأمريكية عملياتها ضد الإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران»، بحسب البيان.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن بوقوع غارتين جويتين في وقت مبكر من أمس الاثنين في منطقة مدينة الحديدة الساحلية التي تبعد نحو 230 كيلومترا عن العاصمة صنعاء.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر يوم السبت الماضي بشن هجمات مكثفة على الحوثيين في عدة محافظات يمنية، بما في ذلك صنعاء ومعقل الجماعة في صعدة في أقصى شمال البلاد التي مزقتها الحرب.
وقال ترامب إن الضربات الجوية استهدفت قواعد وقيادات ومواقع دفاع صاروخي تابعة للحوثيين، من أجل حماية الملاحة الأمريكية في المنطقة واستعادة حرية الملاحة.
ومنذ بدء الصراع في قطاع غزة في أكتوبر2023، هاجمت جماعة الحوثي مرارا وتكرارا إسرائيل والسفن التجارية الدولية.
وردا على ذلك، هاجمت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا مرارا وتكرارا أهدافا حوثية في اليمن.
وأوقف الحوثيون هجماتهم بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير.
وحذرت الجماعة اليمنية في وقت سابق من هذا الأسبوع من أنها ستستأنف هجماتها على السفن الإسرائيلية ما لم تتراجع إسرائيل عن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هذا وتبنى الحوثيون في اليمن، يومي الأحد والاثنين، هجومين ضد حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر، مؤكدين أنهم سيستهدفون أيضا سفن الشحن الأميركية، ردّا على ضربات أمريكية على اليمن أوقعت 53 قتيلا وفق وزارة الصحة التابعة لهم.
ودعا زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة أنصاره إلى الخروج الاثنين في مسيرات «مليونية» في صنعاء ومختلف المدن اليمنية، تنديدا بالضربات التي تعد الأولى في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي مواجهة هذا التصعيد طالبت الأمم المتحدة الولايات المتحدة والحوثيين بوقف هجماتهما تجنبا «لمفاقمة التوترات الإقليمية» بين واشنطن والحركة المدعومة من إيران.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز أعلن في وقت سابق الأحد أن الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية ليل السبت على مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، قتلت «العديد» من قادة المتمردين. ووجّه تحذيرا إلى إيران بوجوب التوقف عن دعم المتمردين وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وقال لشبكة «إيه بي سي» ABC إن الولايات المتحدة «لن تحاسب الحوثيين فحسب، بل سنحاسب إيران، داعمتهم، أيضا».
أضاف «إذا كان هذا يعني استهداف السفن التي أرسلها مدرّبوهم الإيرانيون للمساعدة (...) وأشياء أخرى أرسلوها لمساعدة الحوثيين على مهاجمة الاقتصاد العالمي، فإن هذه الأهداف ستكون على الطاولة أيضا».
وفي ظهور آخر على قناة «فوكس نيوز» Fox News، قال والتز إن الضربات «تحذير لإيران من أن الكيل قد طفح».
وتوعّد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الأحد بشن حملة صاروخية «لا هوادة فيها» حتى تتوقف هجمات الحوثيين.
وقال هيغسيث في مقابلة مع قناة «فوكس بيزنس» Fox Business، «أريد أن أكون شديد الوضوح، هذه الحملة تتعلق بحرية الملاحة واستعادة الردع».
وأكد هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الانخراط في حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط. وقال «لا يهمنا ما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية.. الأمر يتعلق بوقف إطلاق النار على سفن في هذا الممر المائي الحيوي، وإعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة».
وكان ترامب أول من أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشل»، شنّ الضربات الأمريكية. وكتب قائلا: «إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، سينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!».
ودعا من جهة أخرى طهران إلى الكفّ عن دعم المتمردين «فورا».
أضاف «دعم الإرهابيين الحوثيين ينبغي أن يتوقف فورا. لا تهددوا الشعب الأمريكي ورئيسه (...) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أميركا ستحملكم كامل المسؤولية».
وردّت طهران أمس على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بالقول على منصة «إكس»، إن الولايات المتحدة «ليس لها الحق في إملاء» سياسة إيران الخارجية.
وحذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أن طهران ستردّ على أي اعتداء قد تتعرض له.
يذكر أنه وفقا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية شون بارنيل، هاجم الحوثيون «سفنا حربية أمريكية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023».
وأسفرت الحرب الأهلية في اليمن منذ 2014 عن مئات آلاف القتلى، وتسبّبت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الحزب ينفي علاقته بالأحداث الأخيرةأو أي أحداث تجري داخل الأراضي السورية
قتلى سوريون ولبنانيون باشتباكات حدودية.. ودمشق تحمّل حزب الله مسؤولية التوتر