
«وكالات» : مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، باتت الهدنة الهشة في مهب الريح.
فقد اعتبرت حماس أن إسرائيل لا تريد الالتزام بإنهاء الحرب والانسحاب من غزة.
وقال متحدث باسم الحركة، حازم قاسم، أمس السبت، إنه «لا توجد حاليا أي مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وفق ما نقلت رويترز.
كما شدد على أن تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لحماس.
وكان الجانب الإسرائيلي اقترح مؤخرا تمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان لمدة 42 يوماً إضافية، مقابل تبادل أسرى إضافيين، من دون الانسحاب من القطاع الفلسطيني المدمر خلال تلك المدة.
فيما ألمح مصدر إسرائيلي إلى أن تل أبيب لا تود الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق قبل البحث في مصير إدارة القطاع، فضلا عن تفكيك حماس وتسليم سلاحها.
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق المؤلف من 3 مراحل، التي بدأت في 19 يناير، شهدت إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا، من بينهم 8 جثث، مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني.
فيما نصت المرحلة الثانية على تسليم بقية المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع الفلسطيني المدمر. على أن تبدأ خلال المرحلة الثانية المفاوضات حول إدارة غزة، وإعادة إعمارها.
هذا ولا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيلياً، في غزة، 24 منهم يعتقد أنهم لا يزالون على قيد الحياة، وفق التقديرات الإسرائيلية.
من جهة أخرى قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه سيشارك في قمة طارئة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الأسبوع المقبل، لبحث إعادة إعمار قطاع غزة، في وقت تدرس فيه الدول العربية خطة لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير سكان القطاع.
ورفضت دول عربية اقتراح ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، مع تهجير سكانه إلى مصر والأردن، لكنها لم تعلن بعد عن خطتها لإعادة إعمار القطاع المدمر بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي.
وقال غوتيريش للصحفيين في الأمم المتحدة، الجمعة، «القمة التي ستنعقد يوم الثلاثاء فرصة لقادة العالم العربي للالتقاء، ومناقشة الأمور المطلوبة لتحقيق السلام والاستقرار في غزة».
وأضاف أنه سيوضح الأولويات خلال القمة، بما في ذلك ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وضرورة وجود إطار سياسي واضح نحو إعادة إعمار قطاع غزة وضمان استقراره بشكل مستمر.
وأكد غوتيريش أن غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، لا بد من التعامل معهما على أنهما كيان واحد، وأن تديرهما حكومة فلسطينية.
وأشار إلى أن غزة لا بد أن تظل جزءا لا يتجزأ من «دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة، دون تقليص أراضيها أو نقل قسري لسكانها».
وشدد على أنه لا ينبغي أن يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزة، «ولا بد من معالجة مخاوف إسرائيل».
وقال إنه سيسعى أيضا إلى تهدئة عاجلة للوضع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وتشن فيها عمليات عسكرية مكثفة منذ أسابيع.
وأكد ضرورة توقف الإجراءات الأحادية الجانب في الضفة، بما في ذلك توسيع المستوطنات والتهديدات بالضم.
من ناحية أخرى واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها الليلة الماضية وفجر أمس السبت لمناطق عدة بالضفة الغربية، في ظل عدوانها المستمر على طولكرم وجنين.
وأفادت مصادر بإصابة فلسطيني بقنبلة غاز في رقبته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة إذنا غرب الخليل، بينما اندلعت مواجهات عنيفة بين الأهالي ومجموعات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال في مسافر يطا جنوب الخليل.
كما تداولت منصات فلسطينية مقطعا مصورا لجنود الاحتلال يعتدون على شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في دورا بالخليل.
وقد تجددت حملة الاقتحامات والمداهمات التي تشنها قوات الاحتلال في مناطق بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وسط تأكيدات من مصادر محلية باحتجاز قوات الاحتلال مركبات الأهالي بعد إغلاقها حاجز بيت فوريك شرقي نابلس.
كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن قوات الاحتلال أغلقت الطريق الواصل بين بلدتي كفر الديك غرب سلفيت ودير غسانة شمال غرب رام الله.
وفي طولكرم، قالت مصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب تيسير محمود الحجار بعد مداهمة منزله وتكسير محتوياته وسرقة مبالغ مالية في ضاحية ذنابة شرقي طولكرم.
كما أجبرت قوات الاحتلال عددًا من العائلات على إخلاء منازلها في مخيم نور شمس، الذي يواجه عدوانا واسعا منذ أكثر من شهر.
وقد أظهرت المشاهد دمارا كبيرا في مخيم نور شمس، في ظل إخطار قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الأهالي بهدم 11 منزلا في المخيم.
وفي جنين، وثقت منصات فلسطينية قيام نازحين بأداء صلاة التراويح في أماكن نزوحهم، في أعقاب دفع قوات الاحتلال الجمعة بتعزيزات عسكرية إلى المدينة ومخيمها.
كما واصل جيش الاحتلال حملة الاعتقالات واقتحام المدن في مختلف المناطق المحتلة عشية حلول شهر رمضان الكريم.
وقالت مصادر فلسطينية إن «جيش الاحتلال دفع بآليات عسكرية مدرعة باتجاه مدينة جنين في ظل استمرار العملية العسكرية على شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من شهر».
وقد أُصيب فلسطينيان في مدينة جنين ومخيمها، عندما أطلقت قوات الاحتلال النار على نازحين فلسطينيين كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم داخل المخيم المدمر.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة، مستهدفا مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ40، في حين يواصل اقتحام مخيم نور شمس في طولكرم لليوم الـ20، في إطار عملية أُطلق عليها اسم «السور الحديدي».
ومساء الأحد الماضي، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال وسع، منذ 21 يناير الماضي، عملياته العسكرية في مدن ومخيمات شمالي الضفة، لا سيما جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا أكثر من 65 شهيدا وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ونزوح عشرات الآلاف، وسط دمار واسع.
ويأتي توسيع العدوان شمالي الضفة بعد تصعيد جيش الاحتلال والمستوطنين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، منذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في السابع من أكتوبر2023، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 930 فلسطينيا بالضفة، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.