
«وكالات» : قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إعادة إعمار غزة يجب أن تتم بتوافق وطني، وإنها لن تسمح لأي قوة خارجية بالتدخل، مشيرة إلى جاهزيتها لإتمام عملية تبادل كاملة مرة واحدة بشروط.
وأوضح حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس، صباح أمس السبت، أن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ حتى الآن، وأن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء.
وذكرت حماس أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسلّم قوائم الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم أمس، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزما به.
كما جددت التذكير بجاهزيتها لإتمام عملية تبادل كاملة رزمة واحدة تستند لوقف نهائي للحرب وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة، كما شددت حماس على أن ضمان إتمام عمليات التبادل القادمة هو التزام الاحتلال الإسرائيلي بباقي بنود الاتفاق وتنفيذ البروتوكول الإنساني.
وتابعت حماس بالقول «مضى 33 يوما من المرحلة الأولى دون أن يستكمل الاحتلال تنفيذ كامل بنود الاتفاق فيها» مضيفة أن «الوضع في غزة كارثي» مشيرة إلى أن الوضع «يتطلب ضغط الوسطاء على الاحتلال لتنفيذ البروتوكول الإنساني».
كما أشارت حماس إلى أن «منع الاحتلال سفر عائلات الأسرى المبعدين يكشف انتهاكه للمواثيق وهزيمته أمام إرادة شعبنا ومقاومته».
وأعلنت حماس إنجاز المقاومة عملية تبادل 6 أسرى، قائلة إن ذلك يؤكد التزامها بالاتفاق، وفي المقابل يواصل الاحتلال المماطلة في تنفيذه.
وأضافت أن «التسليم يأتي في مشهد وطني مهيب يعكس وحدة شعبنا وفصائلنا بينما يعيش الاحتلال حالة تشظ وتبادل اتهامات».
وتابعت حماس «تعامُلنا مع الأسرى يستند إلى تعاليم ديننا وقيمنا بينما يتجرع أسرانا العذاب والقمع في سجون الاحتلال».
وفي السياق ذاته، قالت حماس إن «الجمهور الصهيوني أمام خيارين: استقبال أسراهم في توابيت أو احتضانهم أحياء بشروط المقاومة».
وشددت حماس على أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «الهروب من هزيمة جيشه في غزة» بارتكاب المجازر في الضفة «لن تكسر إرادة شعبنا ومقاومته».
وقالت أيضا إن «شعبنا ومقاومته سيواصلون النضال دفاعا عن الأرض والمقدسات حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس».
ومنذ 25 ينايرالماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
من جهة أخرى سلّمت كتائب القسام أمس السبت 5 أسرى إسرائيليين في إطار الدفعة السابعة من عمليات التبادل ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحلول ظهر أمس، سلّمت الكتائب 3 جنود إسرائيليين أسرى للصليب الأحمر في مخيم النصيرات وسط القطاع، وذلك بعد نحو ساعتين من تسليم مجندين اثنين في مدينة رفح (جنوب).
والأسرى الذين جرى تسليمهم في مخيم النصيرات وسط حشد عسكري وشعبي هم إيليا كوهن، عومر شيف توف، عومر فنكرت.
وبعد توقيع الصليب الأحمر على استلامهم، صعد الأسرى الثلاثة على منصة في المخيم لينقلوا بعد ذلك في سيارات المنظمة الدولية.
وفي وقت سابق أمس، سلّمت كتائب القسام المجندين الأسيرين أفيرا منغستو وتال شوهام للصليب الأحمر خلال مراسم جرت شرقي مدينة رفح.
وقالت مصادر للجزيرة إن كتائب القسام قررت تسليم الأسير السادس، المجند هشام السيد، دون مراسم في مدينة غزة احتراما لفلسطينيي الداخل.
وأضافت المصادر أن الاحتلال تخلى عن السيد 10 سنوات لأنه فلسطيني من الداخل (النقب) مع أنه خدم في صفوفه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن الفحص الأولي أظهر أن الأسيرين السابقين منغستو وشوهام -وهما جنديان- في حالة صحية جيدة. وكان منغستو أسر بعيد دخوله قطاع غزة من مستوطنة زكيم عام 2014.
وفي مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين الستة، ينتظر أن يتم الإفراج عن 602 من الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، من بينهم 50 أسيرا محكوما عليهم بالسجن المؤبد، و60 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 47 من محرري صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وفق ما أعلنته هيئات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى.
وتشمل القائمة التي تم نشرها 445 أسيرا من قطاع غزة ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.
وجرت مراسم التسليم برفح والنصيرات وسط حشد عسكري وشعبي كبير بمشاركة عدة تشكيلات من كتائب القسام بينها وحدة الظل المسؤولة عن الأسرى.
وعلى منصتي التسليم، عرضت كتائب القسام أسلحة استولى عليها المقاومون خلال المعارك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما رُفعت صور قادة المقاومة الذين استشهدوا في الحرب الأخيرة على القطاع الفلسطيني.
وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن عملية التسليم في رفح تمت في ميدان المشروع على بعد مئات الأمتار من وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد نُصبت في ميدان المشروع برفح منصة رفعت عليها صور قادة القسام ولافتة كبيرة كتب عليها «نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد».
من ناحية أخرى أفادت مصادر فلسطينية محلية بانسحاب قوات الاحتلال من قرية ياصيد شمال نابلس بالضفة الغربية بعد اعتقال فلسطيني وزوجته من منزل محاصر، موازاة مع اقتحام الاحتلال عددا من البلدات.
وكانت قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية برفقة جرافة صوب القرية، وسُمعت أصوات انفجارات في القرية بالتزامن مع حصار المنزل.
من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الأمعري شمال مدينة البيرة. كما اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية منطقة شارع المطار في حي كفر عقب شمالي القدس.
وقبل ذلك، اقتحم الاحتلال مدينتي بيت لحم ونابلس وبلدة إذنا غربي الخليل في الضفة الغربية.
واستهدفت قوات الاحتلال منازل تعود لأسرى من المقرر الإفراج عنهم أمس السبت ضمن صفقة التبادل، حيث اعتدى جنود الاحتلال على الفلسطينيين وحطموا محتويات المنازل ومعدات استقبال الأسرى داخل منازل ذويهم.
وكان الطفل أيمن الهيموني (13 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها منطقة الكسارة في الخليل جنوبي الضفة.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه نقلت إلى المستشفى طفلا استشهد متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال.
وحسب مصادر محلية، فقد اقتحمت قوات الاحتلال منطقتي جبل جوهر والكسارة، في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، وسط مواجهات واعتداءات استهدفت المواطنين.
وتفيد الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية الإسرائيلية تسببت في استشهاد 51 فلسطينيا على الأقل ونزوح 40 ألفا، في حين قُتل 3 جنود إسرائيليين في الفترة ذاتها.
وأعربت المنظمة الأممية -الجمعة- عن استمرار قلقها إزاء تواصل الهجمات الإسرائيلية شمال الضفة الغربية المحتلة للشهر الثاني.
واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين لمغادرة منازلهم في مخيمات للاجئين، وجرى هدم منازل وبنية تحتية.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل دخلت ما وصفها بـ»معاقل الإرهاب» وتمكنت من هدم شوارع ومنازل يستخدمها المسلحون لإلحاق الأذى بالإسرائيليين.
وأضاف نتنياهو -خلال جولة بمخيم طولكرم- أن إسرائيل عززت قواتها في الضفة الغربية وبدأت عمليات إضافية.
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن محاولة تفجير الحافلات لن تردع إسرائيل.
وأضاف خلال جولة في مخيم طولكرم أنه وجه الجيش إلى تكثيف عمليته العسكرية ضد ما سماه بالإرهاب في الضفة الغربية، مؤكدا أن الجيش يعمل بمخيم طولكرم للقضاء على «المخربين» وهدم البنى التحتية العسكرية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إنه أمر بنشر 3 كتائب لتعزيز قواته في الضفة الغربية عقب انفجار العبوات الناسفة في حافلات جنوب تل أبيب.
وقالت الشرطة -في بيانها- إن العبوات الناسفة كانت مزودة بساعات توقيت وليست عبوات عسكرية نظامية، مشيرة إلى أنه لا يمكنها تأكيد متى تم التخطيط للتفجيرات.