
«وكالات» : شهدت منصات التواصل السورية تفاعلا واسعا مع منشور منسوب لحسين الشرع والد الرئيس السوري أحمد الشرع ينتقد فيه سياسة خصخصة الحكومة لمؤسسات بالقطاع العام، حيث علق المستخدمون بعبارة «مانا متعودين» على منشور الشرع المتداول على منصات التواصل.
وكتب حسين الشرع في المنشور الرائج «ما سمعته حول خصخصة شركات ومؤسسات القطاع العام الاقتصادي أود أن أقول بملء الفم هذا خطأ كبير، ذلك أن هذا القطاع العام أُقيم خلال عشرات السنين وهو ثروة قومية وملك للشعب. إذا كان هناك ترهل وفساد وخسائر فهذا لا يعود للبنى الأساسية، بل يرجع إلى الإدارات الجاهلة التي أدارتها بلا خبرة ولا اهتمام لأنها اعتبرتها ملكا لها تعمل فيه كما تشاء».
المنشور انتشر كالنار في الهشيم بين المغردين السوريين الذين تفاعلوا معه بدهشة، مستغربين انتقاد الأب لسياسة ابنه في إدارة هذا الملف.
وعلّق أحد المغردين قائلا «الفكرة ليست بصواب أو خطأ منشور والد الرئيس، فهذا من شأن أهل الاختصاص والخبرة بالدولة. الفكرة بأن والد الرئيس له صفحة شخصية وينتقد فيها سياسة الدولة التي يقودها ابنه ببساطة، سواء أصاب بانتقاده أم لا».
وأشار آخرون إلى أنه من طرائف وآثار نجاح الثورة السورية هو متابعة السيد حسين الشرع – الذي يصنف بأنه اشتراكي- وهو ينتقد على الفيسبوك قرارات ابنه أحمد الشرع، رئيس سوريا، فيما يخص خصخصة القطاع العام.
وكتب مدون «الرئيس السوري الجديد لديه توجه رأسمالي إلى حد ما ونيّة في خصخصة مؤسسات الدولة. الشعب موافق على أي شيء يقوله السيد الرئيس أحمد الشرع حاليا. والاعتراض على هذه الرؤية يأتي من والد الرئيس (السيد حسين الشرع) وهو دكتور في الاقتصاد ومفكر ناصري مؤيد للفكر الاشتراكي».
وأضاف مغرد آخر أن حسين الشرع شارك منشورا لبيان عدم جدوى رؤية ابنه الاقتصادية والجمهور في التعليقات يدافع عن رؤية الرئيس ويحاول إقناع والده (المعارض) بها، وأضاف «هناك سريالية في المشهد، تشعر بأنك بحاجة لمن يقرصك لتتأكد أن ما يحدث حقيقي».
وعلق أحد المغردين من باب المزاح على منشور انتقاد والد الرئيس السوري لابنه، قائلا «تعلمت من بوست السيد حسين الشرع، قد ما كبرت وإذا صرت رئيس دولة مثل أحمد، سيظل أهلك يرونك على غلط».
من ناحية أخرى بدأت السلطات السورية، الخميس، حملة أمنية تستهدف فلول نظام بشار الأسد المخلوع وتجار الأسلحة والمخدرات في بلدتي الحارّة ونمر بمحافظة درعا جنوب البلاد.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) عبر منصة تليغرام إن إدارة الأمن في درعا تطلق حملة تستهدف فلول النظام البائد وتجار المخدرات والأسلحة، في بلدتي الحارة (تضم تل الحارة الإستراتيجي المطل على الجولان السوري المحتل) ونمر شمالي درعا.
كما تهدف الحملة أيضا إلى سحب السلاح المنتشر في البلدتين، وفق المصدر ذاته.
وتنفذ السلطات بين الحين والآخر عمليات مماثلة واسعة النطاق في عدة محافظات بالبلاد ضد فلول النظام الذين رفضوا التسوية وتسليم أسلحتهم، بهدف ضبط الأمن واستقرار الأوضاع.
وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الداخلية تعميما وجهت بموجبه بإعادة تفعيل فرع القوى البشرية في مراكز قيادات الشرطة كافة، وذلك بناء على مقتضيات المصلحة العامة وحسن سير الخدمة.
وطلبت الوزارة في تعميمها إبلاغ كافة العناصر من (ضباط وضباط صف وأفراد وعاملين مدنيين) منشقين أو معادين للعمل بضرورة مراجعة فرع القوى البشرية لدى مراكز قيادات الشرطة، من أجل إجراء المقابلات اللازمة لهم، وتحديد الاختصاصات التي يجيدونها، ليصار إلى فرزهم حسب الاختصاص والعمل.
وفي الثامن من ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير 2025، أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى، منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة بالعهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث الذي حكم على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.