
«وكالات» : بينما انطلقت أمس السبت، أعمال القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، جاءت كلمة الرئيس الفلسطيني.
فقد شدد محمود عباس، على وجوب دعم المؤتمر الدولي للسلام الذي سيعقد برئاسة السعودية وفرنسا في يونيو القادم.
وأضاف أن على مجلس الأمن التدخل قبل انتشار العنف في المنطقة.
كذلك رفض بشكل مطلق دعوات تهجير الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أهمية مساعدة النازحين للعودة إلى مناطقهم في غزة، مشدداً على أن دعوات التهجير تهدف لإلهاء العالم عن الإبادة التي حصلت في القطاع.
يأتي هذا بينما من المتوقع أن تدرس القمة وتتخذ قرارات بعيدة المدى بشأن مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتعزيز وتطوير الرفاهية ونوعية الحياة للمواطنين الأفارقة، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وجاءت تصريحات عباس تعليقاً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة الفلسطيني، إلى الدول الجوار لاسيما مصر والأردن، وما أثارتها من غضب دولي واسع.
في حين أوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده ستمنح الدول العربية فرصة للتوصل إلى خطة بديلة حول غزة، بعد رفضها مقترح ترمب بتهجير سكان القطاع المدمر وسيطرة الولايات المتحدة عليه.
كما أضاف في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية مساء الخميس أنه «إذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل حول غزة فهذا أمر جيد».
وكانت تصريحات ترامب التي أثارت استهجاناً دولياً وعربياً عارماً، قد دفعت مصر إلى وضع خطة بديلة بالفعل، ستناقش أواخر الشهر الحالي خلال قمة عربية مصغرة.
من جهة أخرى أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس السبت أن إسرائيل «تعمل مع الولايات المتحدة لإخراج كل الرهائن من قطاع غزة بأسرع ما يمكن».
وبعد استلام 3 أسرى إسرائيليين أفرجت عنهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال بيان لمكتب نتنياهو «نعمل بالتنسيق التام مع الولايات المتحدة لإنقاذ جميع رهائننا، الأحياء منهم والقتلى، بأسرع ما يمكن».
وأضاف مكتب نتنياهو أن إعادة الأسرى جاءت بفضل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زاعما أن «حماس حاولت حتى هذا الأسبوع خرق الاتفاق وخلق أزمة بمزاعم كاذبة».
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الوقت ينفد ويجب إعادة جميع الأسرى بأسرع ما يمكن.
وجاءت دعوة لبيد عبر منصة «إكس» عقب وصول الأسرى الإسرائيليين الثلاثة المفرج عنهم إلى الأراضي الإسرائيلية، وذلك ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار .
من جهة أخرى سلّمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، 3 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السادسة لتبادل الأسرى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وبدأ المقطع بتوقيع أحد قادة كتائب القسام مع مسؤولة من الصليب الأحمر على أوراق تسليم الأسرى في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وسبق أن أعلنت حركة حماس أسماء 3 أسرى إسرائيليين سيتم الإفراج عنهم أمس السبت، وهم: ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن، كما أعلنت سرايا القدس أنها ستفرج عن توربانوف في إطار الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
وجرت عملية التبادل على منصة تم إعدادها سابقا، وكانت عليها ساعة رملية مرفقة بصورة الأسير ماتان ووالدته عيناف تسنغاوكر، والمتحدثة باسم عائلات الأسرى الإسرائيليين، وقد كُتب أسفلها عبارة «الوقت ينفد»، والتي تم تسليمها إلى أحد الأسرى المفرج عنهم لأخذها إلى إسرائيل.
وتحدث الأسرى الثلاثة على المنصة باللغة العبرية، حيث عبّروا عن سعادتهم بالإفراج عنهم، وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بفعل كل شيء لاستمرار الصفقة وإعادة باقي الأسرى إلى منازلهم، مشددين على أنه «لا مزيد من الوقت لديهم».
وصعد الأسرى الثلاثة بعد ذلك إلى آليات الصليب الأحمر التي انطلقت بهم، حيث أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تسلمهم فيما بعد.
بدورها، قالت حركة حماس إن حضور صورة القدس والأقصى والحشود في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر، مؤكدة أن إطلاق سراح الدفعة السادسة فيه «تأكيد ألا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات والالتزام باستحقاقات الاتفاق».
وأضافت أن الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية يتابعان مشاهد القوة بإنجاز المقاومة صفقة التبادل التي جسّدت تلاحم الشعب والمقاومة، وشددت على أنه «لا هجرة إلا إلى القدس» وأن ما حدث «رد على دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن يدعم نهجه».
وكان مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين قد أفاد في المقابل بأن الاحتلال سيُفرج بدوره عن 36 أسيرا فلسطينيا محكوما بالمؤبد، و333 أسيرا من قطاع غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر2023.
من جانب آخر وقالت الحركة في بيان لها أمس إنها تنتظر «البدء بتنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني بناء على وعد الوسطاء لنا وضماناتهم».
وأكدت حماس أنه «لا بدائل أمام الاحتلال للإفراج عن باقي أسراه إلا بتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار»، معتبرة «مماطلة بنيامين نتنياهو ومحاولته التهرب من استحقاقات الاتفاق هي لإنقاذ نفسه وحكومته ولن نسمح بإفشال الاتفاق».
وقالت حماس إن «إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو تأكيد أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار».
واعتبرت أن «حضور صورة مدينة القدس والمسجد الأقصى والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو، رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر».
وأضافت «يتابع شعبنا وأمتنا والأحرار في كلّ العالم مشاهد من القوة والعزة والكبرياء بإنجاز المقاومة صفقة التبادل المشرفة، التي جسدت تلاحم شعبنا ومقاومتنا».
وخاطبت حماس في بيانها العالم قائلة «نقولها للعالم أجمع: لا هجرة إلا للقدس، وهذا هو ردنا على كل دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن يدعم نهجه من قوى الاستعمار والاحتلال».
من ناحية أخرى قالت مصادر إن طائرات مسيرة إسرائيلية ألقت قنابل في محيط مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية فجر أمس السبت، موازاة مع اقتحام عدد من البلدات في مناطق متفرقة واستهداف الفلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية وسيرت دورياتها في شوارع المدينة، وذلك بالتزامن مع اقتحام بلدة بيت فجار ومخيم الدهيشة في بيت لحم.
ووفقا لمصادر محلية قالت، بأن قوات الاحتلال دهمت منزل الأسير عبد الرحمن مقداد، علما أنه من المقرر الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما اقتحم الاحتلال منازل عدة في المدينة وأيضا في مخيم الدهيشة وبلدة بيت فجار، دون تسجيل أي حالات اعتقال.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة كفر قدوم، شرق مدينة قلقيلية.
وأفادت المصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت أحد الشبان وأطلقت الرصاص الحي في السياق ذاته، أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة اليامون غربي جنين.
في المقابل، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين إنها فجرت عبوات ناسفة «في آليات العدو بمحور وادي السيلة الحارثية» غرب جنين.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت -في وقت متأخر الجمعة- استشهاد 4 شبان برصاص الاحتلال الإسرائيلي في نابلس وطولكرم.
وقالت الوزارة إنها تلقت بلاغا من هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية (جهة الاتصال مع الجانب الإسرائيلي)، «باستشهاد 3 شبان برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس الأربعاء»، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال يحتجز جثامينهم.
وفي نابلس، استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها المنطقة الشرقية من المدينة.
وأعلن نادي الأسير أن نحو 400 فلسطيني اعتقلوا في الضفة خلال شهر، في حين اتهمت وكالة الأونروا الجيش الإسرائيلي باستخدام مركز صحي تابع لها كمركز احتجاز في مخيم العروب شمالي الخليل.
ويواصل الاحتلال عدوانه على مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الـ26 على التوالي، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، واعتقال المئات، إضافة إلى تشريد آلاف الفلسطينيين، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والممتلكات.
كما يواصل جيش الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية، ترافقها جرافات، إلى مخيمات جنين وطولكرم، في حين تكثف الطائرات الحربية تحليقها في سماء المدينتين، مستهدفة شمال الضفة الغربية بالقنابل عبر الطائرات المسيرة.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 916 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
من ناحية أخرى حول جيش الاحتلال الإسرائيلي الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان للاعتقال بناء على قانون «المقاتل غير الشرعي» بدلا من المحاكمة العادية، بناء على قرار أصدره ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية.
واعتبر مركز الميزان لحقوق الإنسان، في بيان، أن تحويل أبو صفية إلى «مقاتل غير شرعي» إجراء تعسفي وخطير وغير قانوني وانتقامي، وهو في الوقت نفسه يثبت فشل النيابة العامة في إثبات ادعاءاتها وما تنسبه للمعتقل من اتهامات.
وأكد أن اتباع هذه الأساليب مع المدنيين، ولا سيما الأطباء، من تعذيب أفضى في مرات سابقة للوفاة وسوء معاملة، ورغم عدم وجود أي أدلة لاتهام أبو صفية بأي مخالفة، فإن النيابة العامة اختارت حرمانه من أبسط حقوقه في المحاكمة العادلة بتحويله إلى رهينة.
وأعرب المركز عن استنكاره الشديد للإجراءات التعسفية التي يتعرض لها الدكتور أبو صفية وغيره من المعتقلين المحتجزين رهائن بموجب قانون «المقاتل غير الشرعي».
واعتقل الجيش الإسرائيلي أبو صفية نهاية العام الماضي «للاشتباه في تورطه بأنشطة إرهابية»، بينما أوضحت في القناة «آي 24» الإسرائيلية -في حينها- أنه محتجز لدى الجيش الإسرائيلي وموجود حاليا في معتقل سدي تيمان.
ونقلت القناة نفسها عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن أبو صفية قيد التحقيق من قبل الشاباك للاشتباه في علاقته بحركة حماس.