![](/media/cache/51/bc/51bc37ba156c5192df329a69c8fbaaf0.jpg)
«وكالات» : وسط الضغوط التي أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرضها على إيران قبل أيام بسبب تقدمها نحو إنتاج سلاح نووي، رغم مد يد التفاوض لها، حسم محمد جواد ظريف، المساعد الإستراتيجي للرئيس الإيراني، الأمر بشكل قاطع.
إذ أكد في تصريحات، أمس الأحد، أن فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي حسمت مسألة السلاح النووي نهائيًا.
فيما أوضح أن مسألة الصواريخ وتطويرها مختلفة تماما عن القنبلة النووية.
كما أضاف أن استخدام الصواريخ أصبح ممكنًا وفقًا للأنظمة الحربية ورؤية البلاد الدينية، مؤكدا أن بلاده أثبتت أنها قادرة على القيام بذلك.
أتى هذا الموقف بعدما «طالب عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين خامنئي بإلغاء فتواه التي حرمت تطوير الأسلحة النووية، إذا كان النظام يريد أن يبقى على قيد الحياة»، وفق ما أفادت مصادر محلية.
كما جاء، بعد أن كرر ترامب أكثر من مرة خلال الفترة الماضية استعداده لإبرام «اتفاق سلام نووي» مع طهران. إذ شدد على أنه يود التوصل إلى اتفاق مع السلطات الإيرانية لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين.
لكنه حذر في الوقت عينه السلطات الإيرانية من الاستمرار في تطور سلاح نووي، رغم أن كافة المسؤولين الإيرانيين أكدوا أكثر من مرة على مدى السنوات الماضية، أن بلادهم لا تسعى إلى تطوير سلاح نووي.
كما وقع مطلع الأسبوع الحالي مذكرة رئاسية لإعادة فرض سياسة العقوبات الصارمة ضد طهران، على غرار ما حدث خلال ولايته الأولى. وأوضح أنه يعتزم استئناف سياسة «الضغوط القصوى» بسبب مزاعم عن محاولة إيران تطوير أسلحة نووية.
يذكر أن سياسة الضغط الأقصى التي اتبعها ترامب سابقا سعت إلى فرض عقوبات قوية لخنق الاقتصاد الإيراني وإجبار البلاد على التفاوض على اتفاق من شأنه عرقلة برامجها النووية والصاروخية.
علماً أن الدول الغربية الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، ستفقد القدرة على اتخاذ ذلك الإجراء في 18 أكتوبر عندما ينتهي سريان قرار أصدرته الأمم المتحدة في 2015، رُفعت بموجبه العقوبات على طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
من ناحية أخرى مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وفرضه بداية الأسبوع الحالي سياسة الضغط القصوى على طهران، بدأت إيران بدراسة الخيارات للرد مستخدمة التهديد بمضيق هرمز الذي يمر عبره ثلث إمدادات العالم.
فقد أكد قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنغسيري، أن إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز.
وأشار في مقابلة تلفزيونية، أمس الأحد، إلى أن القرار في هذا الشأن يعود إلى كبار المسؤولين.
كما أكد أن مهمة القوات البحرية للحرس الثوري ستكون تنفيذ الأوامر الصادرة بهذا الخصوص.
الجدير ذكره أنه كلما توترت العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، تهدد إيران بمضيق هرمز.
يمر عبره ثلث إمدادات النفط في العالم، إذ يقع في جنوب الخليج العربي، ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب.
كما يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان.
ويحمل المضيق اسم جزيرة هرمز التي تقع في مدخله، ويوجد في مدخله عدة جزر أخرى هي جزر قشم ولاراك الإيرانية وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى.
كذلك يمر حوالي 40 في المئة من الإنتاج العالمي من النفط، حيث يبلغ عرض المضيق 50 كيلومترا، وعمق المياه فيه 60 مترا، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميا.
إلا أنه وغم ذلك، فإن الأزمات السياسية الأخيرة كانت دفعت دول المنطقة نوعا ما، إلى التخفيف من الاعتماد على المضيق الأهم، خصوصا لكنه بقي في قلب الحدث، إذ يعود للواجهة كورقة مهمة في أي توتر سياسي.