![](/media/cache/ee/15/ee1567d80519890a982f101dc6d32ee5.jpg)
«وكالات» : صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تل أبيب ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء العمليات العسكرية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين سيتم إعادة توطينهم في «مجتمعات أكثر أمنًا وجمالًا» داخل المنطقة.
وقال ترامب إن الفلسطينيين سيحصلون على منازل جديدة وحديثة، مؤكدًا أنه «لن تكون هناك حاجة إلى جنود أميركيين» في غزة، وأن الاستقرار سيسود المنطقة.
وأضاف أن الفلسطينيين ستكون لديهم «فرصة للعيش بسعادة وأمان وحرية»، دون تقديم تفاصيل حول خطته المقترحة أو كيفية تنفيذها على أرض الواقع.
وأثارت الخطط الأمريكية المزعومة بقيادة الرئيس دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وإعادة بناء المنطقة تحت السيطرة الأمريكية موجة عارمة من الرفض والانتقادات في العالم العربي حيث تواجه هذه الخطط، معارضة قوية من دول عربية رئيسية مثل السعودية ومصر والأردن، التي تؤكد على ضرورة حل الصراع عبر تسوية سياسية شاملة وليس عبر التهجير القسري.
أكدت السعودية رفضها القاطع لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يكون قائمًا على حل الدولتين وفق القرارات الدولية.
فيما أكدت مصر، من خلال تصريحات رسمية، رفضها التام لأي مسعى لفرض واقع جديد في غزة يشمل تهجير السكان. وأبرزت القاهرة أن الحل الوحيد هو تحقيق تسوية سياسية شاملة تُعزز حقوق الشعب الفلسطيني.
حسبما أوضح هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق وممثل مصر الأسبق في الجامعة العربية، أثناء حديثه لبرنامج «الظهيرة» على قناة سكاي نيوز عربية، فإن مصر ركزت على توضيح موقفها الرافض دون التأثير على علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
كما أضاف خلاف: «تحتاج مصر إلى تطوير أفكار ملموسة للتعبير عن موقفها تجاه إقامة دولة فلسطينية، بما يتضمن تقديم تنازلات مرنة بشأن حدود الدولة وطبيعة مؤسساتها.»
واعتبر الأردن، الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، أي تهجير جديد للفلسطينيين «خطًا أحمر». وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن بلاده لن تكون بديلًا عن فلسطين ولن تقبل بأي مخطط لتغيير ديموغرافية المنطقة.
من جهة أخرى رغم التنديد والاستهجان العالمي من خطة طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الشأن، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدر تعليمات للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع طواعية.
وأوضح كاتس أن الخطة ستتضمن خيارات للخروج عبر المعابر البرية، بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للمغادرة عن طريق البحر والجو. وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن الخطة ستسمح لسكان غزة بالمغادرة إلى أي مكان في العالم يروه مناسباً.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال، الخميس، إنه لا يوجد خطأ في فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد أن قوبل المقترح الأمريكي بانتقادات دولية واسعة النطاق.
وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز « Fox News: «الفكرة الفعلية هي السماح لسكان غزة الذين يريدون المغادرة بالمغادرة. أعني، ما الخطأ في ذلك؟ يمكنهم المغادرة، ثم يمكنهم العودة بعد ذلك، ويمكنهم الانتقال والعودة. لكن عليك إعادة بناء غزة».
وأثارت خطة ترامب انتقادات عربية وغربية وأممية واسعة، لاسيما أن أغلب الدول العربية أكدت مراراً وتكراراً تمسكها بحل الدولتين ورفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
من جهتها، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن 3 مناطق أخرى يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان قطاع غزة إليها.
القناة 12 الإسرائيلية أوضحت أن أرض الصومال وبونتلاند، ومعهما المغرب.. هي الأماكن المرشحة لاستقبال الفلسطينيين الذين ترغب الإدارة الأمريكية في تهجيرهم.
وأوضح الإعلام الإسرائيلي أن ما قاله الرئيس ترامب بشأن تهجير سكان غزة ليست تصريحات وإنما خططٌ معدة سابقا.
من جهة أخرى وصف رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إيهود باراك، مقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإعادة توطين نحو مليوني فلسطيني يقيمون في قطاع غزة بـ «الخيال».
وفي أعقاب لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الثلاثاء، أصابت تصريحات ترامب الكثير من المراقبين بالدهشة عندما قال إن الولايات المتحدة «ستسيطر على قطاع غزة»، وإنه سوف يتم إعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع في دول أخرى، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية.
وقال باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس: «هذه لا تبدو خطة درسها أي شخص بجدية. يبدو أنها مثل بالون الاختبار، أو ربما محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل».
وأشار باراك إلى أن تصريحات ترامب ربما تعد محاولة لإقناع القادة العرب بأن «هذا ما ينتظركم في حال لم تستيقظوا، وتقترحوا مسارا عمليا لغزة، وتساعدوا في إبعاد حماس عن السلطة».
وأوضح باراك أنه من المعقول بصورة كبيرة أن تقترح الدول العربية المعتدلة في المنطقة نهجا أفضل ردا على خطة ترامب غير المدروسة.
وفي السياق، رفض وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أمس الخميس، اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بخصوص استقبال إسبانيا لفلسطينيين في حال تهجيرهم من غزة.
وقال ألباريس في مقابلة مع محطة آر.إن.إي الإذاعية الإسبانية: «أرض سكان غزة هي غزة.. ويجب أن تكون غزة جزءا من الدولة الفلسطينية في المستقبل»، نقلا عن «رويترز».
من ناحية أخرى يشكّل اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل جزء من سكان قطاع غزة إلى الأردن «تهديدا وجوديا» للمملكة يشمل الاستقرار الأهلي والمساعدات الأمريكية الثمينة للبلد الصغير، وفق ما يقول محللون.
ويقول مدير مركز «القدس للدراسات السياسية» في عمان، عريب الرنتاوي، إن «هذا المشروع لا يستهدف فقط القضاء على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني على أرضه وإنما أيضا يمسّ بالأمن والاستقرار والهوية والكيان في الأردن».
ويضيف: «في الأردن، نتحدث عن تهديد وجودي لا عن تهديد أمني. قد لا يبقى أردن إذا تمّ مشروع التهجير، وسينتقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بكل زخمه ليصبح ربما صراعا أردنيا داخليا».
وكثّف العاهل الأردني، عبدالله الثاني، الأربعاء، اتصالاته الدبلوماسية لتأكيد موقف بلاده الرافض للمشروع الأمريكي، وذلك قبل أيام من لقائه ترامب في البيت الأبيض في 11 فبراير، بناء على دعوة من هذا الأخير.
ويرى الرنتاوي أن «هذه وصفة للخراب وليس وصفة للاستقرار والسلام».
ويقول وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة: «هذا انتحار سياسي للدولتين لأنهما ستتهمان بالتواطؤ وتصفية القضية الفلسطينية»، مضيفا «بالنسبة إلى الأردن، هذا يخلّ بالتركيبة السكانية والمعادلة السياسية ويدمّر هويتنا الوطنية».
ويؤرق هاجس أن يصبح الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، كما ينادي بذلك بعض المتطرفين في إسرائيل.
ويتحدّر نصف سكان الأردن البالغ عددهم حوالي 11 مليونا، من أصول فلسطينية. إذ لجأ إالى الأردن عبر التاريخ ومنذ نشأة دولة إسرائيل العديد من الفلسطينيين. ووفقا للأمم المتحدة، هناك 2,2 مليون لاجئ فلسطيني مسجّلين في الأردن.
وكانت مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت الإدارة الأردنية قبل احتلالها من إسرائيل عام 1967، ثم ضمّها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وقاتل الجيش الأردني وفصائل فلسطينية جنبا إلى جنبا في ما عرف بـ»معركة الكرامة» ضد إسرائيل في العام 1968، قبل أن يشهد الأردن مواجهات بين الجيش والفصائل الفلسطينية في ما عرف فلسطينيا بـ»أيلول الأسود» عام 1970.
وجاء ذلك بعد استفزازات وتجاوزات ارتكبتها فصائل فلسطينية مثل التمركز في عمان ومدن رئيسية، ونشر حواجز تفتيش في عدد من المناطق. وانتهت المواجهات بسقوط عدد من القتلى وإخراج الفصائل المسلحة من الأردن.
ويتساءل الرنتاوي: «من أعطى ترامب صلاحية أخلاقية وقانونية وسياسية كي يضع يده على غزة ويتملكّها ويستثمر فيها؟ إنه يتحدث عن غزة وكأنه مطوّر موقع عقاري وليس كرئيس دولة».
ويرى أن «المشروع خطير وتداعياته لا تقدّر بأموال المساعدات التي تقدّم للأردن أو مصر».
وعن لقاء العاهل الأردني المرتقب مع ترامب، يقول الرنتاوي: «لا خيار أمام الملك سوى رفض هذا المشروع بشكل مطلق. هذا ليس أمرا يمكن الحديث فيه وليس قابلا للتفاوض. الملك نفسه سبق أن قال (هذا خط أحمر)، وأنا أعتقد أنه خط أحمر عريض وفيه لعب بالنار».
ويضيف: «يريد ترامب أن نبيع الأردن مقابل المليار ونصف مليار من المساعدات» الأمريكية.
من جانب آخر عبر أكثر من 10 آلاف شاحنة مساعدات الحدود إلى قطاع غزة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير، وفق ما أعلن منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الخميس.
وقال توم فليتشر على منصة إكس: «أدخلنا أكثر من 10 آلاف شاحنة خلال أسبوعين منذ وقف إطلاق النار، وهي زيادة هائلة» في المساعدات التي تدخل القطاع الفلسطيني.
من جهة أخرى يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية لليوم الـ17 على التوالي، ما أسفر عن مقتل 25 فلسطينياً وعشرات الإصابات.
وبحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فإن إجمالي النازحين من المخيم وصل إلى 15 ألف مواطن، في حين دمر الجيش الإسرائيلي 180 منزلاً.
وطبقاً للجنة، تسببت العملية العسكرية «في قطع الخدمات الأساسية، وتوقف المدارس، وحرمان أربع مستشفيات من المياه»، مؤكدةً أن «أهالي مدينة جنين يعانون ظروفاً مأساوية مع انقطاع المياه والكهرباء».
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أمس الخميس، تستمر آليات إسرائيلية في حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل إليه.
وقالت الوكالة إن «أقسام المستشفى تعاني لليوم الـ17 على التوالي نقصاً حاداً في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على محاولة إيصال المياه إلى المستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة» بسبب منع إسرائيل صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني من الدخول إلى المستشفى.
وقال محافظ جنين، كمال أبو الرب، في بيان، إن الشكل الهندسي والديموغرافي للمخيم سيتغير بشكل كامل بعد التفجيرات داخله، فيما أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار، أن الوضع في جنين كارثي والمدينة تواجه شللاً تاماً في كل مناحي الحياة.
وعملت طواقم شركة الكهرباء على محاولة إصلاح التيار الكهربائي في المناطق التي انسحب منها الجيش جزئياً وهي جبل أبو ظهير والجابريات.
فيما منعت القوات الإسرائيلية طواقم بلدية جنين من إكمال إصلاح خطوط المياه في مناطق الهدف والأحياء الغربية من المدينة.
وبحسب الوكالة، يستمر الجيش الإسرائيلي «في عمليات نسف المنازل وتدميرها في مخيم جنين، حيث سُمعت أصوات انفجارات من داخل المخيم ناجمة عن تفخيخ المنازل ونسفها، فيما تصاعدت أعمدة الدخان نتيجة إحراق منزل في المخيم، في حين يدفع بتعزيزات عسكرية مستمرة من حاجز الجلمة العسكري إلى محيطه».