«وكالات» : قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية -أمس الأحد- شارع الرشيد الساحلي شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في حين استهدف الجيش الإسرائيلي أحياء سكنية بوسط القطاع وجنوبه، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخين في محيط عربة كانت تسير على شارع الرشيد الساحلي قرب منطقة جسر وادي غزة شمال غربي مخيم النصيرات، من دون وقوع إصابات.
وأضاف الشهود أن الغارة الإسرائيلية تسببت بحالة من الذعر والهلع في صفوف الفلسطينيين الذين يسلكون شارع البحر مشيا على الأقدام أو عبر عربات بدائية بسيطة.
وتمكن النازحون الفلسطينيون من مدينة غزة ومحافظة الشمال من العودة إلى مناطقهم السكنية من جنوب القطاع ووسطه، بدءا من الاثنين الماضي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أكثر من 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وفي خرق جديد آخر؛ أطلق الجيش الإسرائيلي النار صوب منازل الفلسطينيين شرقي مخيم البريج (وسط)، دون وقوع إصابات. كما أطلقت قواته المتمركزة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بشرق قطاع غزة النار بكثافة تجاه أحياء مدينة رفح الشرقية (جنوب).
وفي 28 يناير الماضي أقرّ الجيش الإسرائيلي بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عبر إعلانه أنه أطلق النار تجاه فلسطينيين في القطاع بزعم أنهم «شكلوا تهديدا» على قواته، وعلى مركبات بزعم «دخولها منطقة غير مصرّح بالمرور فيها».
وبدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير، ويتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال المرحلة الأولى (المرحلة الإنسانية) تبادل إطلاق الأسرى، بينما ستركز المرحلة الثانية التي ستبدأ في اليوم 16 من بدء الاتفاق على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع الأسرى في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود. ويتعين التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فتعمّ الترتيبات الطويلة الأمد كما تشمل خطط إعادة إعمار القطاع.
وارتكبت إسرائيل بدعم أميركي، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مقتل عدد من المسلحين في ثلاث ضربات جوية السبت على الضفة الغربية، حيث أفاد شهود عيان عن عملية عسكرية إسرائيلية جارية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه بالإضافة إلى غارتين في جنين، ضرب سلاح الجو «خلية.. كانت في طريقها لتنفيذ هجوم.. وشيك» في قباطية، مشيراً إلى أن أحد القتلى كان أُطلق سراحه من السجون الإسرائيلية في العام 2023 في إطار الهدنة الأولى في قطاع غزة.
ووصف شاهد عيان لوكالة فرانس برس انتشاراً «كبيراً» للقوات الإسرائيلية حول طوباس في وقت مبكر من صباح الأحد.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت السبت أن خمسة فلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في شمال الضفة الغربية.
وأوضحت الوزارة أن قصفاً جوياً إسرائيلياً على قرية قباطية جنوب مدينة جنين أودي بحياة مواطنين اثنين، وأن قصفا على أحد الأحياء الشرقية بمدينة جنين أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاماً.
ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى مع اقتراب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين للاجئين من إكمال أسبوعين.
وبدأت القوات الإسرائيلية مداهمة المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية في 21 يناير، وذلك بعد يومين فقط من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ.
وتقول إسرائيل إن المئات من جنودها، بدعم من القوات الجوية، يشتبكون منذ ذلك الحين في معارك بالأسلحة النارية مع مسلحين فلسطينيين في جنين بحثاً عن أسلحة وعتاد عسكري.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأربعاء إن الجيش سيبقى في جنين حتى انتهاء العملية العسكرية، دون أن يحدد موعداً لذلك.
من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أهمية التزام الأطراف بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وبدء المرحلة الثانية، مشددا على أن حل هذه الأزمة يكون بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، في حين أكد نظيره التركي هاكان فيدان على ضرورة إنهاء العقبات الإسرائيلية أمام توصيل المساعدات إلى غزة.