«وكالات» : انتهت عملية تبادل رابعة للأسرى بين حماس وإسرائيل شملت إفراج الحركة عن ثلاثة أسرى مقابل إطلاق سراح 183 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية وصلوا أمس إلى مدينة رام الله.
وأفرج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة الرابعة من سجن عوفر الإسرائيلي، وسط تعزيزات إسرائيلية بمحيط السجن.
وأفادت مصادر بأن 110 من الأسرى المفرج عنهم سينقلون إلى غزة.
وأظهرت الصور وصول الأسرى المفرج عنهم إلى مدينة رام الله وسط استقبال شعبي كبير من ذويهم وأقاربهم.
عقب ذلك وصل الأسرى المفرج عنهم إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس.
من جانبها قالت هيئة الأسرى الفلسطينية إن 160 محكوماً بالمؤبد سيفرج عنهم بالمرحلة الأولى،مشيراً إلى أن إسرائيل تراجعت عن الإفراج عن 8 محكومين بالمؤبد أمس.
وشملت الدفعة 18 أسيرا من ذوي المؤبدات، و54 من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، فضلا عن 111 من أبناء غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
علما بأن النادي كان أشار في بادئ الأمر إلى أنّ إسرائيل «ستفرج عن تسعين أسيرا»، فقط.
ومنذ بدء سريان وقف النار في القطاع، أطلقت إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين، وكثر من بينهم نساء وقصّر.
يذكر أن عملية التبادل أمس هي الثانية هذا الأسبوع والرابعة منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ. إلا أن عملية التبادل الخميس كانت شهدت فوضى عارمة وتدافعا لاسيما عند تسليم حماس الإسرائيلية أربيل يهود (29 سنة)، وغادي موسيس (80 سنة) إلى فرق الصليب الأحمر، في خان يونس جنوب القطاع.
حيث أظهرت مشاهد من الموقع صعوبة سيطرة عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي على مئات الأشخاص الذين احتشدوا لمتابعة مجريات تسليم الإسرائيليين وخمسة رهائن تايلانديين.
ونص اتفاق وقف النار المؤلف من ثلاث مراحل على وقف الأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة في القطاع.
كما أشار إلى أن المرحلة الأولى ستمتد ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا من غزة مقابل نحو 1900 فلسطيني.
كذلك نصّ على استئناف المفاوضات بعد 16 يوما على دخوله حيّز التنفيذ، أي الاثنين في الثالث من فبراير، وذلك لبحث آليات المرحلة الثانية التي تهدف إلى إطلاق سراح آخر الأسرى الإسرائيليين وإنهاء الحرب، الأمر الذي يعارضه بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وكانت حماس وفصائل فلسطينية مسلحة شنت في السابع من أكتوبر 2023 هجوماً على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت 251 شخصاً، ما زال 79 منهم في غزة. بينما قُتل ما لا يقل عن 34 منهم، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
كما وصلت سيارات الصليب الأحمر إلى مدينة خان يونس جنوباً، حيث تسلمت محتجزين إسرائيليين، أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً.
وأظهرت المشاهد من الموقع، أمس السبت، تسلم عاملي الصليب الأحمر كلا من ياردن بيبارس وعوفر كالديرون، من عناصر كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس.
بينما تجمع عدد من الغزيين في المحيط، دون حصول أي ازدحام أو تدافع كما حصل يوم الخميس الماضي.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه تسلم الأسيرين، ونقلهما إلى إسرائيل.
كذلك في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، تسلمت فرق الصليب الأحمر، الإسرائيلي كيث سيغال، الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً، وسط انتشار عناصر «القسام» في خان يونس جنوب القطاع وميناء الصيادين.
من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي تسلمه سيغال، ونقله إلى مستشفى بتل أبيب.
ففي سيناريو مشابه لما حصل خلال المرات السابقة لتسليم الأسرى الإسرائيليين، انتشر العشرات من عناصر حماس المسلحين والملثمين في الشوارع، وعلى ظهر آليات ومركبات.
من ناحية أخرى بعد أكثر من ثمانية أشهر من الإغلاق، أعيد أمس السبت فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، حيث وصل عدد كبير من سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والمصابين.
فقد خرجت أول دفعة من المرضى والجرحى للعلاج في الخارج عبر معبر رفح البري، وذلك لأول مرة منذ مايو 2024، حيث استقبل المعبر 50 مصاباً فلسطينياً و53 من مرافقيهم، وسيتم نقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية، وفق ما أفادت المصادر.
فيما ستسمح إسرائيل يومياً بمغادرة 50 فلسطينياً من المرضى و50 من الجرحى، مع مرافقين لهم، وفقاً للبنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أن المرضى والمرافقين سيتم التواصل معهم للتحضير للسفر، بناءً على كشف يقدم من الجانب المصري، على أن يتم تجمعهم في مجمع الشفاء الطبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس.
أتى فتح المعبر في وقت حرج حيث تعاني المستشفيات في غزة من تزايد أعداد الإصابات ونقص الإمدادات الطبية.
إذ بلغ عدد المصابين الفلسطينيين نحو 111,580، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 12 ألف جريح بحاجة ماسة للإجلاء الطبي من القطاع، حسب وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية
ومنذ عام 2007، سيطرت حركة حماس على إدارة المعبر، لكن مع إعادة فتحه، ستشرف بعثة «يوبام رفح» الأوروبية على المعبر بمشاركة موظفين فلسطينيين غير مرتبطين بحماس، مع استمرار مراقبة وسيطرة إسرائيلية محدودة حوله لضمان عدم مرور أي شخص دون موافقتها وفق مصادر مطلعة تحدثت لـ (د ب أ).
من جانبها، أكدت السلطة الفلسطينية مشاركتها في إدارة المعبر، رغم القيود الإسرائيلية. وقال مصدر فلسطيني في السلطة الفلسطينية إن الأخيرة عيّنت فعليا، مشرفا على إدارة المعبر من جانبها. وأضاف أن «عودة موظفي السلطة للعمل في رفح هي خطوة أولى نحو استعادة دورها في إدارة المعابر وفق الاتفاقات الدولية مع منظمة التحرير وإسرائيل».