«وكالات» : وصل مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس التي من المقرر أن تبدأ المفاوضات حولها في اليوم الـ16 للاتفاق الذي يصادف الثلاثاء المقبل.
وبحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، من المقرر أيضا أن يلتقي ويتكوف خلال زيارته وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قائلة إن ويتكوف قد يجري زيارة ميدانية في قطاع غزة قد تشمل محور «نتساريم» ومعبر كرم أبو سالم.
وقالت البث الاسرائيلية إن الرسالة التي سيحملها ويتكوف إلى إسرائيل مفادها رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ صفقة الأسرى بالكامل، وضرورة حل الخلافات الأمنية والسياسية لتحقيق ذلك.
قبل ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه تلقى دعوة للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض وذلك في الرابع من فبراير المقبل.
وفي السياق، قالت الخارجية الأمريكية إن الوزير ماركو روبيو، شدد لنظيره المصري بدر عبد العاطي على أهمية التعاون الوثيق لضمان عدم تمكن حركة حماس من حكم غزة أو تهديد إسرائيل مرة أخرى.
وأعرب الوزير عن شكره لمصر على جهود الوساطة التي بذلتها في تأمين إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار.
في أول تعليق من ألمانيا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستقبالهم في مصر والأردن، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، «إن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيكون أمرا غير مقبول».
شولتس أوضح خلال مؤتمر انتخابي في برلين أن أي خطط لإعادة توطين سكان غزة خارج القطاع مرفوضة، مشيراً إلى ضرورة تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة، هذا وأكد المستشار الألماني دعمه لحل الدولتين حتى يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من العيش جنباً إلى جنب في سلام.
وبلغ عدد الفلسطينيين العائدين لشمال غزة أكثر من 376 ألفا، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. وأوضح مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، أن نصف النازحين هم من الرجال والبقية من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن هذه الأرقام وفقا لمنظمات أقامت نقاط تعداد في مختلف أنحاء القطاع.
وأعلن الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إيان إيغلاند، أن 66% من المنشآت القاعدية تم تدميرها في غزة، مشيرا إلى أن هناك 1.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة في القطاع.
وأكد إيغلاند أن المنظمات الإنسانية لا تزال تواجه تحديات بيروقراطية من قبل إسرائيل تعيقها عن أداء عملها، مشددا على ضرورة ضمان حماية العاملين في العمل الإنساني.
من ناحية أخرى قال الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء إن عملية «السور الحديدي» في جنين ليس لها زمن محدد، في حين استشهد فلسطيني متأثرا بجراحه واعتقل آخرون خلال اقتحامات جديدة في الضفة الغربية.
وأضاف جيش الاحتلال أنه لن يغادر حتى يكمل مهمته المتمثلة في تفكيك ما سماها البنية التحتية للإرهاب في شمالي الضفة.
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت -أمس الأربعاء- عن مسؤولين كبار في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية في جنين قد تستمر عدة أشهر لتفكيك كتيبة جنين بالكامل.
وكان موقع «والا» نقل -الثلاثاء- عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتوسيع عملياته في الضفة الغربية.
كما قال الموقع إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تبحث توسيع النشاط البري في جميع أنحاء الضفة والأغوار.
وكان الهجوم على مخيم جنين -الذي أطلق عليه الجيش الإسرائيلي عملية السور الحديدي- قد انطلق -الثلاثاء قبل الماضي- من مخيم جنين وتوسع إلى مخيم طولكرم شمالي الضفة أيضا.
وحتى الآن، أسفر الهجوم عن استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، معظمهم في مخيم جنين الذي تعرضت أجزاء منه للتدمير.
وفي السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت -أمس الأربعاء- إن القوات الإسرائيلية هدمت 60 منزلا منذ بدء العملية العسكرية في مخيم جنين.
ونشرت الصحيفة تقريرا عن جولة قام بها مراسلوها في المخيم، مشيرة إلى الدمار الواسع جراء العملية العسكرية المستمرة.
وقالت إن المخيم الآن في حالة خراب، مشيرة بدورها إلى أن معظم السكان غادروا المنطقة.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي هدم نحو 100 منزل وأحرق منازل أخرى بالمخيم، مشيرة إلى أنه أجبر معظم السكان على الرحيل.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية -أمس الأربعاء- استشهاد الشاب عمر أبو الهيجاء (25 عاما) متأثرا بجراحه جراء غارة نفذتها طائرة إسرائيلية -الليلة الماضية- على منطقة دوار السينما في جنين.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه نقلت شهيدا أصيب -الثلاثاء- واحتجزه جيش الاحتلال قرب دوار السينما في جنين.
وكان الشاب الفلسطيني أيمن ناجي (23 عاما) استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في ضاحية ارتاح بمدينة طولكرم.
وواصلت قوات الاحتلال -أمس الأربعاء لليوم الثالث- هجومها على مخيم طولكرم، واقتحمت عدة بلدات في المحافظة.
وفي وقت مبكر أمس، اقتحمت قوة إسرائيلية ترافقها جرافة ثقيلة ضاحية شويكة شمالي طولكرم وهدمت بشكل كامل منزل الشهيد تامر فقها الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال في مايو الماضي، حيث كان مطاردا لاتهامه بتنفيذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي.
وقد أظهرت صور حصلت عليها الجزيرة قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف عدد من الشوارع في مدينة طولكرم، كما تظهر الصور الخراب الذي أحدثته الآليات الإسرائيلية الثقيلة في شبكات المياه والبنية التحتية بمخيم نور شمس.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال -الليلة الماضية وفجر أمس الأربعاء- 10 فلسطينيين على الأقل خلال اقتحامها مناطق متفرقة من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وشملت الاقتحامات مناطق عدة شمالي الضفة على غرار جنين وطولكرم ونابلس، ورام الله في الوسط، والخليل في الجنوب.
وفي مخيم الفوار قرب الخليل، أصيب فلسطينيان بالرصاص الحي بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليهما خلال مواجهات بالمخيم.
وفي تطور آخر، قالت مصادر إن قوات إسرائيلية هدمت 5 منازل في قرية الديوك التحتا بمدينة أريحا.
وعقب عملية طوفان الأقصى، تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة مما أسفر عن استشهاد 882 فلسطينيا وإصابة 6500 واعتقال أكثر من 11 آلفا آخرين، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
من ناحية أخرى أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (اوتشا) إلى أن أكثر من 376 ألف فلسطيني عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وظهر الثلاثاء.
وأوضح المكتب أن نصف هؤلاء النازحين هم من الرجال، فيما ربعهم من النساء والربع الأخير من الأطفال، مشيرا إلى أرقام مجموعة عمل تضم منظمات عدة أقامت نقاط تعداد في مختلف أنحاء القطاع.
وقال المكتب «إن نساء حوامل أو مرضعات ومسنين ومعوقين ومصابين بأمراض مزمنة أو محتاجين إلى رعاية طبية عاجلة، أو قاصرين غير مصحوبين بذويهم هم من ضمن فئات ضعيفة رئيسية من النازحين الذين قاموا بهذه الرحلة الصعبة سيرا على الأقدام».
وقالت حماس في وقت سابق، إن 300 ألف نازح عادوا إلى شمال القطاع، الاثنين، بعد أن سمح الجيش الإسرائيلي بالعودة في الصباح.
والاثنين، بدأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين العودة من جنوب ووسط القطاع إلى محافظتي غزة والشمال من محور «نتساريم» عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني.
وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، وجرى خلاله الإفراج حتى اللحظة، عن 7 أسيرات إسرائيليات مقابل 290 أسير فلسطيني.
ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء الحرب.
من جهة أخرى تخطط الحكومة الألمانية لإرسال خبراء في إدارة الحدود إلى معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، وفقا لما قالته مصادر حكومية لوكالة الأنباء الألمانية «د ب أ».
ولتنفيذ هذه الخطوة، تعتزم برلين تعديل قرار لمجلس الوزراء صدر عام 2005، كان يسمح بإرسال أفراد غير مسلحين فقط. ووفقا للمصادر الحكومية، فإن التعديل سيتيح نشر قوات مسلحة، نظرا للظروف الأمنية الحالية التي تعتبر خطرة للغاية على الحراس غير المسلحين.
وقد يكون هذا الانتشار جزءا من بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في معبر رفح، التي من المقرر أن تستأنف عملياتها بعد توقف دام سنوات.
وكانت هذه البعثة قد أُنشئت لأول مرة عام 2005 للمساعدة في ضبط المعبر، لكنها علقت عملياتها عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، إذ رفض الاتحاد الأوروبي التعاون مع الحركة.
وفي المرحلة الأولى، سيتم نشر عدد محدود من خبراء الحدود الأوروبيين وموظفي الدعم للإشراف على عمليات التفتيش الحدودية، إذا أمكن ذلك اعتبارا من بداية فبراير.
وتأتي إعادة فتح معبر رفح ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل بين حماس وإسرائيل، يهدف إلى تمكين وصول كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، يوم الاثنين، إن إيطاليا وإسبانيا وفرنسا ستكون أول ثلاث دول أوروبية ترسل أفرادا إلى رفح.
وفي السياق ذاته، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، دعمها لنشر القوات، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تمثل إشارة مهمة على التزام أوروبا بالمسؤولية العالمية.