«وكالات» : من على متن طائرة إير فورس وان، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى بعض الدول العربية المجاورة، في إشارة إلى مصر والأردن.
وقال ترامب متحدثاً إلى الصحافيين، أمس الأحد، إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين، لاسيما أن القطاع مدمر بشكل تام وفي حالة فوضى عارمة.
وتابع: القطاع هدم حرفيًا.. لذلك أفضل أن أشارك مع بعض الدول العربية في بناء مساكن في موقع مختلف، حيث يمكنهم ربما العيش في سلام لأول مرة»، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
أما حين سئل عما إذا كان هذا «النقل لسكان غزة سيكون مؤقتًا، فأجاب: «يمكن أن يكون مؤقتًا أو طويل الأمد».
كما أضاف أنه تحدث السبت إلى العاهل الأردني الملك عبد الله «وطلب منه استقبال المزيد من سكان غزة». وأردف: «أنظر إلى قطاع غزة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية. لذا أود من الأردن أن يستقبل البعض».
كذلك أشار إلى أنه يأمل أن تستقبل مصر المزيد من الفلسطينيين أيضا، لافتاً إلى أنه سيتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس.
علماً أن القاهرة دأبت منذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يوم السابع من أكتوبر 2023، على رفض أي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرة أنها حملة تهجير ثانية.
كما شددت على حق الفلسطينيين بالبقاء في أرضهم وبيوتهم، رافضة أي تلميحات إلى احتمال بناء منازل في سيناء.
يذكر أن كلام ترامب تزامن مع استعداد مئات آلاف الفلسطينيين إلى العودة لمنازلهم في شمال غزة، تنفيذاً لاتفاق وقف إطاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي وأفضى إلى التوافق على تبادل الأسرى بين الطرفين على 3 مراحل، وعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، فضلا عن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وإعادة إعماره في المرحلة الأخيرة.
إلا أن الجيش الإسرائيلي منع حتى الآن عودة الغزيين إلى الشمال، مشترطاً إطلاق سراح المجندة الإسرائيلية أربيل يهود.
من ناحية أخرى أكدت حركة حماس أنها ستفشل هذا المقترح الأمريكي.
وتوعّد عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، أمس الأحد، بـ»إفشال» فكرة الرئيس الأمريكي نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن.
كما أضاف قائلا: «شعبنا كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل سيفشل كذلك مثل هذه المشاريع»، في إشارة إلى مقترح ترامب، وفق ما نقلت «فرانس برس».
بدورها، دانت حركة الجهاد الإسلامي هذا المقترح، معتبرة أنه يشجع على ارتكاب «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
وقالت في بيان عبر حسابها على منصة «تليغرام»: «ندين بأشد العبارات تصريحات الرئيس الأمريكي التي تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب بإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه».
في المقابل، أثنى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش المتطرفين على فكرة ترامب، معتبرين أنها «عظيمة»، وفق تعبيرهما.
علماً أن القاهرة وعمان دأبتا منذ تفجر الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يوم السابع من أكتوبر 2023، على رفض أي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرة أنها حملة تهجير ثانية.
كما شددتا مرارا على حق الفلسطينيين بالبقاء في أرضهم وبيوتهم.
من جهة أخرى مع مواصلة إسرائيل منعها عودة النازحين من جنوب ووسط غزة إلى شمال القطاع، اتهمت حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي وتم خلاله الإفراج عن سبع إسرائيليات ومئات الفلسطينيين.
إذ اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، أمس الأحد، أن «حماس ارتكبت انتهاكين خلال تنفيذ المرحلة الثانية من التبادل، إذ لم تفرج عن الإسرائيلية أربيل يهود التي كان من المقرر الإفراج عنها السبت، كما لم يتم تقديم القائمة التفصيلية لوضع جميع الأسرى الأحياء».
كما أوضح أن الحركة «لم تعلن حتى منتصف الليلة الماضية، عن عدد الأحياء من بين الأسرى الـ26، الذين لم يتم الإفراج عنهم بعد، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف أنه «نتيجة لذلك، تقرر عدم الموافقة على مرور سكان غزة إلى شمال القطاع».
من جهتها، حذرت حماس المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم في ظل إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على النازحين.
وشددت في بيان على أن الجانب الإسرائيلي لم يف بالتزاماته، مضيفة أنها تنتظر انسحابه من شارعي الرشيد وصلاح الدين منذ الصباح.
كما قالت في بيان آخر أمس، إن منع الجيش عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، يمثل مخالفة وخرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.
وحمّلت الحركة الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي مسؤولية التعطيل في تنفيذ الاتفاق.
وكانت الحركة اتهمت، ، أيضا إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن أي تأخير في تنفيذه وما يترتب على ذلك من تداعيات.
كما أكدت أن «الجيش الإسرائيلي يواصل إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال»، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تشكل عقبة كبيرة أمام تنفيذ الاتفاق المبرم». ونبهت إلى أن استمرار هذا التعطيل «سيؤثر على بقية محطات الاتفاق»، مطالبة الوسطاء الراعين للاتفاق بالضغط على إسرائيل لضمان تنفيذه.
جاء هذا بعدما أطلقت الحركة سراح سبعة أسرى حتى الآن من أصل 33 في المرحلة الأولى من الاتفاق، مقابل ما يقرب من 300 فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وكان من المفترض، حسب الجانب الإسرائيلي، أن تبلغ حماس إسرائيل، السبت، بمن هم على قيد الحياة من المحتجزين المتبقين في القائمة، وأن تفرج عن أربيل يهود.
إلا أن الحركة أوضحت أنها بصحة جيدة، وستطلق سراحها، السبت المقبل، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى منع عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال غزة.
من جهة أخرى أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الأحد، أن تل أبيب تعمل على زيادة إنتاج أنظمة الدفاع والهجوم لتعزيز أمن إسرائيل.
إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ب موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تسليم بلاده قنابل بزنة ألفي رطل.
أتى هذا الإعلان بعدما صرح ترامب، عبر منصة «تروث سوشيال» أن «عددا كبيرا من الأشياء» التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، يجري تسليمها حاليا.
جاء هذا التصريح، بعدما أفادت تقارير صحافية بأن إدارة دونالد ترامب أفرجت عن شحنة قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل (907 كلغ).
وكانت إدارة بايدن علّقت العام الماضي تسليم إسرائيل 1800 قنبلة تزن 2000 رطل في الوقت الذي كان الجيش الإسرائيلي يخطط فيه لشن هجوم واسع النطاق على رفح في جنوب قطاع غزة إلى حيث كان قد لجأ 1,4 مليون فلسطيني بسبب القصف والقتال.
كما حذّر بايدن حينها من أن استخدام هذا النوع من القنابل في مناطق كهذه سيتسبب في مأساة إنسانية كبيرة.
إلى ذلك، لم تحدد رسالة ترامب الأسلحة التي تم الإفراج عنها، إلا أن مقالاً نُشر على موقع «أكسيوس»، كتب الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الأمن القومي باراك رافيد أن ترامب أمر وزارة الدفاع برفع الحظر عن القنابل التي تزن 2000 رطل.
كما يعد هذا النوع من القنابل الكبيرة التي يجري إسقاطها من الجو، دقيقا وشديد التدمير، ويستخدم بشكل عام لإحداث أضرار واسعة النطاق ضد أهداف مثل المنشآت العسكرية ومراكز القيادة والبنية التحتية.
من جهة أخرى أصيب 5 فلسطينيين، بينهم طفل، أمس الأحد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أطلق النار على مجموعة نازحين بشارع الرشيد وسط قطاع غزة أثناء انتظار السماح لهم بالعودة إلى محافظتي غزة والشمال حسب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأفاد مصدر طبي بمستشفى العودة في مخيم النصيرات (وسط) بوصول 5 إصابات من النازحين الفلسطينيين المتجمهرين على شارع الرشيد عند «تبة النويري» غرب مخيم النصيرات.
وقال شهود عيان إن مئات النازحين الفلسطينيين باتوا ليلة الأحد في العراء وسط أجواء باردة عند «تبة النويري»، وهي آخر نقطة يمكن الوصول إليها غربا قبل الانتقال إلى محافظة غزة شمالا.
وأوضحوا أن الآليات العسكرية الإسرائيلية الموجودة في محور نتساريم الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، أطلقت النار اتجاه الفلسطينيين المتجمهرين في تلك المنطقة، الذين ينتظرون انسحاب الجيش الإسرائيلي من المحور والسماح لهم بالعودة إلى غزة والشمال وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانب آخر تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على جنين ومخيمها، لليوم السادس على التوالي، مما أسفر عن استشهاد طفلة جنوبي المدينة. في حين استشهد فلسطيني بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
واستشهدت الطفلة ليلى الخطيب (30 شهرا) إثر إصابتها برصاصة قناص إسرائيلي في رأسها، خلال اقتحام قوات الاحتلال قرية مثلث الشهداء جنوب جنين.
وفي بيان، قال الهلال الأحمر إن طواقمه نقلت إلى المستشفى أيضا «إصابة بالرصاص الحي في اليد وشظايا رصاص حي بالرأس لسيدة في مثلث الشهداء».
وفي مخيم جنين، واصل جنود الاحتلال حرق منازل المواطنين في حارة الدمج وخلف جامع الأسير وطلعة الغبز وساحة المخيم، واحتجزوا عددا من الشبان واستجوبوهم ميدانيا، بينما هدمت جرافات الاحتلال منازل جديدة في منطقة البشر والجهة الجنوبية الغربية من المخيم.
كما شهدت عدة قرى وبلدات في جنين اقتحامات ومحاصرة منازل واعتقالات، منها: السيلة الحارثية، ميثلون، قباطية التي شهدت يوم الجمعة الماضي قصفا من مُسيرة إسرائيلية لمركبة أدت إلى استشهاد شابين.
وفي شارع نابلس الواصل بين مدينة جنين وقراها الجنوبية، دمرت جرافات الاحتلال دوارا، كما دمرت مدخل بلدتي اليامون والسيلة الحارثية، إضافة لتجريف شارع يافا الواصل بين مدينة جنين وقراها الغربية. وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من المواطنين من أحياء ومنازل في المخيم.
كذلك تواصل قوات الاحتلال تحويل منازل الفلسطينيين في حي الجابريات إلى ثكنات عسكرية، بينما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي خلال تمركزهم في محيط دوار السينما وسط المدينة.
كما أجبر الاحتلال المواطنين على إخلاء منازلهم في حيي الزهرة والجابريات، في حين واصل دفع تعزيزاته العسكرية إلى داخل مدينة جنين ومداخل المخيم، وسط استمرار تحليق الطائرات المُسيرة على ارتفاع منخفض.
ومنذ بداية العدوان -الذي تضمن غارات جوية وعمليات خاطفة من القوات الخاصة- أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الفلسطينيين على النزوح من مخيم جنين.
من جهة أخرى، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإصابته مدنيين فلسطينيين بالرصاص في منطقة مثلث الشهداء.
وفي نابلس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد شاب برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة شرقي المدينة شمال الضفة الغربية».
وقالت مصادر فلسطينية إن الشاب أحمد محمود حشاش (42 عاما) استشهد متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مخيم بلاطة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت منطقة دوار الاتصالات في محيط مخيم بلاطة وشارع القدس شرق المدينة، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع.
كذلك أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل معتقل محرر في بلدة قبلان جنوب نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت منزل المعتقل المحرر أنس الأقرع، واعتدت على المواطنين الذين كانوا بانتظاره، بقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع مما أدى لإصابات بالاختناق.