«وكالات» : أعلن الدفاع المدني في غزة أن البحث يجري الآن عن جثامين نحو عشرة آلاف فلسطيني لا يزالون تحت الأنقاض، بموازاة ذلك أظهرت بيانات فلسطينية ودولية أن الحرب في غزة دمرت أكثر من 200 منشأة حكومية و136 مدرسة وجامعة و823 مسجداً وثلاث كنائس.
كما أظهر تقرير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن العديد من المستشفيات تهدمت أثناء العدوان حيث لم تعد تعمل سوى 17 من أصل 36.
ونقل تقرير لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أن الحرب خلّفت أكثر من 58 مليون طن من الأنقاض، وتقدّر تكلفة إزالتها بنحو 970 مليون دولار، فيما كلفة إعادة الإعمار قد تتطلب نحو 80 مليار دولار.
ووفقا للتقرير فإن إعادة بناء المنازل قد تستمر حتى عام 2040، فيما تتخوف الدول المانحة من إعادة إعمار غزة المهددة كل فترة بحرب مدمرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الدول المانحة لا تفي بكافة التزاماتها لإعادة إعمار منطقة تتعرّض كل بضع سنوات لحرب مدمّرة.
وتظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس) ستحتاج إلى مليارات الدولارات.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، الأحد، مما أوقف حربا استمرت 15 شهرا ألحقت الكثير من الدمار بالقطاع وأحدثت تحولات كبيرة بالشرق الأوسط.
وفيما يلي بعض التفاصيل حول حجم الدمار الذي طال قطاع غزة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية التي اندلعت بعد هجوم حماس المباغت على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر2023.
وفقا لإحصاءات إسرائيلية، أسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1200 شخص. وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة، إن العملية العسكرية الإسرائيلية اللاحقة أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني.
أشارت الأمم المتحدة في تقدير لها هذا الشهر إلى أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عاما وتكلف 1.2 مليار دولار.
ويُعتقد أن الركام ملوث بالأسبستوس. ومن المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي دُمرت أثناء الحرب قد بُنيت بهذه المادة. ومن المحتمل أن الحطام يحتوي على أشلاء بشرية.
وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو أن هناك نحو 10 آلاف جثة تحت الركام.
وقال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأحد، إن الصراع أدى إلى محو نتائج 69 عاما من التنمية.
وأظهر تقرير للأمم المتحدة نشر في العام الماضي أن إعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة قد تستمر حتى عام 2040 على الأقل، وقد يطول الأمر لعدة عقود من الزمن.
ووفقا لبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة قبل الحرب، أكثر من 170 ألف مبنى، تهدمت أو سويت بالأرض، وهذا يعادل حوالي 69 بالمئة من إجمالي مباني قطاع غزة.
وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن هذا الإحصاء يتضمن ما مجموعه 245123 وحدة سكنية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليا إلى مأوى في غزة.
ذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وأثرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
وأظهر تحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية هذا الشهر أن المتاح الآن من إمدادات المياه أقل من ربع الإمدادات قبل الحرب، في حين تعرض ما لا يقل عن 68 بالمئة من شبكة الطرق لأضرار بالغة.
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى في القطاع الذي مزقته الحرب، تدهورت بسبب الصراع.
وتكشف البيانات زيادة في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضراوات في القطاع الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع بعد 15 شهرا من القصف الإسرائيلي.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن 15 ألف رأس من الماشية، أو أكثر من 95 بالمئة من إجمالي الماشية، ونحو نصف الأغنام، ذبحت أو نفقت منذ بدء الصراع.
تُظهِر البيانات الفلسطينية أن الصراع أدى إلى تدمير أكثر من 200 منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجدا، وثلاث كنائس. وأظهر تقرير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن العديد من المستشفيات تهدمت أثناء الصراع، حيث لم تعد تعمل سوى 17 وحدة فقط، من أصل 36 وحدة، وبصورة جزئية في يناير.
وسلط مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية الضوء على مدى الدمار على الحدود الشرقية لقطاع غزة. فحتى مايو 2024، كان أكثر من 90 بالمئة من المباني في هذه المنطقة، بما في ذلك أكثر من 3500 مبنى، إما مدمرة أو تعرضت لأضرار شديدة.
من جهة أخرى قالت هيئة السجون الإسرائيلية إنه تم إطلاق سراح 90 سجيناً فلسطينياً ضمن اتفاق تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وقد غادرت حافلتان بزجاج قاتم سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية بعيد الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي. وحيّت حشود متحمسة بصيحات الفرح والغناء المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم عند مرور حافلتين أقلتهما من سجن عوفر في الضفة الغربية.
من جهتها قالت حركة حماس في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين إن حافلات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ستنطلق خلال وقت قصير من سجن عوفر العسكري الإسرائيلي.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الأسرى التابع لحماس أن «عملية التدقيق في الأسماء داخل سجون عوفر أظهرت أن هناك نقصاً في أسيرة».
وتابع البيان أنه «يجري التواصل مع الوسطاء والصليب الأحمر» لإلزام إسرائيل بقائمة الأسرى المتفق عليها، مضيفاً أنه « خلال وقت قصير ستنطلق حافلات الأسرى المفرج عنهم من سجن عوفر العسكري».
هذا وأفادت أنباء بوصول الأسيرة المقدسية زينة بربر والأسيرة المقدسية روز خويص إلى منزلي عائلتيهما بالقدس بعد الإفراج عنهما من سجن المسكوبية، وليس مع الدفعة التي خرجت من سجن عوفر.
ويأتي الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بعد ساعات من إفراج حماس عن ثلاث إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة منذ هجمات 7 أكتوبر 2023.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر يتم تبادل 33 أسيراً إسرائيلياً مقابل 1904 سجناء فلسطينيين.
هذا وقد سلّمت حماس، الأحد، الدفعة الأولى من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 إلى الصليب الأحمر الذي سلّم بدوره الإسرائيليات الثلاث إلى الجيش الإسرائيلي.
وينصّ اتفاق الهدنة على إطلاق سراح أكثر من 230 فلسطينياً ممّن يقضون في سجونها أحكاماً بالمؤبّد لكن بشرط إبعادهم ليعيشوا بقية حياتهم في المنفى.
ويتضمّن اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى صفقة تبادل تُفرج بموجبها حماس عن 33 أسيراً تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق سراح نحو 1900 معتقل فلسطيني، بينهم 734 معتقلاً نشرت إسرائيل الأحد أسماءهم.
وهؤلاء المعتقلون سيفرج عنهم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي توسّطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة، لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 15 شهراً في القطاع.
وبحسب القائمة الاسمية التي نشرتها إسرائيل الأحد، فإنّ أكثر من 230 من هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين محكومون بالسجن المؤبد لارتكابهم أو مشاركتهم في هجمات أو تفجيرات أسفرت عن مقتل إسرائيليين، وبالتالي سيتم إبعادهم بصورة دائمة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرين في حركة حماس شاركا في المفاوضات قولهما إن الطرفين اتفقا على أن يتمّ في المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق سراح 296 معتقلاً فلسطينياً ممّن يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، بينهم 236 معتقلاً سيتمّ إبعادهم إلى قطر أو تركيا حال الإفراج عنهم.
من جانبه أكّد مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة دونالد ترامب الجديدة في مقابلة تلفزيونية، الأحد، بصورة قطعية، أن حركة حماس لن تعود لحُكم قطاع غزة مرة أخرى.
وبعبارات جازمة، قال والتز لمحطة «سي إن إن» الإخبارية إن حماس «لا يمكنها أن تكون منظمة إرهابية بعد الآن، ولن تحكم غزة أبداً. نقطة على السطر»، حسب تعبيره.
ووالتز، العضو السابق في مجلس النواب والعسكري المخضرم (خدم في أفغانستان مرتين)، أدلى بتصريحه هذا بُعيد ساعات من بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في قطاع غزة.
وخلال مقابلته مع برنامج «حال الاتّحاد» الذي تبثّه المحطة الإخبارية الأمريكية، أبدى والتز تفاؤلاً حذراً بشأن مستقبل الهدنة، على الرغم من عدم اليقين الكبير الذي يحيط بوضع الأسرى في القطاع الفلسطيني المدمّر وبشأن مستقبله كذلك ولا سيّما لجهة الإعمار.
وقال والتز إن «إسرائيل ستفعل ما يتعيّن عليها فعله لضمان ذلك. والولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، ستدعمها في أن حماس لن تحكم غزة مرة أخرى».
وأضاف «هذا لا يعني أنه لن تكون هناك جيوب (من جانب حماس). هذا لا يعني أنه لن يكون هناك قتال جارٍ، لكن الطريق سيكون صعباً في المستقبل».
ويقول محللون إن الأمر سيتطلب دبلوماسية مكثّفة وطويلة الأمد ومركزة لكي يكون هناك مستقبل مستقر وسلمي في غزة، لكن والتز أكد أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي سيتسلم منصبه الاثنين قادر على المساعدة في تحقيق ذلك.
وقال «يمكن للرئيس ترامب بصورة فريدة أن يجمع كل الأطراف معاً» للتوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل القطاع الفلسطيني.
وبشأن من سيتولى السيطرة على القطاع الفلسطيني في المستقبل، قال والتز «ربما تكون قوة أمنية مدعومة من العرب، وربما يكون هناك خليط فلسطيني.. أنا لا أريد أن أستبق تخطيطاتنا، لكن من الواضح أن الخطوط العريضة الأوسع موجودة».
من ناحية أخرى كشفت مصادر مصرية دخول 180 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة، أمس الاثنين.
وقالت المصادر إن شاحنات المساعدات شملت 8 شاحنات وقود إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم.
وذكرت أن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي يستعد لإرسال قوافل مساعدات جديدة إلى القطاع تشمل مواد غذائية وإغاثية، مضيفة أن القوافل تحتوي على الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة، مؤكدةً أن مؤسسات مصرية أعلنت استعدادها لاستقبال الفلسطينيات لتقديم الخدمة الطبية لأمراض الأورام وتوفير الرعاية اللازمة للمريضات، بما في ذلك الكشف المبكر، والمتابعة العلاجية، والدعم النفسي.
وكانت مصادر مصرية قد أعلنت الأحد دخول أكثر من 200 شاحنة مساعدات لغزة، بينها أكثر من 5 شاحنات وقود والباقي مساعدات غذائية وطبية.
وكشفت أن هناك أكثر من 16 شاحنة وقود أخرى كانت في طريقها للقطاع، مشيرة إلى أن المساعدات وصلت إلى الجانب الآخر من القطاع، فضلا عن وصول شاحنات أخرى عبر معبري كرم أبو سالم والعوجة.
وأعلنت محافظة شمال سيناء حالة الطوارئ داخل مستشفيات المحافظة لتقديم كافة أوجه الدعم الصحي للفلسطنيين.
وأوضحت وزارة الصحة أن مستشفيات مصر جاهزة لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين الفلسطنيين، وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية لهم، مشددة على أهمية التنسيق مع الهلال الأحمر المصري، وكافة الجهات المعنية لإيصال المساعدات لقطاع غزة.