«وكالات» : للمرة الرابعة خلال 10 أيام، جددت قوات الدعم السريع استهداف منشآت الطاقة الكهربائية في السودان.
فقد أفادت مصادر أمس السبت أن الدعم السريع استهدفت عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار.
كما أضافت أن القصف طال محطة الشواك التحويلية للكهرباء بولاية القضارف ما أدى لتضرر محولين في المحطة إلى جانب الخط الناقل للكهرباء من سد أعالي عطبرة وستيت.
وأشارت المصادر إلى أن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت لمسيرات حاولت استهداف المحطة التحويلية لكهرباء خزان سنار.
كذلك أكدت أن استهدافا مماثلا طال محطتي كهرباء مدينتي سنجة وعطبرة بولايتي سنار ونهر النيل.
أتت تلك التطورات الميدانية بعدما استهدفت مسيرات الدعم السريع الأسبوع الماضي المحطة التحويلية لكهرباء سد مروي ومحطة كهرباء مدينة مروي ما أدى لانقطاع الكهرباء عن مدينة أم درمان بشكل كلي ومدينة مروي بشكل جزئي.
يذكر أن سدي أعالي عطبرة وستيت ينتج 320 ميغاواط بينما ينتج سد مروي 1250 ميغاواط وهو ما يشكل نحو 60 في المئة من الطاقة الكهربائية المنتجة في السودان.
من ناحية أخرى عقب تقارير أفادت بوقوع هجومين طابعهما إثني في ولاية الجزيرة بوسط السودان، حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة من أن النزاع في السودان يأخذ منعطفا «أكثر خطورة» على المدنيين.
وجاء في بيان لتورك الجمعة أن «الوضع بالنسبة إلى المدنيين في السودان يائس بالفعل، وهناك أدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم فظيعة أخرى. أخشى أن الوضع يأخذ الآن منعطفا أكثر خطورة».
فيما «وثّق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا في هجومين بولاية الجزيرة، مع احتمال أن تكون الأرقام الفعلية أعلى»، وفق توركو. ووقع الهجومان في مخيمين يبعدان نحو 40 كلم عن ود مدني.
واستعاد الجيش السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة السبت، طاردا قوات الدعم السريع التي سيطرت على هذه الولاية في ديسمبر 2023.
في حين تُتهم قوات الدعم السريع بتنفيذ أعمال عنف إثنية، ما دفع الولايات المتحدة إلى اتهامها بارتكاب إبادة جماعية الأسبوع الماضي، لكن وردت أيضا تقارير عن استهداف مدنيين بسبب انتمائهم العرقي في المناطق التي يُسيطر عليها الجيش السوداني.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الخميس فرض عقوبات على قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، متهمة قواته بتنفيذ هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام التجويع سلاح حرب.
تأتي العقوبات بعد أسبوع على فرض الولايات المتحدة عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، متهمة مجموعته بارتكاب إبادة جماعية.
ووصف الجيش السوداني العقوبات الأمريكية بأنها «غير أخلاقية» قائلا إنها «تفتقر إلى أبسط أسس العدالة والموضوعية».
واتُّهم طرفا النزاع السوداني باستهداف مدنيين وبالقصف العشوائي لمناطق مأهولة. كما اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي وعنف جنسي منهجي وبحصار بلدات بكاملها.
وردا على تقارير لمسؤولين أميركيين أفادت مؤخرا باستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني الجمعة إنه بسبب محدودية القدرة على التنقل، «لم تُوَثّق تحديدا» ممارسات كتلك خلال الحرب.
في إحاطة الجمعة، وصفت شامداساني التقارير بأنها «مقلقة جدا»، مضيفة أنها «تتطلب مزيدا من التحقيق».
وقالت إن الأمم المتحدة وثّقت «استخدام أسلحة ثقيلة جدا في مناطق مأهولة»، بما في ذلك ضربات جوية على أسواق.
وأدّت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني وإلى أزمة إنسانية كبيرة وفق الأمم المتحدة التي تقدر بأن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم أطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب.