«وكالات» : في أول زيارة منذ 15 عاما، وصل رئيسُ حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى دمشق، أمس السبت، حيث سيجتمع مع قائد إدارة العمليات أحمد الشرع ليصبح بذلك أول رئيس حكومة يزور العاصمة السورية منذ انتهاء حكم بشار الأسد.
ووصل ميقاتي والوفد المرافق الى مطار دمشق في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أفاد مسؤول في المطار وكالة فرانس برس، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي الى دمشق منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.
وبحسب المعلومات سيتباحث الطرفان في تصويب العلاقات بين البلدين وتنظيم عملية الدخول من لبنان إلى سوريا والعكس.
كما يناقش الطرفان ملف عودة النازحين السوريين، إضافة إلى فتح ملف المفقودين اللبنانيين والتقارير المتعلقة بظروف اختفائهم في السجون.
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس الحكومة اللبنانية لدمشق منذ انتهاء حكم بشار الأسد.
وتلقى ميقاتي الأسبوع الماضي دعوةً هاتفية من الشرع لزيارة سوريا.
والخميس، أدى الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليمين الدستورية، أمام البرلمان اللبناني عقب انتخابه رئيسا للبلاد في الدورة الثانية للتصويت، بعد إخفاقه في الحصول على الأصوات اللازمة في الجلسة الأولى.
وفي خطاب القسم، تعهد الرئيس اللبناني الجديد المنتخب بإقامة «علاقات جيدة مع الدولة السورية».
ودعا عون إلى «حوار جدي مع سوريا يقوم على احترام سيادة الدولتين»، مشددا على صيانة الحدود بين سوريا ولبنان.
من جهته يسعى الشرع، بعد قيادته للإدارة الجديدة، في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد، يوم 8 ديسمبر، على أيدي فصائل مسلحة، إلى تعزيز علاقات الجوار.
وأعلن الشرع أنه يسعى إلى علاقات طيبة مع كل الجيران في محيط سوريا الجغرافي.
وفي أول زيارة لدمشق التي يتوافد إليها مسؤولون أوروبيون، التقى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
من ناحية أخرى أفاد مصدر بجهاز الاستخبارات العامة لوكالة أنباء سوريا الرسمية «سانا» أن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع إدارة الأمن العام في ريف دمشق، ينجح في إحباط محاولة لخلية من تنظيم داعش بالقيام بتفجير داخل مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق.
وقال المصدر إن العملية أسفرت عن اعتقال الأشخاص المتورطين في هذه المحاولة لتنفيذ عمل إجرامي كبير يستهدف الشعب السوري.
وأكد المصدر بجهاز الاستخبارات العامة لـ «سانا»: «نؤكد أن جهاز الاستخبارات العامة يضع كل إمكانياته للوقوف في وجه كل محاولات استهداف الشعب السوري بكافة أطيافه».
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد قال لوكالة أسوشييتد برس (أ ب) قبل يومين إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سوريا لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد.
وأضاف أوستن الأربعاء في إحدى مقابلاته الأخيرة قبل مغادرته منصبه إنه لا تزال هناك حاجة لوجود قوات أميركية هناك، خاصة لضمان أمن معسكرات الاعتقال التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وأفراد أسرهم.
ووفقا لتقديرات، هناك ما بين 8 إلى 10 آلاف مقاتل من تنظيم داعش في المعسكرات، ويعتبر ألفان منهم على الأقل شديدي الخطورة.
وقال أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، حيث سافر لمناقشة المساعدات العسكرية لأوكرانيا مع حوالي 50 دولة شريكة: «أعتقد أن مقاتلي داعش سيعودون إلى التيار الرئيسي إذا تركت سوريا من دون حماية».
من جهة أخرى قال مصدران مطلعان إن مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمانا حذروا الإدارة الجديدة في سوريا من أن تعيينهم مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني ويسيء لصورتهم في محاولتهم إقامة علاقات مع دول أجنبية.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي القول إن التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة سوريا الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأمريكي دانييل روبنشتاين وقائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع يوم الأربعاء في القصر الرئاسي في دمشق.
وقال المسؤول «هذه التعيينات لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة».
وأوضح مسؤول مطلع على المحادثات أن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا جان نويل بارو وأنالينا بيربوك طرحا أيضا قضية المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيدهم في الجيش خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من يناير.
وأوردت «رويترز» أنباء التعيينات في 30 ديسمبر. ولم يتم نشر تعليقات المبعوثين على تلك التعيينات من قبل.
وقادت «هيئة تحرير الشام» هجوما أطاح بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر. ومنذ ذلك الحين، نصّبت حكومة في البلاد وحلت جيش الأسد. وتبذل هيئة العمليات العسكرية جهودا لإعادة تشكيل القوات المسلحة.
وفي أواخر العام الماضي ذكرت «رويترز» أن الهيئة أجرت نحو 50 تعيينا، بما في ذلك ستة مقاتلين أجانب على الأقل، من بينهم صينيون وويغور من آسيا الوسطى، ومواطن تركي، ومصري، وأردني.
وقال مصدر عسكري سوري إن ثلاثة منهم حصلوا على رتبة عميد وثلاثة آخرين على الأقل حصلوا على رتبة عقيد.
وتضم «هيئة تحرير الشام» والجماعات المتحالفة معها مئات المقاتلين الأجانب في صفوفها والذين قدموا إلى سوريا خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما.
وتنظر العواصم الأجنبية عموما إلى المقاتلين الأجانب باعتبارهم تهديدا أمنيا رئيسيا، حيث تشتبه في أن بعضهم قد يسعون إلى تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية بعد اكتساب الخبرة في الخارج.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن في حوار مستمر مع السلطات المؤقتة في دمشق.
وتتعاون الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج العربية مع الإدارة الجديدة لمحاولة دفعها نحو انتقال سياسي شامل، وكذلك السعي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
من ناحية أخرى دخل الجيش الإسرائيلي الجهة الغربية لقرية المعلقة في القنيطرة، بحسب ما أفادت تقارير سورية مضيفة أن الجيش الإسرائيلي قام بشق طريق من الحدود داخل سوريا باتجاه نقطة الدرعيات العسكرية.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قالت إن الجيش الإسرائيلي ينوي إنشاء منطقة سيطرة بطول 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية ومجال نفوذ استخباراتي يصل لنحو 60 كيلومترا.
وعملت الآليات الهندسية الإسرائيلية على شق طريق من الجولان السوري المحتل باتجاه سرية الدرعية والنقاط العسكرية المحيطة بها في المنطقة.
وقبل ايام، أفادت مصادر محلية متقاطعة بتوغل إسرائيلي جديد في موقع «التلول الحمر» بريف القنيطرة الشمالي جنوب سوريا.
كما نفذت إسرائيل عمليات تجريف باستخدام جرافات ودبابات ميركافا وعشرات الجنود.
وكانت القوات الإسرائيلية توغلت الأسبوع الماضي أيضا في مدينة البعث بريف القنيطرة، لتبلغ مساحة توغلها في المنطقة نحو 8 كليومترات.
كما طردت حينها موظفين من دوائر حكومية تحت ذريعة التفتيش، وفق ما نقلت آنذاك فرانس برس.
يشار إلى أنه بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اتخذ مواقع في المنطقة العازلة (بلغت أكثر من 10 مواقع) بمرتفعات الجولان المحتل، التي تفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والسورية منذ عام 1974.
وسرعان ما توغلت قواته لاحقا في عدة مناطق ونقاط بمحيط تلك المنطقة العازلة. كما سيطرت لاحقا على الجانب الشرقي من جبل الشيخ.
فيما زعم رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أن هذا الإجراء مؤقت وذات طبيعة دفاعية يهدف إلى كبح التهديدات المحتملة لبلاده من الجانب السوري.
لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن القوات ستبقى هناك حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية على الحدود.
بينما تخوف العديد من السوريين في المنطقة من أن يكون هذا التوغل احتلالا دائما.
وكانت القوات الإسرائيلية قد دخلت المنطقة في 19ديسمبر الماضي وسيطرت على أسلحة ثقيلة في المواقع العسكرية، وفق ما أشار المرصد السوري.
ورصد المرصد السوري، خلال يناير، توغل قوات إسرائيلية في قريتي العشة وأبو غارة في ريف القنيطرة الجنوبي.
كما اقتربت القوات الإسرائيلية من منازل المدنيين في قرية الحميدية، وأطلقت النار على شاب من جباثا الخشب مما أدى إلى مقتله، بحسب المرصد السوري.
وأبلغت أهالي ريف القنيطرة، اعتبارها القرى التي سيطرت عليها مناطق عسكرية، كما فجرت مستودعات أسلحة ودمرت تحصينات باستخدام كاسحات الألغام والجرافات.
كما طالبت القوات الإسرايلية من الأهالي بتسليم السلاح الذي نهب من القطعات العسكرية في المنطقة.
من جهة أخرى قال جهاز الأمن العام في سوريا إنه سيارة مفخخة كانت معدة للتفجير داخل مدينة حلب، وأكد أنها قادمة من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بريف حلب الشرقي، وفق ما نقله «تلفزيون سوريا»، أمس السبت.
وذكرت وزارة الداخلية في الإدارة السورية الجديدة، في بيان على صفحتها بموقع فيسبوك، أن إدارة الأمن العام، وبالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة، ضبطت سيارة ملغّمة كانت قادمة باتجاه مدينة حلب من مناطق سيطرة «قسد».
وأضافت أن الفرق المختصة بإدارة الأمن العام «تمكنت من تأمين السيارة الملغّمة ثم تفكيكها من دون أي خسائر».
وختمت الوزارة بيانها بالقول: «ستبقى قواتنا على أهبة الاستعداد تجاه أي محاولة تعدٍ على الشعب السوري وممتلكاته».
ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على مناطق واسعة من شمال شرقي سوريا وجزء من محافظة دير الزور (شرقا)، وخصوصاً الضفة الشرقية لنهر الفرات. تخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية النزاع في سوريا عام 2011 بعد انسحاب القوات الحكومية من جزء كبير منها.
وبالتوازي مع شنّ فصائل المعارضة هجوماً مباغتاً في 27 نوفمبر من معقلها في شمال غربي سوريا أتاح لها إطاحة حكم بشار الأسد، شنّت فصائل موالية لأنقرة هجوماً ضد القوات الكردية، انتزعت خلاله منطقة تل رفعت ومدينة منبج من الأكراد.