«وكالات» : مع تأكيد وزارة الخارجية القطرية أن محادثات الهدنة في غزة تتواصل على المستوى الفني، وأن وفودا تجتمع في القاهرة والدوحة، وجهت إسرائيل اتهامات جديدة لحركة حماس، حول إفشال التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
فقد حمل مسؤول كبير في الخارجية الإسرائيلية حماس المسؤولية. وقال المدير العام لوزارة الخارجية إيدن بار تال أمس الثلاثاء إن الطريقة الوحيدة لإبرام اتفاق هي الضغط على الحركة.
كما اعتبر أن «مفتاح التوصل لاتفاق موجود في أيدي الدول التي لديها تأثير على حماس»، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
إلى ذلك، شدد على أن إسرائيل ملتزمة تماما بإبرام اتفاق بشأن الأسرى، معتبرا أن العائق الوحيد أمام إطلاق سراحهم هو حماس.
أتت تلك الاتهامات بعدما كشف مسؤول في حماس يوم الأحد الماضي أن الحركة وافقت على قائمة تضم 34 أسيراً قدمتها إسرائيل لمبادلتهم في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المدمر.
كما ذكّر بأن أي اتفاق مشروط بانسحاب إسرائيلي من غزة ووقف إطلاق نار دائم.
إلا أن هذين الشرطين كانا موضع رفض من قبل الجانب الإسرائيلي على مدى الأشهر الماضية وعشرات الجولات من المحادثات التي رعتها مصر وقطر فضلا عن الولايات المتحدة.
وكانت الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس وإعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر (2023) استؤنفت خلال الاسابيع الماضية قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، منصبه في 20 يناير.
من ناحية أخرى استشهد 28 فلسطينيا في غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما كبدت المقاومة قوات الاحتلال 4 قتلى بينهم ضابطان في اشتباكات بمنطقة بيت حانون شمالي القطاع.
وقال مراسل الجزيرة إن دبابات الاحتلال قصفت حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة بشكل عنيف، مما أسفر عن دمار واسع طال المنازل والبنية التحتية.
وفي جنوب القطاع، تعرضت المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح لقصف مدفعي مكثف، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الفخاري شرق خان يونس، مما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.
وأعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الشهداء منذ فجر أمس إلى 28 شهيدا نتيجة الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق مختلفة. واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون إثر قصف استهدف منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف خيمة تؤوي نازحين داخل في مخيم المغازي.
ويزداد تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر مع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، إذ تضررت مئات المنازل وتشرد آلاف الأشخاص، بينما تواجه المستشفيات ضغطا هائلا بسبب تزايد أعداد الجرحى والنازحين.
وتعاني المستشفيات خصوصا من نقص حاد في الإمدادات الطبية، في حين يعاني السكان من نقص بالمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
وفي تطورات أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل قائد في السرية 932 التابعة للواء ناحال، بالإضافة لمقتل ضابط وجندي آخرين في اشتباكات بمنطقة بيت حانون شمالي غزة. وأوضح الجيش أن الضابط والجندي لقيا حتفهما نتيجة إصابة مركبتهما بصاروخ مضاد للدروع أطلقته المقاومة الفلسطينية. كما أكدت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الهجوم وقع أثناء محاولة القوات التوغل في المنطقة.
ومن جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن إجمالي عدد قتلى الجيش منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ارتفع إلى 826 ضابطا وجنديا، في حصيلة هي الأعلى منذ بدء العدوان الإسرائيلي.