«وكالات» : أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء أن قوات لواء ناحال أنهت مهمتها في رفح جنوبي قطاع غزة وسلّمت المهام إلى قوات اللواء 4 الاحتياطي أو ما يعرف باسم اللواء كيرياتي.
وأفاد جيش الاحتلال في بيان بأن قوات لواء ناحال ستنتقل لتنفيذ مهمة في منطقة بيت حانون شمالي قطاع غزة بعد 7 أشهر من القتال في رفح.
وقال الجيش إن قواته خاضت «15 عملية عسكرية في رفح على مدار الأشهر الماضية عثرت خلالها على الكثير من الوسائل القتالية ودمرت آلاف البنى التحتية الإرهابية»، وفق زعمه.
يأتي ذلك في ظل العملية الإسرائيلية المستمرة في شمال قطاع غزة منذ الخامس من أكتوبر الماضي بغرض تهجير السكان تنفيذا لما بات يعرف باسم «خطة الجنرالات».
يذكر أن لواء ناحال يعد من الألوية البارزة بالعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وكان الاحتلال قرر إبقاءه في خان يونس جنوبي القطاع رغم الانسحاب منها في أبريل الماضي، وذلك بهدف منع السكان من العودة إلى الشمال.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن انسحاب اللواء كيرياتي من جنوب قطاع غزة في 27 يناير الماضي، بعد أن خاض جنوده معارك شديدة مع المقاومة في المناطق الشمالية والشرقية لمدينة خان يونس.
من جهة أخرى أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان توثيق وقوع ما لا يقل عن 136 غارة على نحو 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا آخر في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقالت المفوضية إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة والمدنيين وتعمدها يعتبر جرائم حرب، ويثير مخاوف بالغة، ويعكس تجاهلا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ويدفع نظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.
وأضافت -في تقرير خاص- أن مزاعم إسرائيل بشأن استخدام جماعات فلسطينية مسلحة المستشفيات غامضة وفضفاضة، وقدمت معلومات قليلة لإثبات إداعاءاتها، مؤكدة أن حجم الاعتداءات الإسرائيلية على مستشفيات غزة يعكس تجاهلا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وذكر التقرير أن الهجمات الإسرائيلية تسببت بدمار مروع في مستشفى كمال عدوان وتركت السكان دون رعاية، كما عُثر لاحقا على 3 مقابر جماعية وتم انتشال أكثر من 80 جثة.
كذلك، تحدث التقرير عن حالات تعذيب وسوء معاملة بمستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى أن مصير مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية غير معلوم.
وشدد على أن بعض الجثث التي انتشلت من مقابر مجمع الشفاء الطبي كانت لا تزال متّصلة بأجهزة القسطرة، مما يشير إلى أن القتلى كانوا من المرضى.
وأضافت المفوضية أنه من المرجح أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل تزن ألفي رطل على مستشفيات غزة، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية فيها استهداف دقيق للأشخاص داخل المستشفيات.
كما قالت المفوضية إنها وثقت مقتل ممرضة متطوعة برصاصة في صدرها في مستشفى العودة بجباليا، مؤكدة على أهمية إجراء تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي في غزة، وعلى وجوب إطلاق سراح جميع أفراد الطواقم الطبية المعتقلين تعسفيا على الفور.
من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، في منشور على منصة إكس، إن 258 موظفا يعملون في غزة مع الوكالة قضوا منذ بداية الحرب.
وأضاف أنه تم تسجيل ما يقرب من 650 حادثة ضد مباني ومرافق الوكالة، مشيرا إلى أن 745 شخصا على الأقل قتلوا في ملاجئ الأونروا أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، في حين أصيب أكثر من 2200 شخص داخل مرافق الوكالة منذ بداية الحرب.
وأشار لازاريني -أيضا- إلى أن أكثر من ثلثي مباني الوكالة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكانت معظمها تستخدم مدارس للأطفال قبل الحرب.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
من ناحية أخرى أكد إعلام إسرائيلي أمس الثلاثاء أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أثار غضب عائلات الأسرى في قطاع غزة عندما قال لها إنه لا يستطيع أن يعدها بإعادة أبنائها أحياء، وذلك في استهتار جديد بحياتهم.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الحدث وقع خلال لقاء سموتريتش مع أفراد من عائلات المحتجزين الأسبوع الماضي.
وأضافت أنه خلال اللقاء قال سموتريتش لفرد من عائلة أحد المحتجزين إنه «لا يستطيع أن يعده باستعادته حيا»، وذلك بعد أن صرخ في وجهه ذلك الفرد بأن «المحتجزين الأحياء ليس لديهم وقت».
وأشارت القناة إلى أنه في ظل التصريحات العلنية لسموتريتش بمعارضته صفقة تبادل طلب أهالي الأسرى الإسرائيليين مقابلة الوزير، في محاولة للتوضيح له أن إصراره سيكلفهم حياة أحبائهم.
ولفتت إلى أن أفراد أهالي المحتجزين الذين شاركوا في اللقاء خرجوا مصدومين من حديث سموتريش، وقالوا إن ادعاءه بأن «إطلاق سراح الإرهابيين (يقصد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية) سيؤدي إلى 7 أكتوبر آخر هو كلام ديماغوجي»، وفق وصفهم.
وردّ مكتب سموتريتش على تقرير القناة بالقول إن «الوزير ملتزم بإعادة المختطفين، ويعمل على تحقيق هذه الغاية إلى جانب الحرب حتى الانتصار على حماس وتدميرها»، بحسب تعبيره.
ويعارض سموتريتش أي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تُجرى بوساطة قطرية مصرية أميركية جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عرقلة التوصل إلى اتفاق.