«وكالات» : ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، ما أدى إلى استشهاد 40 فلسطينيا وإصابة نحو 100 آخرين.
وأعلنت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة إلى 45 ألفا و436 شهيدا، وأكثر من 100 ألف جريح منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر بأن 11 فلسطينيا استشهدوا وأُصيب آخرون، فجر أمس السبت، في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين شمال غزة ومنزلا وسط القطاع، كما أفاد بوقوع إصابات جراء قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واستشهد 9 فلسطينيين جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين في جباليا البلد والنزلة شمال قطاع غزة.
واستشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون، في غارات إسرائيلية عنيفة على عدة أحياء في بيت حانون شمال قطاع غزة، كما استشهدت سيدة نازحة بإطلاق نار من طائرة مسيّرة إسرائيلية في منطقة الجندي المجهول بحي الرمال غربي مدينة غزة.
كما نسف الاحتلال عددا من المباني السكنية في المناطق الجنوبية لمدينة غزة، فيما أطلقت آليات الاحتلال نيرانها تجاه المناطق الجنوبية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وأفادت المصادرة بأن قوات الاحتلال أفرجت عن نحو 400 فلسطيني ممن احتجزتهم الجمعة شمالي قطاع غزة بينهم كوادر طبية.
وبدورها، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من وفاة مرضى ومصابين أجبرتهم إسرائيل على الإجلاء قسرا من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي، الذي لا تتوفر فيه مياه أو كهرباء أو طواقم طبية.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إن ليلة قاسية مرت على المرضى الذين تم إجلاؤهم قسرا إلى المستشفى الإندونيسي الليلة الماضية، موضحة أن المرضى في وضع مزرٍ وصعب للغاية بدون ماء ولا كهرباء ولا غطاء ولا طعام ولا مستلزمات، حيث قام الاحتلال بتدمير البنية التحتية للمستشفى الإندونيسي مسبقا قبل إجلاء المرضى قسرا إليه.
وأضاف البيان «بدء العد التنازلي لفقدان حياة المرضى بالمستشفى الإندونيسي في ظل احتجاز الاحتلال معظم الكادر الصحي».
وأشار إلى إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال مدير مستشفى «كمال عدوان» بشمال غزة حسام أبو صفية، وناشد البيان كافة المؤسسات والجهات المعنية وبشكل عاجل لإيجاد الحل للمرضى والمصابين الموجودين بالمستشفى الإندونيسي.
وأعلن الدفاع المدني في غزة، أمس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت مدير محافظة الشمال أحمد حسن الكحلوت، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي في سياق استمرار الاحتلال في نهجه التدميري لمنظومة العمل الإنساني والإغاثي في المحافظة.
وأضاف أن اعتقال الكحلوت جاء بعد توقف عمل الدفاع المدني كليا في محافظة الشمال منذ 22 أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال سبق أن اعتقل 22 من العاملين في الدفاع المدني بمحافظتي غزة والشمال، ولا يزال مصيرهم مجهولا.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
من جهته وصف المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش حالة الطاقم الطبي والمرضى الذين أجلاهم الاحتلال من مستشفى كمال عدوان شمالي غزة بأنها صعبة جدا.
وقال البرش إن الاحتلال الإسرائيلي خدع المرضى والطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان، لأنه أخذهم إلى المستشفى الإندونيسي المدمر واعتقل بعضهم في مكان مجهول.
وكشف أن ليلة صعبة وقاسية جدا مرت على المصابين والمرضى الذين تم إجلاؤهم قسرا من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى الإندونيسي في غزة، حيث لم يجد هؤلاء المرضى لا دواء ولا ماء ولا كهرباء، بالإضافة إلى البرد الشديد.
واتهم الدكتور البرش الاحتلال بخداع الطاقم الطبي الذي أوحى له أنه سيذهب إلى المستشفى الإندونيسي، لكنه أخذ أفراده إلى مكان آخر واعتقلهم جميعا، من بينهم مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية.
وأكد أن أبو صفية تعرض لضرب مبرح بالهراوات والعصي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أجبرته على خلع ملابسه، وألبسته لباس المعتقلين، وكشف أنه الآن قيد الاعتقال، وأن الاحتلال اتخذه درعا بشرية.
وأخذت قوات الاحتلال أبو صفية إلى منطقة في غرب جباليا تسمى الفاخورة، واحتجزته هناك مع الكوادر الطبية، ويؤكد الدكتور البرش أن ضابطا في جيش الاحتلال أجبر مدير مستشفى كمال عدوان على خلع ملابسه، ثم انهال عليه الجنود والضباط بالضرب المبرح، في منظر مأساوي وصعب، كما وصفه من أُفرج عنهم لاحقا.
ومن جهة أخرى، أكد المدير العام لوزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل ما يقارب 33 من الكوادر الطبية داخل مستشفى كمال عدوان، من بينهم ممرضون (11) ومسعفون (4) وإداريون (7) وصحفيون (2)، وما يقارب 10 من عمال النظافة والصيانة، بالإضافة إلى 10 مفقودين لا يعرف مصيرهم.
وقال إنه ليس لديه أي أرقام محددة عن الأشخاص الذين تم حرقهم داخل مستشفى كمال عدوان، لكن هناك حديث عن 4 مصابين اشتعلت فيهم النيران.
من جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية أن التفكيك المنهجي للنظام الصحي في قطاع غزة يعد حكما بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين إلى الرعاية الصحية، موضحة أن الاقتحام الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان وحرق أجزاء منه أدى إلى خروج آخر منشأة صحية رئيسية في شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وقال بيان صادر عن المنظمة، تعليقا على اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان، إن بعض الأقسام المهمة قد تعرضت لحروق شديدة وتدمير أثناء الاقتحام، مضيفا أن 25 مريضا في حالة حرجة، و60 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، ما زالوا في المستشفى، في حين تم نقل مرضى في حالة متوسطة وخطيرة إلى المستشفى الإندونيسي الذي تعرض للتخريب، ولا يتمكن من تقديم الخدمة.
وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ بشأن سلامة هؤلاء الأفراد، لافتة إلى أن الهجوم الأخير على مستشفى كمال عدوان جاء في أعقاب القيود المتزايدة على وصول منظمة الصحة العالمية وشركائها إلى المستشفى، والهجمات التي تتعرض لها المنشأة ومحيطها منذ أكتوبر 2023.
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف هذا الرعب وحماية الخدمات الصحية وضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من ناحية أخرى أعلنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أمس السبت مقتل أحد عناصرها بالعملية المستمرة في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال مدن طولكرم ورام الله والخليل والبيرة ونابلس، واعتقلت فلسطينيين.
وأكد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية مقتل أحد عناصرها خلال عملية «حماية الوطن» المستمرة منذ 14 ديسمبر الجاري في مخيم جنين، بما قالت إنها حملة تهدف إلى «إعادة الأمن والاستقرار وإنقاذ حياة المواطنين من الفلتان الأمني المتزايد».
وبذلك ارتفعت حصيلة قتلى العملية الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين إلى 9، بينهم 4 من عناصر الأجهزة الأمنية ويزيد جعايصة المطارد للاحتلال والقيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
يأتي ذلك وسط تزايد الاحتقان الشعبي الفلسطيني داخل المخيم جراء العملية التي أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه ومنع إزالة النفايات.
في الأثناء، قالت مصادر إن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية واعتقلت فلسطينيين اثنين.
وأضاف أن مقاومين واجهوا بالرصاص والعبوات محلية الصنع قوات الاحتلال قرب مخيم طولكرم.
كما قالت مصادر إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية المزرعة الشرقية في رام الله وبلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، واعتقلت فلسطينيين اثنين من بلدة المزرعة الشرقية شرق مدينة رام الله، فضلا عن اقتحام قرية برقا شمال غرب نابلس.
وبموازاة حرب الإبادة على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن 835 شهيدا ونحو 6500 مصاب.
من جانب آخر أعربت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في فلسطين، أمس السبت، عن قلقها البالغ عقب انتشار مقاطع مصورة تُظهر قيام ضباط وأفراد من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بضرب وإهانة عدد من المواطنين، فيما قالت السلطة الفلسطينية إنها تفحص الأمر.
وطالبت الهيئة السلطة الفلسطينية بفتح تحقيق جاد وشفاف بشأنها، ومحاسبة كل من يثبت تورطه فيها.
ودانت الهيئة في الوقت نفسه ما سمته خطاب الكراهية والتحريض ضد أفراد وضباط الأجهزة الأمنية وعائلاتهم.
وأكد المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية أنور رجب للجزيرة أن المؤسسة الأمنية تتابع بشكل حثيث ووفق الإجراءات المتبعة المقاطع المنتشرة بشأن سلوك بعض أفراد الأمن والاعتداءات.
وكانت مقاطع فيديو نشرها نشطاء أظهرت اعتداء عناصر أمن على مواطنين بحجة التعبير عن رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وإجبارهم على تصوير مقاطع فيديو تتضمن اعتذارا للأجهزة الأمنية، فيما لم يتم التأكد من صحة المقاطع من مصدر مستقل.
يأتي ذلك على ضوء الأحداث المتواصلة التي تشهدها مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة منذ 3 أسابيع خلال حملة تشنها قوى الأمن الفلسطينية.
من ناحية أخرى حذر المدير الإقليمي لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيغبيدر، من مخاطر ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال والرضع الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة في قطاع غزة بسبب انخفاض درجات الحرارة.
ونقل المكتب الصحافي للمنظمة عن بيغبيدر قوله: «تشير الأيام الأخيرة من العام إلى عدم وجود نهاية للتهديدات التي تواجه الأطفال في غزة، وبحسب الأنباء التي وردت قُتل ما لا يقل عن 11 طفلاً في الهجمات خلال الأيام الثلاثة الماضية، والآن نرى أيضاً أطفالاً يموتون من البرد وعدم توفر السكن المناسب».
وأضاف بيغبيدر أنه بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، توفي أربعة أطفال رضع بسبب انخفاض حرارة الجسم في الأيام الأخيرة، مبينا «بما أنه من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة أكثر في الأيام المقبلة، لذلك يمكننا أن نفترض (وقوع) المأساة حيث سيموت المزيد من الأطفال بسبب الظروف اللإنسانية مع انعدام حماية من البرد»
وخلال الساعات 72 الماضية، تجمّد 3 أطفال حديثي الولادة حتى الموت في مخيّمات النازحين بمنطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة، بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم القدرة على الوصول إلى مأوى دافئ.
وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أنه في شهر نوفمبر، دخلت حوالي 65 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميا، مبينا أن هذا عدد قليل جدا ولا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال والنساء.
وأضاف بقوله «يخضع الجزء الشمالي من قطاع غزة لحصار شبه كامل منذ أكثر من شهرين».