«وكالات» : يواصل الجيش الإسرائيلي استهدافه مستشفيات شمال قطاع غزة، أمس الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
فقد أجبرت القوات الإسرائيلية، فجر أمس الثلاثاء، المرضى والجرحى على إخلاء المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
وذكرت مصادر محلية أن الجيش يحاصر المستشفى، ويجبر المرضى والجرحى على إخلائه، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محيط المستشفى ومناطق متفرقة من بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
كما أشارت المصادر إلى أن المرضى والجرحى اضطروا للمغادرة مشيا على الأقدام باتجاه مدينة غزة.
كذلك، استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي الطابق الثالث بمستشفى العودة شمال القطاع، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة بداخله، فيما شن طيران الجيش غارة على منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا.
وواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف جديدة بالمنطقة الجنوبية لحي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بإصابة نحو 20 شخصا في مستشفى كمال عدوان إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي.
أما في الضفة الغربية، فقد اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ مساء الإثنين وحتى صباح أمس الثلاثاء، 15 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية خلال حملة من المداهمات شملت معظم الأراضي الفلسطينــــــية والتي شهدت مواجهات واشتباكات أسفرت عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف الفلسطينيين.
وتصاعد العنف في الضفة الغربية، منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وينفذ الجيش الإسرائيلي هجمات متكررة على شمال الضفة الغربية بدعوى ملاحقة مطلوبين أو خلايا مسلحة يتهمها بالتخطيط لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.
وقُتل ما لا يقل عن 803 فلسطينيين في الضفة الغربية إثر هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين.
من ناحية أخرى أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وللمرة الأولى علنا بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في إيران في يوليو.
وتوعد كاتس باستهداف البنى التحتية للحوثيين، قائلا إن إسرائيل «ستقطع رؤوس قادتهم» كما فعلت مع قادة حماس وحزب الله.. إسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي: «سيتم ضرب بنيته التحتية الاستراتيجية وقطع رؤوس قادته - بالضبط مثلما فعلنا مع هنية والسنوار ونصر الله في طهران، غزة ولبنان – سنفعل هذا في الحديدة وصنعاء. من يرفع يده على إسرائيل ستقطع، واليد الطويلة للجيش الإسرائيلي ستصيبه وستحاسبه».
كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي بتوجيه «ضربات قاسية للحوثيين»، مهددا بإلحاق الضرر بالبنى التحتية الاستراتيجية التابعة لهم، قبل أن يضيف «سنفعل بصنعاء والحديدة كما فعلنا بغزة ولبنان وطهران».
وقال كاتس: «في هذه الأيام التي تطلق فيها منظمة الحوثي الإرهابية الصواريخ على إسرائيل، أريد أن أنقل لهم رسالة واضحة في بداية كلامي - لقد هزمنا حماس، وهزمنا حزب الله، وأعمينا أنظمة الدفاع في إيران، وألحقنا الضرر بأنظمة الإنتاج، وأسقطنا نظام الأسد في سوريا، ووجهنا ضربة قوية لمحور الشر، وسنضرب أيضًا بشدة منظمة الحوثيين في اليمن، والتي لا تزال آخر منظمة باقية».
من ناحية أخرى فيما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤشرات متفائلة حول إمكانية التوصل لاتفاق حول وقف النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى مع حماس، كاشفا عن إحراز «بعض التقدم»، نفت مصادر أخرى الأمر.
إذ اعتبر مصدر إسرائيلي مطلع أن التقديرات الحالية لا تشي بإمكانية التوصل لصفقة قبل نهاية العام، موضحة أن التقدم الذي شهدته الأيام الماضية لا يزال دون المأمول.
كما أضاف أنه لا يوجد تقدم حقيقي في المفاوضات، متوقعا ألا توافق حماس على اتفاق مجتزأ لا يتضمن وقف الحرب، حسب ما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
بدورها، رأت مصــــــادر إسرائيلية أخرى أن المفاوضات تحتاج إلى مزيد من الوقت، معتبرة أن سد الفجوات الباقية مرهون بقرارات القيادة السياسية في تل أبيب، وفق «هآرتس».
وكان نتنياهو أعلن، الاثنين، أمام الكنيست أنه تم إحراز «بعض التقدم» في المفاوضات. وقال «لا يمكننا كشف كل ما نقوم به، لكن أود أن أقول بحذر إنه تم إحراز بعض التقدم، وسنواصل العمل حتى نعيدهم جميعا»، في إشارة إلى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع الفلسطيني المدمر منذ تفجر الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
أتى كلامه هذا بعد يومين على إعلان ثلاثة فصائل فلسطينية في بيان مشترك نادر من نوعه، أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بات «أقرب من أي وقف مضى».
كما جاء بعدما جرت في الأيام الأخيرة محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في الدوحة، عززت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق، دون أن يعلن أي شيء بعد، لاسيما وسط وجود بعض العراقيل المتعلقة بعدد الأسرى الذين سيفرج عنهم وهوياتهم، فضلا عن مسألة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.