«وكالات» : قال الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب للجزيرة إن ما يحدث في جنين بالضفة الغربية حملة أمنية تستهدف من وصفهم بالخارجين عن القانون، في حين قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المرداوي إن السردية التي تقدمها أجهزة الأمن الفلسطينية هي انتحار سياسي.
وأفاد رجب -في وقت سابق- بأن الأجهزة الأمنية تعمل على إنهاء ما سماها حالة «الفوضى والفلتان الأمني» في مخيم جنين، وأن الأجهزة الأمنية تهدف إلى إفشال أي محاولات تخدم أهداف الاحتلال، مشددا على أنها تسعى «لمنع تكرار سيناريو غزة».
وأشار رجب إلى أن السلطة الفلسطينية تمكنت من «إحباط كارثة» في مخيم جنين، وذلك بالسيطرة على مركبة مفخخة أعدها من وصفهم بالخارجين عن القانون.
من جهته، أعرب القيادي في حركة حماس محمود المرداوي عن استنكاره للاتهامات التي توجهها السلطة الفلسطينية للمقاومين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف المرداوي -في مقابلة مع الجزيرة- الإجراءات التي تتخذها السلطة في حقهم بأنها خارجة عن القانون وعن قاموس المقاومة الفلسطينية، بحسب تعبيره.
وأوضح القيادي بحماس أن «المقاومة هي من أتت بالسلطة في انتفاضة الحجارة، لكنها لم تحسن المفاوضات وباعت تضحيات الشعب الفلسطيني باتفاق أوسلو الهزيل»، وفق قوله.
وجاء ذلك في أعقاب إعلان حركة حماس نعيها القيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يزيد جعايصة الذي قضى برصاص أجهزة السلطة في جنين.
وفي وقت سابق، قال القيادي في حماس بالضفة الغربية عبد الرحمن شديد، في تصريحات، إن ما تنفذه السلطة بالضفة الغربية هو استهداف واضح للمقاومة المتصاعدة، داعيا إلى «تعزيز الحالة الوطنية لا تصفية القادة الميدانيين».
وأضاف أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية قتلت 13 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023.
بدروه، ذكر الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة أن المبادرات لحل الأزمة في مخيم جنين تطلب منهم تسليم أنفسهم وهم يطلبون منها أن تحميهم من الاحتلال.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية اغتالت مطاردا من الاحتلال منذ سنوات وطفلين بريئين، لافتا إلى أنهم مع القانون وفرضِه، وتساءل: أين القانون أثناء اقتحامات الاحتلال.
ويأتي ذلك، في حين تجددت الاشتباكات أمس في محيط مخيم جنين بين قوات الأمن الفلسطيني ومقاومين، ضمن عملية «حماية الوطن» التي أطلقتها السلطة الفلسطينية وأسفرت عن مقتل يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أقرّ الناطق باسم أجهزة أمن السلطة أنور رجب -الخميس الماضي- بمسؤوليتهم عن مقتل الشاب ربحي الشلبي (19 عاما) في مدينة جنين، مؤكدا الالتزام «بالتعامل مع تداعيات الحادثة بما ينسجم مع القانون، ويضمن العدالة واحترام الحقوق».
وجاء ذلك عقب مقتل الشلبي الاثنين الماضي خلال مواجهات بين عناصر أمن السلطة ومسلحين محليين، في حين قالت قوات الأمن في البداية إنه ضُرب حتى الموت بأيدي مثيري شغب.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة الغربية، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع تصعيد الاحتلال حملاته العسكرية واعتداءات المستوطنين في مناطق الضفة بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
من ناحية أخرى قالت مصادر طبية إن 69 شخصا استشهدوا جراء غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر الأحد، في حين أكد الدفاع المدني بالقطاع أن الاحتلال استهدف 4 مدارس تؤوي نازحين خلال 24 ساعة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية أغارت فجر أمس الاثنين على الأحياء الشمالية لمدينة رفح جنوبي القطاع، كما نشر ناشطون فلسطينيون مقاطع فيديو تظهر سيارات إسعاف وهي تنقل مصابين عقب غارة شنها الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس على مخيم النصيرات وسط غزة.
وقال الرائد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني بقطاع غزة للجزيرة إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف الأحد 4 مدارس تؤوي نازحين خلال 24 ساعة.
وأكد أن 43 فلسطينيا على الأقل استشهدوا خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدرسة خليل عويضة في عزبة بيت حانون في مدينة غزة، ووضح أن الاحتلال يلاحق النازحين من مدرسة إلى أخرى بالقصف والقتل.
وبيّن أن هناك تشوّها واضحا في جثامين الشهداء بسبب الذخائر المستخدمة، مؤكدا أن كثيرا من المصابين مصيرهم الاستشهاد بسبب نقص الإمكانيات الطبية.
و الأحد، أفادت مصادر طبية باستشهاد 15 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تؤوي نازحين غربي خان يونس بجنوب القطاع.
من جانبه، أكد مدير المكتب الإعلامي بغزة إسماعيل الثوابتة -في مؤتمر صحفي الأحد- استشهاد أكثر من 100 فلسطيني خلال يومين، وقال إن «جيش الاحتلال يواصل استهداف النازحين والمدنيين والطواقم الطبية بشكل وحشي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 110 أشخاص خلال الساعات الماضية».
وأفاد الثوابتة بأن «جيش الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة في مدرسة خليل عويضة في بيت حانون، التي تؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 43 فلسطينيا».
وتابع «بذلك يرتفع عدد مراكز الإيواء التي استهدفها جيش الاحتلال إلى أكثر من 213 مركزا منذ بدء الإبادة».
وأشار إلى أن «جيش الاحتلال ارتكب مجزرة وحشية باستهداف مقر ميداني للدفاع المدني، مما أسفر عن استشهاد 4 من عناصره، ليرتفع عدد شهداء الدفاع المدني إلى 94 في جريمة فظيعة».
وقال الثوابتة إن «الاحتلال ارتكب خلال اليومين الماضيين مجزرة حيث قصف مربعا سكنيا بمخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد خلالها 42 فلسطينيا، كما ارتكب مجزرة في مخيم البريج ضد عائلة القريناوي».
وأضاف أن «الجيش ارتكب مجازر متتالية ضد الطواقم الطبية والمستشفيات خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطباء والعاملين، خاصة في مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة».
وأكد أن «سياسة التجويع الممنهج التي يمارسها الاحتلال تستهدف أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في غزة، بينهم مليون طفل وما يقارب مليون امرأة، من خلال إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والغذاء، مما عمق الأزمة الإنسانية في القطاع».
وأدان رئيس المكتب الإعلامي استهداف الاحتلال للصحفيين وطواقم الدفاع المدني والطواقم الإنسانية، محملا إسرائيل والإدارة الأميركية ودولا مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن مشاركتها في هذه الإبادة الجماعية.
وطالب الثوابتة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والصحفية بـ»الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف استهداف الصحفيين والأطباء وطواقم الدفاع المدني وكل فئات مجتمعنا الفلسطيني».