«وكالات» : كشفت مصادر أن الاشتباكات بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تجددت أمس الأحد في مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وقال مصدر قيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إن السلطة لم يبق لديها شيء تفعله أكثر مما فعلته خلال الأيام العشرة الماضية، وهي تريد البحث عن مخرج تدعي فيه السيطرة على المخيم، مشددا على أن «كتيبة جنين قوية، والأجهزة الأمنية لم تستطع اقتحام المخيم بل تمركزوا على المناطق المحاذية، بعدما استهدفوا المدنيين والأطفال بطرق غادرة».
يأتي ذلك في وقت يعم الإضراب مدينة جنين ومخيمها حداداً على استشهاد مقاوم وفتى على يدي أجهزة أمن السلطة وتحويل التعليم في المدارس إلى الكترونية.
وكانت الاشتباكات اندلعت في المخيم السبت بعد قيام أجهزة أمن السلطة بما سمتها عملية «حماية الوطن»، وأسفرت عن مقتل القيادي في كتيبة جنين يزيد جعايصة المطارد من الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل عدة مدنيين برصاص رجال أمن السلطة.
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أجهزة أمن السلطة تعمل بـ»نموذج نابلس»، وهو النموذج الذي تحدث عنه رئيس الإدارة المدنية في جيش الاحتلال، ويقصد به دخول أجهزة أمن السلطة للمناطق التي كان جيش الاحتلال قد اقتحمها وأضعف فيها البنية التحتية للمقاومة.
وأشارت الصحيفة إلى وجود قرار إسرائيلي رسمي بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها، وأن المؤسسة الأمنية تتصرف وفقا لقرار «الكابينيت» وتعمل على استقرار السلطة الفلسطينية انطلاقا من المصلحة الأمنية الإسرائيلية، وهي تتابع عن كثب ما يجري حاليا.
وبدأت أحداث مخيم جنين باعتقال أجهزة السلطة إبراهيم طوباسي وعماد أبو الهيجا في أوائل الشهر الجاري، مما أثار غضب «كتيبة جنين» التي احتجزت سيارات تابعة للسلطة كرهينة للمطالبة بالإفراج عنهما، ورفضت السلطة ذلك المطلب، وأرسلت رسالة واضحة بأن هدفها إنهاء حالة المقاومة وتسليم السلاح، وهو ما رفضه المقاومون.
وتصاعدت الأحداث مع مقتل الشاب الشلبي خلال عمليات أمن السلطة، التي حاصرت مستشفى جنين، وقطعت الكهرباء والمياه عن المخيم.
وتندلع عادة اشتباكات بين مقاومين وعناصر الأمن الفلسطيني في مدن شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم، تزامنا مع الاجتياحات المتواصلة لقوات الاحتلال واعتداءات المستوطنين والإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتتهَم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، مما يزيد تعقيد الوضع في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، طالب المجلس العسكري في كتائب شهداء الأقصى، بالضفة الغربية المحتلة، بإقالة رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج وتقديمه لمحاكمة عسكرية، عقب تصاعد الأحداث في مخيم جنين، والتي خلفت قتلى وجرحى برصاص أجهزة أمن السلطة.
ودعا المجلس العسكري لشهداء الأقصى عائلات المنتسبين في «أجهزة أمن السلطة لتجنيب أبنائهم المشاركة في هذه المؤامرة في جنين وكل محافظات الضفة».
وأكد أن كل من تثبت مشاركته بقتل أبناء شعبنا وتوجيه سلاحه لصدور مقاومينا سيُلاحق بالقانون الثوري والعشائري.
وأضاف المجلس، في بيانه، أنه قدم دعمه عدة صيغ ومقترحات للحل أطلقها المقاومون، ورغم أنها مجحفة، لكن السلطة الفلسطينية رفضت كل هذه الحلول.
وقالت كتائب شهداء الأقصى- شباب الثأر والتحرير إن على أجهزة السلطة أن تعلم أن راية المقاومة لن تسقط في جنين وكل فلسطين، وأن رصاصنا موجه على رؤوس العدو وأعوانه، وستسقط كل مخططاتكم تحت أقدام مقاومينا، وسينتصر الكف على المخرز.
من ناحية أخرى أفادت مصادر باستشهاد 39 فلسطينيا وإصابة عدد آخر في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر أمس الأحد، حيث استشهد معظمهم خلال اقتحام قوات الاحتلال مدرسة خليل عويضة في عزبة بيت حانون شمالي قطاع غزة، بعد محاصرتها فجر أمس واعتقالها الشباب الموجودين فيها.
وأفادت مصادر بسقوط أكثر من 15 شهيدا في اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مدرسة خليل عويضة في عزبة بيت حانون شمال القطاع . وأضاف المراسل أن جيش الاحتلال اعتقل الرجال وأجبر النساء والأطفال على النزوح قسرا من المدرسة تحت تهديد السلاح.
وفي جنوب القطاع أفاد المراسل باستشهاد فلسطيني في قصف من مسيرة إسرائيلية على خربة العدس شمالي مدينة رفح. كما استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي على حي الأمل غربي مدينة خان يونس.
على الجانب الآخر، أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد 19 فلسطينيا منذ الليلة الماضية جراء غارات قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع.
وقصفت قوات الاحتلال بالمدفعية وأطلقت الرصاص من الدبابات على منطقة المواصي التي تؤوي نازحين غربي مدينة رفح.
واستهدفت زوارق الاحتلال الحربية مراكب الصيادين في بحر مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
ميدانيا، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي في محور التوغل شرق مدينة جباليا البلد شمال القطاع.
وفي سياق متصل، قالت قوات الشهيد عمر القاسم إنها استهدفت «تجمعات قوات العدو الصهيوني المتمركزة في محيط مبنى الترخيص في حي الجنينة شرق مدينة رفح بقذائف الهاون».
على الجانب الآخر، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن عملياته المتواصلة في منطقة جباليا منذ 70 يوما أسفرت عن مقتل 35 جنديا إسرائيليا خلال هذه المدة.