«وكالات» : قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أمس الأربعاء إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو.
وذكر في بيان نشر على قناة تليغرام التابعة للتلفزيون السوري الرسمي «لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سببا في ذلك».
وأضاف: «سنلاحقهم في بلدنا ونطالب الدول بتسليمنا من فر إليها من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة بحقهم».
يأتي ذلك بعد أيام من تمكن المعارضة المسلحة من إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد الذي هرب إلى موسكو فجر الأحد الماضي.
ومع دخول المعارضة للمدن التي كانت خاضعة للنظام تتالت التقارير عن تحرير السجناء السياسيين، والعثور على جثث عليها آثار تعذيب في المستشفيات.
وقد تداول ناشطون على مواقع التواصل صورا صادمة لعشرات الجثث عثر عليها في مستشفى حرستا بريف دمشق، وقالوا إنها تعود لسجناء من سجن صيدنايا سيئ الصيت أعدمهم النظام قبل سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ومن بين الجثث التي ظهر عليها آثار تعذيب، تم التعرف على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة الذي اعتقله النظام مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات قبل أن يطلق سراحه بعد سنوات من الاعتقال والتعذيب ليتوجه إلى أوروبا ويحصل على اللجوء في هولندا.
وعاد حمادة إلى سوريا مجددا منذ 4 أعوام ليجدد النظام اعتقاله قبل العثور على جثته.
من جهة أخرى بعدما كلف رسمياً بتشكيل حكومة انتقالية لتسيير الأعمال في سوريا حتى مارس من العام المقبل، ووسط ترقب دولي على ما سيسفر عنه المشهد السوري عقب سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، دعا رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير كافة السوريين في الخارج إلى العودة.
وحث مواطنيه الذين فروا من البلاد خلال أعوام النزاع الـ 13 للعودة إلى وطنهم. وقال البشير لصحيفة كورييري ديلا سيرا «أناشد كل السوريين في الخارج.. سوريا الآن بلاد حرة استحقت فخرها وكرامتها... عودوا».
كما أكد أن «حقوق كل الناس وكل الطوائف ستكون مضمونة ومصانة في البلاد.
وكان البشير شدد إثر تكليفه بهذا المنصب على أنّ الوقت حان لينعم السوريون بـ»الاستقرار والهدوء».
كما أشار إلى أن حكومته بدأت بالعمل على نقل الصلاحيات من الحكومة السابقة
فيما حثت الولايات المتحدة «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها أو ما بات يعرف بـ «إدارة العمليات العسكرية» التي كلفت البشير، على عدم تولي قيادة البلاد بل على إدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية، وفق ما نقلت «رويترز».
بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بلاده تدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا دعما تاما وتريد أن تؤدي العملية إلى حكم جدير بالثقة وشامل وغير طائفي.
ومنذ سقوط الأسد في الثامن من الشهر الحالي، وسيطرة «الهيئة» والفصائل المتحالفة معها على أغلب المناطق في البلاد، من ضمنها العاصمة، وتسلمها زمام السلطة الفعلية، لم تسجل انتهاكات كبيرة في البلاد، لاسيما في المناطق ذات الأقليات الدينية التي كانت تتخوف سابقا من حصول اقتتال.
فيما حذرت عدة بلدان غربية من أن الحكم على الإدارة الجديدة سيكون عبر الأفعال لا الأقوال، مؤكدة في الوقت عينه أن ما صدر حتى الآن إيجابي.
من جانب آخر بعد يوم من إعلان حكومة مؤقتة، أكد رئيس الوزراء السوري السابق محمد الجلالي أن حكومته نقلت كل الملفات لحكومة تسيير الأعمال.
وأضاف الجلالي، أنه والوزراء ليسوا تحت الإقامة الجبرية، لافتاً في ذات الوقت إلى أنه لم يتمكن من التواصل مع وزيري الداخلية والدفاع.
كما أوضح أن وزير النقل غادر البلاد، وأن وزير الخارجية في محافظة أخرى خارج دمشق لذلك لم يشارك في اجتماعات.
وعن النظام السابق، قال إنه كان عليه عرض كل قرار على الرئيس السابق بشار الأسد قبل توقيعه، وإنه عبّر لمقربين سابقا أنه لا يرغب بالاستمرار في حكومة الأسد.
وكشف أن التوجيهات من الأسد كانت تأتي عبر الهاتف فقط وكان عليهم تنفيذ توجيهاته من دون مناقشته، مشيرا إلى أنه خلال شهرين قابل الأسد مرتين فقط.
كذلك أضاف أنه حاول الاتصال مع الأسد فجر يوم الأحد ولم يجب.
وعن حزب البعث الحاكم في البلاد، قال إنه عبارة عن هيكل غريب، وفق وصفه.
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء السابق أن الوضع في العاصمة مستقر الآن.
يذكر أن قيادة الفصائل السورية المعارضة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد بدأت البحث في «انتقال السلطة»، الاثنين، غداة طي صفحة حكمه الذي امتد قرابة ربع قرن.
وعقدت الحكومة أول اجتماعاتها في العاصمة دمشق، بحضور رئيس الوزراء المكلف ورئيس الوزراء السابق محمد الجلالي، حيث أكد البشير من مبنى رئاسة الوزراء تكليفه رسمياً برئاسة الحكومة، لافتا إلى أن اجتماعهم ركز على نقل الصلاحيات التنفيذية.
كما أضاف أن الحكومة المؤقتة ستشرف على قضايا الإدارة العامة خلال الفترة الانتقالية التي قد تنتهي في الأول من مارس.
من ناحية أخرى بعدما كرر مرارا في السابق خلال حملاته الانتخابية، أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال أيام، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عقب زيارته لفرنسا أن حل الصراع في أوكرانيا يشكل أولوية.
كما أضاف في مقابلة مع مجلة «باري ماتش» أن هناك الكثير من الأزمات في العالم، لكن حل القضية الروسية الأوكرانية أولوية.
فيما اعتبر أنه على الرغم من أهمية الوضع في الشرق الأوسط، فإنه أسهل حلا من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وفق تعبيره.
أما في ما يتعلق بسوريا، فرأى أنه على السوريين التعامل مع الوضع الراهن بمفردهم دون مساعدة الغرب، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال إن «هناك العديد من الأزمات في العالم، فقبل بضعة أيام، بدأت أزمة جديدة في سوريا، لكن على السوريين التعامل معها وحلها بمفردهم».
وكان ترامب دعا في منشور سابق على منصته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي» الإدارة الحالية إلى عدم التدخل في سوريا». وقال الرئيس الجمهوري الذي يرتقب أن ينصب رسمياً في الـ20 من يناير المقبل: «سوريا في حالة فوضى لكنها ليست صديقتنا، ويجب ألا يكون للولايات المتحدة أي علاقة بها».
كما أردف «هذه ليست معركتنا، فلندع الأمور تأخذ مجراها.. دعونا لا نتدخل».
لكن العديد من المراقبين يرون أنه سيكون صعبا على الرئيس الأمريكي المنتخب أن يظل مجرد مراقب مع تشكيل ملامح سوريا بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد.
إذ سيتعين على ترامب النظر في مسألة تواجد حوالي 900 جندي أميركي في شرق سوريا، حيث يدعمون «قوات سوريا الديمقراطية» ذات الأغلبية الكردية.
من جانب آخر بعدما أكدت إيران أكثر من مرة خلال الأيام الماضية، أنه يعود للشعب السوري الآن تقرير مصيره واختيار قادته، اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي، في أول موقف له منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، دولة جارة بالتورط في الموضوع.
وقال في تصريحات أمس الأربعاء، إن «دولة مجاورة لعبت دورا في الإطاحة بالأسد». ولفت إلى أن بلاده «حذرت الحكومة السورية منذ سبتمبر بوجود تهديدات لكنها تجاهلت العدو»، حسب قوله.
كما أضاف أن «ما حدث في سوريا هو نتيجة لخطة أميركية إسرائيلية مشتركة». وأكد أن بلاده «تملك أدلة على تخطيط كل من أميركا وإسرائيل للانقلاب العسكري في سوريا»، حسب زعمه.
وكانت مصادر إيرانية وإقليمية أفادت سابقا بأن طهران كانت مستاءة من الأسد، الذي أكد لها أن الجيش مسيطر على الوضع، رغم تقدم الفصائل المسلحة حينها على عدة مدن كبيرة، وانسحاب القوات المسلحة الحكومية. ولفتت إلى أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حمل الأسبوع الماضي رسالة إلى دمشق مفادها أن بلاده لا تستطيع تقديم المزيد من الدعم العسكري.
كما كشفت أن الإيرانيين فوجئوا بوضع الجيش السوري المتهاوي وضعفه.
في المقابل، أعربت الولايات المتحدة عن ترحيبها بسقوط الأسد، كذلك فعلت إسرائيل التي لا يزال موقفها تجاه «الفصائل المسلحة» حذرا.
أما تركيا فأعربت سابقا عن دعمها للفصائل التي سيطرت على حلب وحماة وحمص، مؤكدة أن الوجهة التالية هي دمشق، في إشارة فهمت حينها على أنها تأييد لإسقاط الأسد، علما أن وزير خارجيتها كان التقى عراقجي قبل يوم من السيطرة على دمشق، داعياً إلى حل سياسي.
من جهة أخرى نقل موقع بلومبيرغ أمس عن مسؤولين روس قولهم إن موسكو دفعت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى الفرار من سوريا بعد تأكدها من هزيمته، وذكروا أن الرئيس فلاديمير بوتين طلب معرفة سبب إخفاق الاستخبارات الروسية في توقع تلك النهاية قبل فوات الأوان.
وقال 3 مسؤولين روس مقربين من الكرملين رفضوا ذكر أسمائهم ـحسب بلومبيرغ- إن روسيا أقنعت الأسد بأنه سيخسر المعركة ضد الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بسرعة نحو العاصمة دمشق، وعرضت عليه وعلى عائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور.
وأوضح المسؤولون أن اثنين من عملاء المخابرات الروسية نظموا الهروب، ونقلوا الأسد جوا عبر قاعدتها الجوية في سوريا. وقال أحدهم إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة تم إيقاف تشغيله لتجنب تعقبه.
ووفقا لما قاله مسؤول روسي مطلع مقرب من الكرملين: «يطالب الرئيس فلاديمير بوتين بمعرفة سبب عدم اكتشاف جهاز المخابرات الروسي للتهديد المتزايد لحكم الأسد حتى فات الأوان».
وبينما لم يتحدث بوتين علنا حتى الآن عن انهيار نظام الأسد، قال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الإستراتيجيات والتقنيات في موسكو، وهو مركز أبحاث دفاعي وأمني: «من المنطقي للغاية أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام لأنها تريد تجنب حمام دم يلقى فيه نفس مصير القذافي أو الزعيم العراقي صدام حسين».
وذكر موقع بلومبيرغ أن وسائل الإعلام الروسية تبعث برسالة مفادها أن الأسد هو المسؤول عن هزيمته، في حين التزمت موسكو بكلمتها بعدم التخلي عنه، وينبغي لها الآن أن تركز على الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط الأوسع.
وكانت روسيا قد قصفت مقاتلي المعارضة في البداية، في محاولة لدحرهم وتعزيز قوات الأسد. ولكن مع عدم إبداء الجيش السوري مقاومة تذكر عندما استولى مقاتلو المعارضة على مدينة حماة في غضون أيام من الاستيلاء على حلب، خلصت روسيا إلى أنها لا تستطيع حماية النظام بينما كانت المعارضة تتقدم نحو مدينة حمص الإستراتيجية
وأعلنت وزارة الخارجية في موسكو الأحد الماضي أن الأسد تنحى عن منصبه وغادر بلاده، مضيفة أن روسيا على اتصال «بجميع جماعات المعارضة السورية».