«وكالات» : بعد تقدم الفصائل المسلحة نحو مركز مدينة حماة، ودخول بعض أحيائها، أطل زعيم «هيئة تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، ليعلن أن قواته دخلت المدينة، وسيطرت عليها، لتصبح رابع أكبر مدينة في سوريا بين يديها.
كما وجه القيادي في الهيئة التي كانت تعرف سابقا بـ «النصرة»، رسالة في فيديو نشر عبر حسابات للهئية على مواقع التواصل، أمس الخميس، إلى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، ودعاه إلى النأي بالنفس، وعدم التدخل في الصراع.
كما حثه على عدم السماح لقوات من الحشد الشعبي بالتدخل في سوريا. وأكد أن «المواجهات الجارية في الشمال السوري لن تمتد إلى الأراضي العراقية».
هذا واعتبر الجولاني، المطلوب أميركياً، أن «فتح حماة فتح لا ثأر فيه».
من جهة أخرى بعدما تمكّنت الفصائل المسلحة من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى مدن سوريا من ثلاث جهات، أعلنت هيئة «تحرير الشام» السيطرة عليها تماماً بعد انسحاب الجيش السوري.
وأصدر الجيش السوري بياناً أمس الخميس، أكد فيه دخول الفصائل إلى المدينة، لتكون بذلك المدينة الثالثة التي تسقط بعد إدلب وحلب.
وأضاف أن قواته انسحبت باتجاه حمص لإعادة التموضع.
إلى ذلك، ظهر زعيم «تحرير الشام» أبو محمد الجولاني في مقطع فيديو يؤكد فيه السيطرة على حماة وانسحاب الجيش.
وأعلنت الهيئة أنها دخلت سجن حماة المركزي وأطلقت سراح السجناء، بعدما سيطرت على حيي الصواعق والمزارب داخل المدينة.
جاء هذا بعدما سيطرت على مناطق أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر الطون بريف حماة الشمالي، لتصبح بذلك حماة المدينة الثانية التي تتقدّم إليها في غضون أيام بعدما باتت حلب الواقعة شمالها بأكملها خارج سيطرة الجيش السوري لأول مرة منذ اندلاع النزاع عام 2011.
بدوره، أوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أن شكل المعارك في حماة يتغير كل لحظة.
كما أشار إلى أن البحرية الروسية أطلقت من طرطوس، صواريخ باتجاه مناطق المواجهات.
في حين أفادت وسائل إعلام سورية بأن الفصائل استهدفت بقذائف الهاون والطيران المسير الأحياء السكنية في حماة.
وأشارت إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت في محيط اللواء 66 شمال شرق السلمية بريف حماة.
فيما أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الطيران السوري الروسي المشترك استهدف تجمعات للمسلحين في ريف حماة.
من جهة أخرى وسط استمرار المعارك والاشتباكات، أعلنت الدفاع التركية اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على الاستقرار في المنطقة واستمرار التنسيق مع نظرائها في المنطقة والالتزام بالاتفاقيات التي أبرمتها في مناطق العمليات بشمال سوريا.
وفي مؤتمر صحافي عقده المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، أمس الخميس، قال: القوات التركية تتخذ كافة الإجراءات للحفاظ على الاستقرار، بينما يستمر التعاون والتنسيق الوثيق مع النظراء في المنطقة.
كما أضاف أنهم ملتزمون بالاتفاقيات التي أبرمت في مناطق العمليات شمال سوريا.
كذلك شدد على أن تركيا لن تسمح لمنظمة «حزب العمال الكردستاني»، التي تشكل تهديدا خطيرا لوحدة أراضي سوريا وسيادتها وأمن المنطقة، بالاستفادة من عدم الاستقرار، وفق كلامه، مشددا على دعم وحدة الأراضي السورية.
ورأى أن التطورات الحاصلة في سوريا أسبابها داخلية.
جاء هذا بعدما أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أن الهجوم على شمال سوريا لم يكن ممكنا تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك، بحسب كلامه.
بدوره، دعا زعيم المعارضة التركية رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للتخلي عما وصفه بالمغامرات غير المحسوبة النتائج في سوريا.
في حين اتهم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بتركيا، زعيم المعارضة أوزيل «بانعدام المسؤولية» بسبب تصريحاته حول التطورات في سوريا، معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد «لم يستجب لدعوات الحوار».