«وكالات» : مع تزايد الخروقات وتبادل الاتهامات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، إنه إذا انهار وقف إطلاق النار مع حزب الله، فلن يفرّق الجيش بين لبنان والجماعة.
وحث كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية، الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن نهر الليطاني، وتفكيك بنيته التحتية بالكامل».
وأضاف «إذا انهار وقف إطلاق النار فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان وحزب الله، فلن يظل الوضع هكذا».
وميدانيا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 6 أشخاص في غارة إسرائيلية على بلدة حاريص في محافظة جبل لبنان جنوبي البلاد.
ويتبادل حزب الله وإسرائيل الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأربعاء الماضي.
ويهدد تبادل إطلاق النار بين حزب الله بانهيار الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا، بعد أقل من أسبوع من دخوله حيز التنفيذ.
من جهة أخرى تستعد السلطات في مدينة صور بجنوب لبنان لتشييع جثامين العشرات ممن قضوا جراء القصف الإسرائيلي الذي طال عشرات المدن والبلدات في مختلف أنحاء البلاد، وسط خروقات متكررة للهدنة الهشة بين حزب الله وإسرائيل.
وقالت مصادر إن طائرة مسيّرة إسرائيلية أغارت أمس الثلاثاء على محيط بلدة بيت ليف جنوبي لبنان.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت، في وقت متأخر مساء الاثنين، مقتل 9 أشخاص وإصابة 3 جراء غارتين إسرائيليتين استهدفتا بلدتي حاريص وطلوسة في جنوب لبنان، في حصيلة قتلى هي الأفدح جراء هجمات منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك، تستعد السلطات المحلية في مدينة صور لتشييع جثامين 192 قتيلا سقطوا جراء القصف الإسرائيلي على المدينة.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن «فرق الدفاع المدني والإسعاف الصحي والهيئة الصحية الإسلامية في المدينة تعمل على استعادة جثامين الشهداء ليصاروا إلى تشييعهم في مثواهم الأخير».
وقال رئيس أطباء قضاء صور الدكتور وسام غزال إن وزارة الصحة العامة والدفاع المدني واتحاد بلديات قضاء صور وبلدية صور ووحدة الكوارث الطبيعة في اتحاد البلديات تتعاون للمساعدة في تشييع 192 شهيدا خلال هذه العمليات الإنسانية».
في غضون ذلك، قالت الوكالة إن إسرائيل خرقت اتفاق الهدنة من خلال سلسلة غارات جوية شنتها على قضائي صور وبنت جبيل، وأوضحت أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على عدد من القرى والبلدات في القضاءين.
كما أوضحت أن الجيش الإسرائيلي أعلن انتهاء عملياته، لكنه عاد قبيل الفجر وأطلق قنابل مضيئة وبالونات حرارية فوق عيتا الشعب جنوبي البلاد.
وقالت الوكالة إن هذه الأجواء المتوترة انعكست على حركة الحياة اليومية للأهالي العائدين من رحلة النزوح الشاقة، وهي مدعاة لبث الخوف في نفوسهم من تكرار تلك التجربة.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت الاثنين مقتل شخص على الأقل في بلدة مرجعيون إثر ضربة نفّذتها مسيّرة على دراجة نارية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
كما قال الجيش اللبناني إن جنديا أصيب بجروح في غارة من مسيرة إسرائيلية على جرافة للجيش في منطقة «حوش السيد علي» في البقاع شرقي البلاد.
ومساء الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم «عشرات المنصات الصاروخية والبنى التحتية التابعة لحزب الله في أنحاء لبنان»، وأضاف -في بيان- أنه مستعد لمواصلة الهجمات، حسب الحاجة. وقالت القناة العبرية الـ12 إن الجيش الإسرائيلي أغار على 30 هدفا في لبنان.
ورغم ذلك، أفاد موقع أكسيوس -نقلا عن مصادر- بأن الإدارة الأمريكية أعربت سرا للإسرائيليين عن قلقها من احتمال انهيار وقف إطلاق النار.
وكشفت أن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بالقلق من احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش في لبنان.
وقال أكسيوس -نقلا عن مسؤول أميركي- إن الإسرائيليين مارسوا ما وصفها بلعبة خطيرة الأيام الأخيرة.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي إلى لبنان آموس هوكشتاين أبلغ إسرائيل أنه يتعين عليها إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار، معربا عن قلقه بشأن ضرباتها المستمرة في لبنان.
لكن الموقع الإخباري الأمريكي نقل عن مصادر مطلعة أيضا أن إسرائيل ولبنان أبلغا البيت الأبيض التزامهما بوقف إطلاق النار رغم الخروقات على الحدود.
وفي السياق، قال موقع والا الإخباري الإسرائيلي -نقلا عن مصادر- إن وزير الشؤون الإستراتيجية أكد لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن إسرائيل تريد الحفاظ على الاتفاق في لبنان.
ونقلت مصادر في البنتاغون عن مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة على اتصال وثيق بالمسؤولين الرفيعين في لبنان وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، وقالت المصادر إن الطرفين كررا الالتزام بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على وقف إطلاق النار، وتعتقد أنه سيصمد. وحسب هذه المصادر، تعمل الولايات المتحدة يوميا مع فرنسا ولبنان وإسرائيل عبر آلية مراقبة وقف إطلاق النار لمعالجة أي إشكالات.
وأضافت المصادر أن معالجة الخروقات ستصبح أكثر سلاسة الأيام المقبلة مع تفعيل فريق آلية مراقبة إطلاق النار الذي وصل لبنان ليباشر عمله.
وقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من انتهاكها بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت المصادر إن هناك انتهاكات إسرائيلية للاتفاق، أبرزها عودة مسيرات إسرائيلية للنشاط في سماء بيروت.
وأفاد مسؤول فرنسي لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن بلاده تخشى انهيار وقف إطلاق النار.
وأضاف أن باريس على اتصال مستمر مع قائد الجيش اللبناني ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وأنهم ملتزمون بالعمل على الحفاظ على وقف إطلاق النار.
ويسري منذ فجر الأربعاء الماضي وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وضع حدا لنزاع بدأ قبل أكثر من عام بين الطرفين، غداة شن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى.
من ناحية أخرى بثت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– أمس الثلاثاء مشاهد لقصفها، بالاشتراك مع كل من كتائب المجاهدين وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى، حشود جيش الاحتلال الإسرائيلي في محور «نتساريم»، وسط قطاع غزة، ومرابض المدفعية في موقع «فجة» العسكري، بغلاف غزة.
وأظهرت المشاهد عملية إعداد الصواريخ ورصد مرابض مدفعية الاحتلال في موقع فجة، ثم مشهد إطلاق الصواريخ وتصاعد الدخان من الموقع المستهدف بعد إصابته.
كما تضمن المقطع مشاهد إعداد وإطلاق قذائف الهاون تجاه حشود جيش الاحتلال في محور «نتساريم» وسط القطاع.
ودأبت فصائل المقاومة منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية أواخر أكتوبر2023 على بث مشاهد تظهر استهداف قوات وآليات إسرائيلية بقذائف مضادة للدروع والأفراد في مختلف محاور القتال بقطاع غزة، إضافة لعمليات القنص والكمائن المحكمة خلف خطوط جيش الاحتلال.
من جهة أخرى قدّر تقرير أعدته هيئة البث الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، نقلا عن مؤسسات أمنية، أن تكلفة فرض حكم عسكري على قطاع غزة ستتجاوز 6.8 مليارات دولار سنويا.
وقال محللون ومعارضون إسرائيليون في الأشهر الماضية إن الحكومة برفضها وقف إطلاق النار في غزة إنما تدفع لفرض حكم عسكري على القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن المؤسسة الأمنية تقدر تكلفة فرض الحكم العسكري على قطاع غزة بما لا يقل عن 25 مليار شيكل سنويا (6.8 مليارات دولار).
وأضافت أن «التقديرات تشير إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى نحو 20 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) لتمويل القوات العسكرية في قطاع غزة، بما في ذلك إبقاء 4 فرق من الجيش، وأيام خدمة قوات احتياطية ونفقات أخرى».
وتابعت: تضاف إلى هذا المبلغ تكلفة مئات ملايين الشواكل سنويا لصالح تشغيل آلية الإدارة المدنية، وتكلفة إضافية تتراوح بين 5 و10 مليارات شيكل سنويا (1.3 -2.7 مليار دولار) مقابل الحد الأدنى من الخدمات المدنية للسكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دعا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وإقامة مستوطنات فيه وتهجير الفلسطينيين منه.
وتحدث سموتريتش في مؤتمر لمجلس المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية قبل أسبوع عن التبعات الاقتصادية لاحتلال قطاع غزة.
ونقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية في حينه قوله بالمؤتمر «إنهم يخيفونني من التكاليف، ليس هناك كذبة أكبر من ذلك. إنها لا تكلف كثيرا من المال. قيل لي إن الأمر سيكلف 5 مليارات دولار، لكنه سيكلف بضع مئات الملايين على الأكثر.
وصدرت دعوات مشابهة عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية أمس الثلاثاء: «في الماضي، قدر مسؤولون أمنيون أن تكلفة تشغيل مثل هذه الإدارة تبلغ 20 مليار شيكل سنويا، وإضافة 400 وظيفة جديدة إلى الجيش الإسرائيلي».
وأضافت: «كما ستعمل 5 فرق عسكرية إسرائيلية بشكل منتظم في قطاع غزة وستكون مسؤولة عن 2.3 مليون فلسطيني، فالميزانية التقديرية للفلسطينيين هي تقديرات تشغيلية فقط، من دون إعادة تأهيل قطاع غزة من بنية تحتية ومستشفيات ومدارس وطرق وغيرها».
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
من ناحية أخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قياديين في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس)، والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تأكيدهما أن الحركتين اتفقتا على تشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في المرحلة التالية للحرب.
ووفق الوكالة الفرنسية، فقد أطلق الطرفان على اللجنة المشتركة اسم «لجنة الإسناد المجتمعي».
ونقلت الوكالة عن مسؤول في حركة حماس قوله «بعد حوار بناء عقد بالقاهرة في اليومين الماضيين برعاية الأشقاء في مصر، وافقت حماس وفتح على مسودة اتفاق لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي» لتولي إدارة قطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.
كما عزت الوكالة لمسؤول في فتح تأكيده أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «سيصدر مرسوما رئاسيا بتعيين هذه اللجنة بعد اعتماده مسودة الاتفاق».
و الاثنين، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادات في حماس أن وفدا من الحركة التقى مساء الأحد في العاصمة المصرية القاهرة وفدا قياديا من فتح ومسؤولين في المخابرات العامة المصرية لبحث سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال القيادي في حماس إن وفد الحركة بقيادة خليل الحية التقى أيضا وفد حركة فتح بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، «وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب».
وذكر أن المناقشات مع فتح تجري «برعاية مصرية» و»تركّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية».
وأكد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية حصول اللقاء، معتبرا أن اللقاءات بين الحركتين «مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني».
وخلال مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر وزاري دولي لإغاثة غزة تستضيفه العاصمة المصرية بمشاركة 103 وفود دولية وعربية، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الاثنين إن وفدين من حركتي حماس وفتح يتشاوران في العاصمة القاهرة للتوصل إلى فهم مشترك بشأن إدارة غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.