«وكالات» : بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ فجراً، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن ستبذل جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة.
وكتب في منشور على منصة «إكس» أمس الأربعاء: «خلال الأيام المقبلة، ستبذل أميركا جهداً آخر مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون وجود حماس في السلطة»، وفق رويترز.
بدوره قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة ستبدأ مسعاها الجديد للتوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة أمس.
وصرح في مقابلة مع قناة «إم.إس.إن.بي.سي» أن بايدن «يعتزم بدء هذا العمل اليوم من خلال تواصل مبعوثين مع تركيا وقطر ومصر وفاعلين آخرين في المنطقة».
يأتي ذلك فيما أكدت حركة حماس بوقت سابق أنها مستعدة لإبرام اتفاق جاد يوقف الحرب في قطاع غزة.
وشدد مصدر قيادي في حماس على أن الحركة «جاهزة» لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في غزة.
كما أضاف أن حماس أبلغت «الوسطاء في مصر وقطر وتركيا أنها جاهزة لاتفاق وقف إطلاق النار وصفقة جادة لتبادل الأسرى إذا التزمت إسرائيل»، حسب فرانس برس.
لكنه أشار إلى أن الجانب الإسرائيلي «يعطل ويتهرب من الوصول لاتفاق ويواصل حرب الإبادة»، وفقاً لقوله.
إلى ذلك، اعتبر القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن وقف إطلاق النار في لبنان «انتصار وإنجاز كبير للمقاومة»، بحسب وصفه.
بدوره، أكد القيادي سامي أبو زهري لرويترز أن الحركة تقدر «حق لبنان في التوصل إلى اتفاق يحمي شعبه»، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة.
كما أردف أن «حماس أبدت مرونة في التوصل لهدنة في غزة لكن المشكلة كانت دوماً في تهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وكانت قطر أعلنت مطلع نوفمبر الحالي أنها علقت مساعيها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، عقب أشهر من التعثر.
يذكر أن الولايات المتحدة ومصر وقطر كانت توسطت على مدى أشهر في رعاية مفاوضات وصولات وجولات من أجل التوصل لصفقة توقف الحرب في القطاع الفلسطيني وتؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين ما زالوا محتجزين داخل غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
إلا أن المحادثات لم تفضِ لنتيجة، لاسيما أن الجانب الإسرائيلي رفض الانسحاب العسكري من القطاع، ما عرقل التوصل إلى اتفاق حتى بعد قبول حماس نسخة من اقتراح لوقف النار كان كشف عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو الماضي.
من ناحية أخرى حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تداعيات وصول الجوع في قطاع غزة إلى مستويات حرجة، مطالبة بوقف إطلاق النار فورا.
وقالت الأونروا في تغريدة على موقع إكس إن الجوع في قطاع غزة وصل إلى مستويات حرجة، حيث يبحث الناس عن بقايا الطعام في النفايات التي مضى عليها أسابيع.
وأكدت أن الأوضاع تتدهور بسرعة مع دخول فصل الشتاء، ويصبح بقاء الأهالي مستحيلا من دون مساعدات إنسانية عاجلة.
وأرفقت الأونروا بيانها بصور تظهر الحجم الهائل للنفايات في أحد شوارع القطاع، دون ذكر تفاصيل.
وقبل أيام، حذرت الأونروا من أن أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض، وقالت إن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة بالنسبة للعائلات في القطاع.
وأكدت وكالة الأونروا أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان في قطاع غزة.
وتحدثت عن أزمة حادة يشهدها القطاع بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال، وتسبب ذلك في صعوبات جمة للحصول على الخبز، بعد إغلاق معظم المخابز جنوب القطاع.
وأشارت الأونروا إلى أن أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء مأساوية، في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين، إثر شح الطعام والغذاء.
وطالبت بفتح كامل للمعابر، وإدخال ما يحتاجه السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المختلفـــــة في قطاع غزة.
ويعاني الفلسطينيــــــون في غزة سياسة تجويع ممنهجة جراء شح في المواد الغذائية بسبب عرقلة جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ويطالب المجتـــمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.
واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في شمال غزة إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، بينما تعيش مناطق القطاع كلها كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.