«وكالات» : قال وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر أمس الاثنين إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان سيتوقف على التنفيذ الذي من شأنه أن يبقي جماعة حزب الله منزوعة السلاح وبعيدة عن الحدود.
وأضاف ساعر في البرلمان الإسرائيلي: «الاختبار لأي اتفاق سوف يكون واحداً، ليس في الكلمات أو الصياغة، ولكن في تنفيذ النقطتين الرئيسيتين فقط. الأولى هي منع حزب الله من التحرك جنوباً وراء نهر الليطاني، والثانية هي منع حزب الله من إعادة بناء قوته وإعادة تسليحه في كل أنحاء لبنان».
يأتي هذا بينما قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس إن إسرائيل تتحرك صوب وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة مع جماعة حزب الله لكن لا تزال هناك مشكلات عالقة لمعالجتها.
وبدا أن جهود التوصل لهدنة تشهد تقدماً الأسبوع الماضي عندما أعلن المبعوث الأمريكي آموس هوكستين أن تقدماً كبيراً تحقق بعد محادثات في بيروت قبل أن يعقد اجتماعات في إسرائيل ويعود لواشنطن.
واحتدمت الأعمال القتالية بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية. وشنت إسرائيل في مطلع الأسبوع ضربات عنيفة قتلت إحداها 29 على الأقل في وسط بيروت كما أطلقت جماعة حزب الله أكبر وابل صواريخ حتى الآن شمل 250 صاروخاً صوب إسرائيل الأحد.
وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «نتحرك في اتجاه اتفاق لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
لكن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي المنتمي لأقصى اليمين قال إن إسرائيل عليها أن تواصل الحرب لحين تحقيق «النصر المبين»، ووجه كلامه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلاً على إكس «لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق».
وانتقد بن غفير الاتفاق الناشئ مع لبنان ووصفه بأنه «خطأ كبير»، مضيفاً أن الوقت الحالي يمثل «فرصة تاريخية للقضاء على حزب الله» لا يجب تفويتها.
وكتب على أكس: «أنا أفهم كل القيود والتبريرات، ولا يزال الحديث يجري عن خطأ فادح.. يتوجب الاستماع إلى القادة الذين يقاتلون في الميدان.. الآن على وجه التحديد، عندما يهزم حزب الله ويتوق إلى وقف إطلاق النار، يكون من المحظور وقف النار».
ووجه بن جفير حديثه إلى نتنياهو قائلاً: «كما حذرت من قبل في غزة، أحذر الآن أيضاً: سيدي رئيس الوزراء.. لم يفت الأوان بعد لوقف هذا الاتفاق! يجب أن نستمر حتى النصر المطلق!».
يذكر أن الجهود الدبلوماسية ركّزت على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار. ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.
من ناحية أخرى أعلنت إسرائيل، الاثنين، أن الغارة التي شنتها طائراتها على منطقة البسطة في وسط بيروت استهدفت مركز قيادة تابعا لحزب الله. وقال الجيش في بيان مقتضب: «قصف الجيش الإسرائيلي مركز قيادة لحزب الله».
وأسفرت تلك الغارة العنيفة عن مقتل 29 شخصا على الأقل وإصابة 67 آخرين بجروح، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.
وكان مصدر أمني لبناني أفاد بأن «قياديا كبيرا» في حزب الله استهدف في الغارة الإسرائيلية، في حين نفى نائب عن حزب الله أن تكون أي «شخصية» من التنظيم متواجدة في المكان عند وقوع الغارة.
وقال المصدر، الذي لم يشأ كشف هويته، إن «الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في حزب الله»، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا.
ونفى النائب عن حزب الله، أمين شري، من جهته، أن تكون الغارة في منطقة البسطة قد استهدفت قياديا في حزب الله.
وأحصى لبنان مقتل 3754 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 15 ألفا بنيران اسرائيلية منذ بدء حزب الله واسرائيل تبادل القصف في 8 أكتوبر 2023 على وقع الحرب في غزة.
وتجدّدت، الاثنين، الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذار إسرائيلي للسكان بالإخلاء، على وقع استمرار المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل.
وتصاعدت سحابتا دخان وغبار ضخمتان من المنطقة، إثر غارتين على الأقل، بعدما كان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، حدّد عبر منصة «إكس» 3 أبنية في حارة حريك، طالبا من السكان إخلاءها، نقلا عن فرانس برس.
وفي مدينة صور جنوب لبنان، سقط قتلى، بينهم جندي لبناني، وجرحى بغارات إسرائيلية.
كما تعرضت، صباح أمس الاثنين، بلدات يحمر الشقيف والجبل الأحمر بين حاروف وشوكين وزبدين في جنوب لبنان لغارات إسرائيلية، بحسب ما أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام».
وأسفرت الغارات الحربية الإسرائيلية الكثيفة في بلدة يحمر الشقيف عن تدمير 15 منزلا. كما سُجلت غارات على أرنون وكفرتبنيت وحرج علي الطاهر ومحيط قلعة الشقيف وعلى مجرى الليطاني بين زوطر وديرسريان وبين شوكين وميفدون وأطراف كفرصير، بالإضافة إلى ثلاث غارات على عين قانا في إقليم التفاح.
من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن القوات الإسرائيلية مستمرة بمحاولاتها للسيطرة على الخيام، وتتصدى لها عناصر من المقاومة الإسلامية وتستمر التحركات الإسرائيلية في ديرميماس».
وأضافت: «لفت مواطنون من ديرميماس إلى أن القوات الإسرائيلية قامت بعمليات تفجير في البلدة بالقرب من دير ميما وصولا حتى مجرى الليطاني، وهي تقصف قلعة الشقيف باستمرار وإن كان بشكل متقطع».
وتدور الاشتباكات بين عناصر حزب الله والقوات الإسرائيلية بشكل شرس في محيط بلدية الخيام، بعدما تقدمت القوات الإسرائيلية، مدعومة بدبابات الميركافا من جهة الشاليهات والمعتقل في الأطراف الجنوبية، تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي والفوسفوري على وسط الخيام، وعلى أطرافها لناحية ابل السقي وجديدة مرجعيون.
وتقدمت دورية إسرائيلية مؤللة عند الخامسة صباحا من شمع باتجاه البياضة غربا، وبعد اجتيازها مئات الأمتار، استهدفتها المقاومة وأصابت دبابتي ميركافا، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».
كما أفادت مراسلة وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية في مرجعيون، بأن القوات الإسرائيلية قامت بعملية تفخيخ وتفجير في بلدة الخيام ، وشعر السكان بارتجاجات قوية جراء العصف، ووصلت شظايا الانفجار الى بعض المنازل في القرى المجاورة. وقد رافق هذه التفجيرات قصف مدفعي ثقيل استهدف وسط البلدة، ورشقات من الأسلحة الرشاشة».
ونقلت الوكالة اللبنانية عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بيان أعلن أن غارة إسرائيلية على زبقين- قضاء صور أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى.
من جانب آخر كشف مسؤولون عسكريون في إسرائيل أن حزب الله استخدم نوعاً من الصواريخ، استنسخته إيران من طراز إسرائيلي يدعى «سبايك» استولى عليه الحزب عام 2006.
ثم أرسل إلى طهران لصناعة نسخ منه، ليطلق عليه لاحقا اسم «ألماس»، وهو صاروخ موجه يصل مداه إلى 15 كلم، يستطيع اختراق الدبابات وحمل رؤوس حربية شديدة الانفجار.
تصويب نحو الهدف... ثم إطلاق، مشهد نشره حزب الله، يوثق رحلة صاروخ يدعى «ألماس»، نحو آلية عسكرية إسرائيلية.
مشهد ضمن عدة مشاهد أخرى للصاروخ، الذي تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن إيران استنسخته من صواريخ سبايك الإسرائيلية، التي استولى عليها الحزب عام 2006.
«ألماس»، صاروخ موجه، ضمن عائلة الصواريخ الدقيقة، يصل مداه إلى 15 كلم، مزود بكاميرا في مقدمته، وله القدرة على حمل رؤوس حربية شديدة الانفجار ومضادة للدبابات، يمتلك حزب الله من هذه الصواريخ 4 أجيال.
يمكن لصواريخ ألماس حمل نوعين من الرؤوس الحربية، حيث يمكن لأحدهما أن ينفجر على مرحلتين، مما يسهل اختراق الدروع، أما النوع الآخر فهو عبارة عن قنبلة وقود هوائية تنفجر على شكل كرة نارية.
محللون عسكريون يعتبرون أن عددا من الصواريخ الإيرانية، قد تكون مستوحاة من صواريخ إسرائيلية أو مشابهة لها في التصميم والأداء، منها صاروخ «شهاب 3» الذي يعتقد أنه نسخة معدلة من صاروخ «أريحا 2» الإسرائيلي بالإضافة إلى صاروخ قادر، الذي يشبه في تصميمه صواريخ غابرييل الإسرائيلية.
من جهة أخرى ندد لبنان أمس الاثنين بهجوم وقع في الآونة الأخيرة على قاعدة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في جنوب البلاد، والذي أسفر عن إصابة أربعة إيطاليين من عناصر حفظ السلام بجروح طفيفة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب خلال مؤتمر في روما جميع الأطراف إلى احترام سلامة جميع القوات.
وكانت وزارة الدفاع الإيطالية، قالت في نوفمبر الماضي إن ثمانية صواريخ سقطت على مقر القوة الإيطالية التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بلدة شمع بجنوب لبنان.
وأضافت الوزارة في بيان أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات لكن خمسة جنود إيطاليين يخضعون للمراقبة في المنشأة الطبية بالقاعدة.
وتنتشر قوات يونيفيل في جنوب لبنان لمراقبة خط ترسيم الحدود مع إسرائيل التي شهدت أكثر من عام من القتال بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.
ولطالما كانت إيطاليا من المساهمين الرئيسيين في العمليات متعددة الجنسيات.
وقالت الوزارة الإيطالية إن هناك تحقيقات تُجرى لتحديد مصدر الصواريخ وتحديد المسؤولين عنها.
وأصابت الصواريخ بعض المناطق الخارجية ومستودع الإمدادات بالقاعدة حيث لم يكن هناك جنود.
ودعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الأعضاء ومنها إيطاليا، جميع الأطراف مراراً لضمان سلامة قوات حفظ السلام.
من جهتها، قالت قوة اليونيفيل إن أربعة من قوات حفظ السلام من غانا أصيبوا، عندما أصاب صاروخ «أطلقته على الأرجح جهات غير حكومية داخل لبنان» قاعدتهم في جنوب لبنان.
وأوضحت أن الصاروخ «أصاب قاعدتهم في شرق بلدة رامية» الحدودية، وأكدت نقل ثلاثة من الجرحى إلى مستشفى في صور لتلقي العلاج.
وأضافت أن قوات حفظ السلام التابعة لها ومرافقها تعرضت للاستهداف في ثلاثة حوادث منفصلة الثلاثاء.
من جهته، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بإطلاق النار على قاعدتين لقوات حفظ السلام.