«وكالات» : يواصل الجيش الإسرائيلي قصف المناطق اللبنانية، فيما يستمر حزب الله بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل واشتباكه برا مع القوات الإسرائيلية التي تحرز تقدما في عدد من البلدات الجنوبية عند الحدود.
وفي آخر التطورات الميدانية، ذكرت مصادر استهداف مركز للجيش اللبناني في العامرية بـ4 قذائف من البياضة.. ما أدى لوقوع قتيل وعدد من الجرحى.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام باشتداد وتيرة الاشتباكات بين مقاتلي «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على محور شمع- طيرحرفا، حيث يعمد الجيش الإسرائيلي إلى قصف البلدات المذكورة فيما يكثف الطيران الاستطلاعي والمسيّر التحليق فوق أرض الاشتباك الدائر.
وشهدت بلدة الخيام ليلة من أصعب الليالي وأعنفها منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية، حيث استمر الجيش الإسرائيلي بعملية توغله في الخيام تحت غطاء ناري كثيف، إذ قصفت مدفعيته مختلف أحيائها وشن الطيران الحربي أكثر من غارة مسبباً دمارا هائلا في الأحياء والممتلكات. كما فخخ المنازل والمحال التجارية وفجر حيا كاملا في الجهة الغربية من البلدة.
يذكر أن بعض سكان المنطقة تلقوا اتصالات هاتفية من الجيش الإسرائيلي عبر مجيب آلي، محذراً إياهم من التواجد في المناطق المشرفة على أماكن تواجدهم ومهدداً بأن أي شخص سيقوم بالتصوير سيعتبر هدفاً.
أما في ديرميماس فقد نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تفجير عدة تحت دير مار ميماس وأغار على الوادي والجبال المحيطة بالبلدة تحت قلعة شقيف وعلى ضفاف نهر الليطاني.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعاد قطع طريق الخردلي بالكامل الذي يوصل النبطية بمرجعيون من خلال الإغارة عليه والتسبب بفجوة كبيرة، لمنع مرور أي من السيارات والآليات.
وقالت مصادر إن حوالي 150 صاروخا استهدفت مناطق إسرائيلية منذ فجر أمس، وإطلاق نحو 30 صاروخا في الرشقة الصاروخية الأخيرة على إسرائيل أحدها أصاب مبنى في نهاريا شمال إسرائيل إصابة مباشرة، فيما سقط صاروخ في «بيتاح تكفا» شرق تل أبيب.. مشيرا إلى سقوط صواريخ في نهاريا وضواحي حيفا ووسط إسرائيل. وأضاف أنه تم إغلاق مطار بن غوريون بشكل مؤقت مع استمرار صفارات الإنذار.
الإسعاف الإسرائيلي قال إن الهجمات تسبب في إصابة 6 إسرائيليين. وردا على هذه الاستهدافات قال مسؤول أمني إسرائيلي إن بيروت ستهتز.
وأعلن حزب الله الأحد قصف «هدف عسكري» في مدينة تل أبيب وقاعدة بحرية في جنوب إسرائيل، غداة غارة إسرائيلية عنيفة على وسط العاصمة اللبنانية بيروت أودت بحياة 20 شخصا على الأقلّ.
وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه شنّوا صباح الأحد «للمرّة الأولى، هجوما جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة أشدود البحريّة» التي تبعد 150 كيلومترا عن الحدود مع لبنان، معلنا في بيان آخر شنّ «عمليّة مركّبة» صباح الأحد كذلك على «هدف عسكريّ في مدينة تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة، وسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية».
وفي وقت سابق، أفادت مصادر أن 5 صواريخ بعيدة المدى أطلقت من لبنان على تل أبيب ووسط إسرائيل، ما تسبب بتفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق.
لكن إسرائيل تقول إن صاروخا واحدا بعيد المدى سقط في إسرائيل، بينما اعترضت الدفاعات الجوية الأربعة الأخرى.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض مسيرتين أطلقتا من لبنان.
إلى ذلك، وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء إلى سكان 5 بلدات في جنوب لبنان، مطالباً إياهم بالانتقال إلى شمال نهر الأولي.
المتحدث باسم الجيش دعا سكان زوطر الشرقية وزوطر الغربية وأرنون ويحمر والقصيبة إلى الإخلاء. قائلاً إن التوجه إلى الجنوب سيعرّض حياة السكان للخطر.
وأعلنت حصيلة رسمية ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق في لبنان إلى 3670 قتيلا، وإصابة أكثر من 15 ألفا آخرين منذ بدء الحرب في لبنان.
والسبت وحده، قُتل أكثر من 50 بضربات إسرائيلية في لبنان، خصوصا في بيروت.
من جهة أخرى حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت أمس الأحد على «وقف فوري» لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وسط المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ أكثر من شهرين، داعياً للضغط على إسرائيل وحزب الله لقبول المقترح الأمريكي لوقف النار.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، «نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701» الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006.
وأضاف بوريل في مؤتمر صحافي ببيروت أن على القادة اللبنانيين انتخاب رئيس بعد عامين من الفراغ في السلطة.
كما أعلن أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتخصيص 200 مليون يورو للقوات المسلحة اللبنانية.
يشار إلى أن المقترح الأمريكي كان نص على أن توقف إسرائيل وحزب الله الأعمال القتالية لمدة 60 يوما في البداية، وفق ما كشفت مصادر أمنية لبنانية، ثم ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال تلك الفترة من الجنوب، وتنتشر القوات المسلحة اللبنانية على الحدود.
أما إذا صمد وقف إطلاق النار هذا، فإنه من المتوقع أن يعقد لبنان وإسرائيل بعدها مفاوضات بشأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة قبل 18 عاما، والذي يعطي للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحدهما السلطة والقرار في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود الفعلية مع إسرائيل.
من ناحية أخرى دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس الأحد، اللبنانيين والإسرائيليين إلى اغتنام «فرصة» سانحة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.
وقال بارو لقناة «فرانس 3»: «هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها».
وإذ أعرب عن «حذره»، أشار إلى أنه «من خلال الدبلوماسية والعمل مع الأطراف المعنية بشأن المعايير التي تتيح ضمان أمن إسرائيل وسلامة الأراضي اللبنانية، أعتقد أننا بصدد التوصل إلى حل قد يكون مقبولاً من جميع الأطراف الذين ينبغي عليهم اغتنامه للتوصل إلى وقف النيران ووقف الكارثة الإنسانية أيضاً».
وتتماشى تصريحاته مع تلك التي أدلى بها المبعوث الأمريكي أموس هوكستين وتحدث فيها عن «مزيد من التقدم» نحو التوصل إلى هدنة خلال جولة قام بها في لبنان وإسرائيل هذا الأسبوع.
وفي معرض رده على سؤال حول مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية الخميس بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما إذا كان سيتم اعتقاله إذا زار فرنسا، قال الوزير الفرنسي «إنه سؤال افتراضي ولا يتوجب علي الإجابة عليه طالما أنه افتراضي».
وأضاف أن «فرنسا ستطبق دائماً القانون الدولي» موضحاً أن هذه المذكرة تمثل «إضفاء الطابع الرسمي على الاتهام» وليست حكماً.
يأتي هذا بينما حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من بيروت الأحد على «وقف فوري» لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وسط المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ أكثر من شهرين تتزامن مع جهود حثيثة لوقف القتال.
وصعّدت اسرائيل منذ 23 سبتمبر غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، ثم بدأت نهاية الشهر ذاته عمليات توغل بري جنوباً.
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3670 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، ونزح نحو 900 ألف شخص داخل البلاد.
من جهة أخرى اتهم رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعضاء من المجلس الوزاري المصغر بتسريب معلومات عسكرية استراتيجية من جلسة بمبنى محصن، منذ اليوم الرابع للحرب.
وقال نتنياهو، إن الفريق المفاوض والهيئات الأكثر حساسية في إسرائيل، وفق تعبيره، وراء تسريبات المعلومات، مؤكدا أن إسرائيل تواجه تسريبات جنائية لا تنتهي منذ بداية الحرب.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن معلومات مهمة وحساسة للغاية يتم تسريها لحماس، وحزب الله، وإيران.
وانتقد بشدة تحقيقا جاريا بشأن تسريبات مشتبه بها يُزعم أنها خرجت من مكتبه. وتحدث نتنياهو عن «حملة تعقب ومطاردة سياسية مضادة» ضده وضد طاقمه في رسالة مصورة تم نشرها على منصة إكس مساء السبت.
كما زعم أن الغرض من الإدانة التي صدرت مؤخرا لأشخاص يُزعم أنهم متورطون في القضية هو الإضرار به وبمواطني إسرائيل الذين أيدوه.
ولم يدل نتنياهو بأي تفاصيل أخرى.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، يواجه المشتبه بهم في القضية تهمة تسريب معلومات سرية بغرض الإضرار بدولة إسرائيل.