«وكالات» : بعدما استبدلت الشهر الماضي قاضياً كان يستعد لإصدار المذكرة، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس قرارها.
فقد أعلنت المحكمة إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت لارتكابهما جرائم حرب في قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من سنة.
وأضافت في بيانها أن لديها «أسبابا معقولة» لاتهام نتنياهو وغالانت بارتكاب جرائم حرب.
كما شددت على أن اعتراف إسرائيل باختصاص المحكمة ليس مطلوبا لتنفيذ أوامر الاعتقال.
وأكدت أن المتهمين أشرفا على قتل مدنيين، لافتة إلى أن قرارها ينصف الضحايا في غزة وعائلاتهم.
كذلك أوضحت أن نتنياهو وغالانت استخدما سلاح التجويع كأداة للحرب في غزة، مشيرة إلى أن لائحة الجرائم المنسوبة لهما تشمل القتل وأعمالا غير إنسانية.
أيضا أصدرت الجنائية الدولية أمر اعتقال ضد قائد كتائب القسام، محمد الضيف، الذي يقال إن إسرائيل اغتالته قبل أشهر.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد طالبت في مايو الماضي بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لكونها متوجسة بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح المدعي العام للمحكمة، كريم خان، حينها أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الجنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كذلك طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
كما أشار إلى أن التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت تشمل «التسبب في الإبادة، والتسبب في المجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، بما في ذلك منع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمدا في الصراع».
إلا أنها استبدلت الشهر الماضي، قاضياً كان يستعد لإصدار المذكرة، وأعلنت أن قرار استبدال القاضي الروماني الذي يحقق بغزة كان لأسباب صحية.
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية هي هيئة قضائية مستقلة تخضع لاختصاصها الأشخاص المتهمون بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
كما أنها تعتبر الملاذ الأخير، إذ لا تتدخل إلا عندما لا تستطيع السلطات الوطنية القيام بوقف الجرائم أو لا ترغب بذلك أساساً.
وحاكمت المحكمتان الجنائيتان الدوليتان ليوغوسلافيا السابقة ورواندا أفراداً على جرائم ارتكبوها ضد الإنسانية، ولكن فقط تلك التي ارتكبت في البلدين خلال فترة محددة.
أما قطاع غزة، فقد أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، ارتفعت إلى 44056 قتيلا على الأقل.
كذلك لفتت إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 104268 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
من ناحية أخرى لم تمضِ ساعات قليلة على تحذير إسرائيل سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، داعية إلى إخلاء منازلهم، حتى شنت طائراتها الحربية 5 غارات على مناطق مختلفة فيها.
فقد طالت الغارات، أمس الخميس، مناطق حارة حريك فضلا عن بئر العبد، والكفاءات في الحدث.
وأفادت مصادر بوقوع 5 غارات منذ الصباح، فيما ارتفع الدخان من المناطق المستهدفة.
في المقابل، أشارت مصادر إلى أن حزب الله أطلق رشقات صاروخية تجاه نهاريا ومحيطها شمال إسرائيل. وأكد مقتل إسرائيلي جراء سقوط صاروخ على نهاريا.
كما أضاف أن عدة صواريخ أطلقت أيضا من الجانب اللبناني نحو كريات شمونة ومحيطها.
من جهته، أعلن حزب الله إطلاق مسيرات نحو قاعدة عسكرية في حيفا، فضلا عن استهداف قوات إسرائيلية في بلدة الخيام اللبنانية، حيث تدور مواجهات منذ أيام عدة.
كما لفت إلى أنه استهدف مقرا استخباراتيا إسرائيليا بالجولان السوري المحتل بعدة صواريخ.
وكانت القوات الإسرائيلية أعلنت، الأربعاء، مقتل 2 من لواء غولاني في الجنوب اللبناني، ما رفع حصيلة العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم البري على الجنوب اللبناني منذ مطلع أكتوبر الماضي إلى أكثر من 90، فيما وصل عدد المصابين إلى ألف منذ بداية العملية البرية الإسرائيلية.
كما أوضحت أنها قصفت ليل، الأربعاء الخميس، عدة مواقع لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
ومنذ سبتمبر الماضي، كثفت إسرائيل ضرباتها على لبنان، ومواقع حزب الله، لاسيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
في حين أطلقت مطلع أكتوبر الماضي، عملية برية وصفتها بالمحدودة في الجنوب اللبناني، حيث توغلت قواتها في عدة بلدات حدودية.
كما وسعت، الأسبوع الماضي، تلك العملية، متوغلة في عمق أكبر جنوباً.
من جهة أخرى بالتزامن مع اللقاءات التي عقدها المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط آموس هوكستاين في تل أبيب، أمس الخميس، أبلغت قيادة الجيش الإسرائيلي القيادات السياسية أنها تؤيد وقف إطلاق النار في لبنان.
فقد أفادت مصادر أن قيادات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبلغت المستوى السياسي أنها تؤيد القبول بهدنة على الجبهة اللبنانية.
كما أشارت إلى أنها مستعدة لمواجهة أي خروقات مستقبلية من الجانب اللبناني.
أتت تلك المعلومات بعدما أكد هوكستاين الذي زار بيروت والتقى مسؤولين لبنانيين أن الأجواء إيجابية. وأوضح أنه يتابع ملف الهدنة بين الطرفين مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
بدورها اعتبرت الحكومة الأمريكية أن إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله، مشيرة إلى أن نهاية الحرب قد تكون قريبة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن إن «إسرائيل تمكنت على مدار الشهرين الماضيين، من تطهير البنية التحتية لحزب الله، ولهذا نعتقد أن التوصل إلى حل دبلوماسي بات متاحا في الوقت الحالي».
وكان المبعوث الأمريكي ناقش مع المسؤولين اللبنانيين مقترحاً أميركيا لوقف النار، ينص على هدنة أولية تمتد 60 يوماً، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال تلك الفترة من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني على الحدود.
أما إذا صمد وقف إطلاق النار هذا، فإنه من المتوقع أن يعقد لبنان وإسرائيل بعدها مفاوضات بشأن التنفيذ الكامل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة قبل 18 عاما، والذي يعطي للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وحدهما السلطة والقرار في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود الفعلية مع إسرائيل.
علماً أن إسرائيل كانت أكدت مرارا على لسان مسؤوليها أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يتيح لها حرية التحرك في الأجواء اللبنانية وضرب مواقع إذا ارتأت ضرورة لذلك، وهو مطلب لا يمكن أن تقبل به السلطات اللبنانية، إذ ينتهك مبدأ سيادة الدولة.
من جانب آخر بعد مقتل أحد جنوده في هجوم إسرائيلي على جنوب لبنان، ، جدد الجيش اللبناني تأكيده أنه باقٍ في الجنوب ولم يتركه.
وشدد قائد الجيش جوزيف عون، في كلمة ألقاها، أمس الخميس، بمناسبة عيد الاستقلال في البلاد، أن «وحدات الجيش لا تزال منتشرة في الجنوب، ولن تتركه لأنه جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية».
كما أكد أن الجيش يعمل بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقّتة (اليونيفيل) ضمن إطار القرار 1701، مواصلا تنفيذ مهماته رغم الصعوبات والأخطار. وأشار إلى أن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي خط أحمر، مضيفا أن الجيش يحظى بإجماع محلي ودولي أيضا.
إلى ذلك، أكد ضرورة التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار، مشدداً على أن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولويات القوات المسلحة.
كذلك اعتبر أن الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلا صلابة وعزيمة وتماسكًا، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة.
أتت تصريحات عون هذه، بعدما أعلن الجيش اللبناني، أن عدد قتلاه ارتفع إلى 18 منذ 23 سبتمبر الماضي، إثر الهجمات الإسرائيلية المكثفة على البلاد.
في حين نفى الجيش الإسرائيلي استهداف عناصر الجيش اللبناني، لافتا إلى أنه يضرب مجموعات حزب الله.
من ناحية أخرى بمناسبة الذكرى الواحدة والثمانين لاستقلال لبنان، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن «اللبنانيين مصرون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالهم، لإيمانهم بما تحمل لهم من معاني الحرية والسيادة والوحدة الوطنية، وبما تبعث في نفوسهم من رجاء بغد أفضل».
وقال من وزارة الدفاع صباح أمس الخميس، إن «الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره ذوداً عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززاً بثقة اللبنانيين بأنه الأمل والمرتجى»، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
يأتي ذلك فيما شدد قائد الجيش جوزيف عون خلال كلمة ألقاها أيضاً بمناسبة ذكرى الاستقلال في وقت سابق أمس، على أن «وحدات الجيش لا تزال منتشرة في الجنوب، ولن تتركه لأنه جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية».
كما أكد أن الجيش يعمل بالتنسيق مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) ضمن إطار القرار 1701، مواصلاً تنفيذ مهماته رغم الصعوبات والأخطار. وأشار إلى أن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي خط أحمر، مضيفاً أن الجيش يحظى بإجماع محلي ودولي أيضاً.
إلى ذلك، شدد على ضرورة التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار، مؤكداً أن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولويات القوات المسلحة.
واعتبر أن الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرض لها الجيش لن تزيده إلا صلابة وعزيمة وتماسكاً، بعيداً عن أي حسابات ضيقة.