«وكالات» : أعلن المبعوث الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، الأربعاء، في كلمة مقتضبة أنه سيسافر إلى إسرائيل من بيروت خلال ساعات بهدف استكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار بين اسرائيل وحزب الله.
وقال هوكشتاين، خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للمرة الثانية خلال يومين «حققنا تقدما إضافيا سأسافر من هنا خلال بضع ساعات إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء هذا الأمر إذا استطعنا»، في إشارة إلى وقف إطلاق النار.
وأوضح هوكشتاين أنه لا يمكن الإفصاح علنا عن النقاط الخلافية بشأن اتفاق وقف النار بلبنان. ومضى قائلا: «سوف نمضي خطوة تلو الأخرى ونعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل».
ومدد الموفد الأمريكي زيارته إلى بيروت للقاء مجددا مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في عين التينة.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، التقى في معراب الموفد هوكشتاين، ترافقه السفيرة الأمريكية ليزا جونسون ومساعدته، حيث وضع جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701، وهو في انتظار أجوبة الجانب اللبناني لنقلها إلى إسرائيل في حال وجود إيجابيات جدية للبناء عليها.
وأكد جعجع من جهته أن «أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان».
وبات الحل لوضع حد للحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان «في متناول اليد»، بحسب ما كشف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي آموس هوكشتاين الذي وصل إلى بيروت، الثلاثاء، للتفاوض على هدنة تستند إلى مقترح أميركي.
وفيما تنتظر تل أبيب وصول هوكشتاين كشفت مصادر «العربية» و»الحدث» أن بعض النقاط الجوهرية المتعلقة ببنود المقترح الأمريكي للتهدئة لا تزال عالقة وأهمها «حرية الدفاع عن النفس» وترسيم الحدود.
وأضافت المصادر أن هوكشتاين قرر البقاء في لبنان لمواصلة النقاشات حول النقاط الخلافية قبل التوجه إلى تل أبيب لمقابلة الجانب الإسرائيلي.
كما أشارت مصادر أخرى لـ»العربية» و»الحدث» إلى أنه تم الاتفاق على بعض البنود التي كانت خلافية وبينها ما يتعلق بمشاركة البريطانيين والألمان في لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701، حيث تم الاكتفاء بمشاركة الأمريكيين والفرنسيين ودولة عربية والأمم المتحدة، في حين لا تزال نقطة ترسيم الحدود عالقة، حيث أبدى بري اعتراضه باعتبار أن الحدود مرسّمة أساسا.
وبحسب المعلومات فإن هناك التزامات لبنانية وتعهدات بموضوع جنوب الليطاني لن تُدرج في الاتفاقية الخطية.
يذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أكد، خلال لقائه المبعوث الأمريكي، أن الأولوية الآن هي لوقف النار في لبنان وحفظ سيادته، وشدد ميقاتي على ضرورة إعادة النازحين إلى قراهم ووقف الإبادة الإسرائيلية، كما شدد على ضرورة تطبيق القرارات الدولية وتعزيز سلطة الجيش اللبناني.
والتقى هوكشتاين بالسفير الفرنسي في بيروت، كما بحث مع قائد الجيش جوزيف عون جاهزية الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب.
من ناحية أخرى قالت مصادر إن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت بغداد بأنها استنفدت كل وسائل الضغط على إسرائيل لمنع تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف عراقية ردا على استمرار هجمات الفصائل المسلحة ضد إسرائيل، وأن واشنطن طلبت من العراق منع هذه الهجمات بسرعة.
المصادر أكدت أن الضربات الجوية الإسرائيلية ستكون وشيكة إذا لم تمنع الحكومة العراقية هجمات الفصائل من داخل الأراضي العراقية ضد إسرائيل.
من جهتها، مصادر عراقية أمنية كشفت أن الحكومة اتخذت كل التدابير اللازمة للتعامل مع الضربات الجوية الإسرائيلية، مضيفة أن رئيس الوزراء أطلع الكتل السياسية على خطورة الموقف إذا استمرت الفصائل بهجمات إسرائيل من داخل الأراضي العراقية.
وكانت السلطات العراقية أعربت عن رفضها «بشكل قاطع» للرسالة التي أعلنت إسرائيل، الاثنين، توجيهها إلى الأمم المتحدة للضغط على العراق لوقف هجمات تنفذها منه مجموعات موالية لإيران، معتبرة أنها «محاولة لتبرير العدوان».
وقال يحيى رسول عبد الله، المتحدث باسم رئيس الحكومة العراقية، مساء الثلاثاء، إن مجلس الأمن الوطني شدّد على «رفض العراق بشكل قاطع للشكوى الصادرة عن سلطات الكيان الصهيوني والموجّهة ضد العراق».
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أعلن، الاثنين، أنه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يحضّه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حد لهجمات تشنّها على الدولة العبرية «ميليشيات موالية لإيران».
في الأشهر الأخيرة، أعلنت فصائل مسلحة عراقية موالية لإيران معروفة باسم «المقاومة الإسلامية في العراق»، مرارا عن هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل، «زاعمة» أنها تضامنا مع قطاع غزة. وأعلنت إسرائيل اعتراض دفاعاتها الجوية عددا منها.
وفي مطلع أكتوبر، أعلنت إسرائيل مقتل اثنين من جنودها بانفجار مسيّرة في هجوم نُفّذ من العراق. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم التالي أن بلاده «تدافع عن نفسها على سبع جبهات» بينها جبهة «الميليشيات الشيعية في العراق».
منذ ذلك الحين، تصاعد التوتر في الداخل العراقي وكثّفت بغداد التي ترفض الحرب في غزة وفي لبنان، جهودها الدبلوماسية لتجنّب تمدّد الحرب إليها.
وذكّرت بغداد، الثلاثاء، بأن «قرار السِّلم والحرب من اختصاص الحكومة العراقية وحدها، وأنها مستمرّة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشنّ أي هجوم».
وكانت طهران تعهدت بالرد على ضربات نفذتها إسرائيل في 26 أكتوبر على أراضيها، وقالت هذه الأخيرة هذا الأسبوع إنها ألحقت أضرارا «بجزء» من برنامج إيران النووي.
وقال فصيل «كتائب حزب الله» في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر إن «ما يشاع من أخبار عن نقل سلاح أو تحضير لعملية الرد الإيرانية على الكيان بأنها ستكون من العراق لا تتعدى السعي للاختباء من الضربة قبل حدوثها باعتماد معلومات مُضللة يتم تمريرها على الأمريكيين والغرب».
وأكّد ساعر في رسالته، الاثنين، أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية نفسها ومواطنيها من الأعمال العدائية للميليشيات المدعومة من إيران في العراق».
واعتبرت بغداد النص «تصعيدا خطيرا ومحاولة للتلاعب بالرأي العام الدولي لتبرير العدوان»، مُدينة بشدّة تهديدات إسرائيل «الهادفة» إلى توسيع رقعة الصراع الإقليمي» نحو العراق.
وجدّدت بغداد دعمها «للأشقّاء من الدول المعتدى عليها»، داعية «جميع الأطراف الفاعلة إلى رفض التصعيد وإعطاء الأولوية للحوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي».
وأقر مجلس الأمن الوطني العراقي مطالبة مجلس الأمن الدولي «باتخاذ إجراءات فورية ورادعة ضد سلطات الكيان المحتل والعمل على محاسبتها على انتهاكاتها للقانون الدولي».
ومنذ مساء الاثنين، أعلنت الفصائل العراقية المسلّحة مهاجمة هدف في جنوب إسرائيل «بواسطة الطيران المسيّر».
من ناحية أخرى تواصل القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق الجنوب اللبناني، فيما ساد الهدوء أجواء بيروت وضاحيتها تزامنا مع زيارة المبعوث الأمريكي.
وأكد الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه «لا يتحرك ضد الجيش اللبناني»وذلك بعد مقتل أربعة جنود لبنانيين في غارتين إسرائيليتين. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «قصف موقعاً للبنية التحتية في منطقة الصرفند «كان ينشط فيه عدد من مقاتلي حزب الله»، مضيفا أن «الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات محددة ضد حزب الله وليس ضد القوات المسلحة اللبنانية».
وأمس الأربعاء أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد عناصره وجرح آخر باستهداف مركبتهم كما أعلن مقتل ثلاثة من عناصره وإصابة سبعة عشر آخرين، بينهم مدنيون إثر الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركزا للمخابرات في بلدة الصرفند قرب صيدا.
وطالت الغارات مناطق النبطية وقضاء مرجعيون والخيام، في حين تعرضت بلدات الخريبة والجرمق وخراج بلدة كفرشوبا لقصف بالقنابل العنقودية. وتزامنت الغارات مع محاولات الجيش الإسرائيلي التوغل باتجاه وسط المدينة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بسماع دوي انفجارات في شمع بالتزامن مع قصف إسرائيلي بالقذائف الفوسفورية استهدف مجدل زون.
كما شن الطيران الإسرائيلي غارات على كفرا، وعدلون، وبرعشيت، والجميجمة، والصوانة وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طاول أطراف بلدة راشيا الفخار.
وقال حزب الله إنه استهدف بصليات صاروخية تجمعات لقوّات الجيش الإسرائيلي في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، عند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع وفي موقع المرج (في محيط وادي هونين) المقابل لبلدة مركبا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه ضرب أكثر من 100 هدف في لبنان الثلاثاء. وقال الجيش في بيان الأربعاء «خلال اليوم الماضي، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 100 هدف في لبنان بما في ذلك منصات إطلاق ومنشآت تخزين أسلحة ومراكز قيادة ومقرات عسكرية».
كما أعلن عن تصفية اثنين من القادة الميدانيين لـ»حزب الله» بغارات جوية استهدفت مناطق ساحلية في لبنان «كانا مسؤولين عن هجمات صاروخية على أهداف مدنية في الجليل الغربي والسهل الساحلي في إسرائيل».
وأفادت مصادر بإصابة أربعة جنود إسرائيليين بسقوط مسيرة قرب مسكنهم داخل معسكر للجيش شمال عكا. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، صباح أمس، أن ثلاث مسيرات دخلت الأجواء الإسرائيلية من لبنان.
وأوضح أن مسيرتين سقطتا في أماكن مفتوحة واحدة، بالقرب من معسكر للجيش بالقرب من عكا، والثانية قرب منشأة عسكرية بالقرب من نهاريا، أما الثالثة فسقطت شرق حيفا.
وفي السياق، أعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا، ليل الثلاثاء، قرب بلدة مركبا في جنوب لبنان بصواريخ موجّهة جنودا إسرائيليين كانوا يحاولون إخلاء رفاق لهم أصيبوا بصواريخ مماثلة، مؤكدا أنّه أوقع أفراد هذه القوات «بين قتيل وجريح».
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه «استهدفوا قوة مشاة إسرائيلية بصاروخ موجّه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة» و»لدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات» تم استهدافها «بصاروخ موجّه ثان، أوقع فيهم إصابات مؤكدة»، قبل أن تحاول «قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدّم لسحب القتلى والجرحى فاستهدفها» مقاتلو الحزب «بصاروخ موجّه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح».
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه يواصل عمليته البرية في جنوب لبنان، وأكد مقتل قائد منظومة الصواريخ متوسطة المدى بحزب الله علي الدويك في كفر جوز بعد استهدافه الاثنين.
وكثفت إسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية «محدودة».
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3516 شخصا في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وفي إسرائيل قتل 46 مدنيا و78 عسكريا وفق بيانات رسمية.