«وكالات» : هدمت السلطات الإســــــرائيلية، صباح أمس الثلاثاء، مسجد الشياح في بلدة جبل المكبر بمدينة القدس الشرقية، بحجة «البناء غير المرخص». واقتحمت المنطقة قوات من الشرطة الإسرائيلية برفقة طواقم بلدية القدس، وحاصرت المسجد قبل أن تبدأ بتنفيذ الهدم الجرافات، التي حولت المسجد إلى أنقاض.
ويقع مسجد الشياح على مساحة تقدر بـ80 مترا مربعا ويتكون من طابق واحد مع ساحة خارجية. وقد بُني قبل 20 عاما ليكون مكانا لأداء الصلوات وتعليــــم القرآن الكريم لسكان المنطقة. كما يحتضن المسجــد جمعية «كتاتيب الإيمان»، التي تقوم بتحفيظ القرآن الكريم وتعليم السنة النبوية للأطفال وتنظيم أنشطة مختلفة للأطفال في الحي.
ورغم أن بلدية الاحتلال أصدرت القرار لأول مرة بهدم المسجد قبل 16 عاما، فإن التنفيذ تأجل مرارا وتكرارا بسبب الاعتراضات القانونية. وتم إخطار المسؤولين بقرار الهدم النهائي قبل أسبوعين.
ويأتي هدم المسجد في سياق القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على البناء الفلسطيني في القدس الشرقية، وسط تصاعد عمليات البناء الاستيطاني على أراضي المدينة، حسب مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية.
وتزامن هذا الإجراء مع استمرار التوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وازدادت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتتواصل المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطــــــاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة ما يزيد على 148 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ودمار واسع.
من ناحية أخرى قال مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة حسام أبو صفية، الثلاثاء، إنهم يفقدون يوميا أعدادا من المصابين بسبب نقص المستلزمات الطبية واعتقال الجيش الإسرائيلي 45 فردا من الكادر الطبي. يأتي ذلك مع قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا أمس للطابق الثالث من المستشفى.
وأوضح أبو صفية أن المنظومة الصحية في غزة تعمل في ظروف قاسية للغاية، وأن نقص المستلزمات الطبية وعدم سماح إسرائيل بدخول وفد طبي جراحي للمستشفى يفاقمان الوضع ويجعلانهم عاجزين عن إنقاذ الجرحى.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قصف مستشفى كمال عدوان الاثنين، بينما كانوا يحاولون إنقاذ جريح داخل غرفة العناية المركزة.
وتابع أن طبيبا يعمل بالمستشفى فقد 17 فردا من عائلته معظمهم أطفال ونساء إثر قصف الجيش الإسرائيلي منزله في محيط المستشفى، بينما فقد طبيب آخر 19 فردا من عائلته في قصف إسرائيلي بينما كان يعمل في قسم الطوارئ.
ولفت أبو صفية إلى أن المستشفى -الذي يقع في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع- أصبح يستقبل العديد من حالات سوء التغذية خاصة بين الأطفال والمسنين لنقص الطعام والمياه في شمال القطاع.
من جهته، أفــــــاد مراسل وكالة الأناضول أن قوات الاحتلال جددت قصفها للطــــــابق الثالث من المستشفى، والذي كان تعرض للقصف والاستهداف الإسرائيلي عدة مرات من قبل.
ويتزامن ذلك مع استمرار الإبادة الإسرائيلية لشمال القطاع منذ 46 يوما، موقعة أكثر من ألفي شهيد فلسطيني وأكثر من 6 آلاف جريح، ودمارا هائلا في الأبنية السكنية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.