«وكالات» : لا تزال قضية إطلاق قنبلتين ضوئيتين صوب منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة قيساريا بشمال إسرائيل، السبت، تثير قلقا بين الأوساط الأمنية الإسرائيلية التي وصفتها بالحادث الخطير الذي تجاوز الخطوط الحمراء.
فيما أعلنت الأجهزة الأمنية، أمس الأحد، أن الشرطة اعتقلت 3 مشتبها بهم في الهجوم، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الأحد.
كما أضافت أن التحقيقات مستمرة لكشف المزيد من التفاصيل.
وكان العديد من السياسيين الإسرائيليين أعربوا خلال الساعات الماضية عن استيائهم من الحادث، ومن بينهم زعيم المعارضة يائير لابيد، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة «إكس» بوقت مبكر أمس، أن الواقعة تجاوزت «كل الخطوط الحمراء».
كما أضاف قائلا «من غير المعقول أن يكون رئيس وزراء إسرائيل، الذي تحاول إيران ووكلاؤها اغتياله، عرضة لنفس التهديدات من الداخل». ودعا الأجهزة الأمنية والقضائية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لوضع حد لهذا الأمر.
بدوره، كتب وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير على «إكس» أن «التحريض ضد نتنياهو تجاوز كل الحدود.. إلقاء قنبلة ضوئية على منزله هو تجاوز لخط أحمر آخر».
يذكر أن إلقاء القنبلتين الضوئيتين اللتين وقعتا في حديقة منزل نتنياهو دون أضرار تذكر، أتى بينما كان آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب من أجل الضغط على الحكومة لإبرام صفقة مع حركة حماس، تفضي إلى إطلاق الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.
وكان منزل نتنياهو في قيساريا تعرض في 19 أكتوبر الماضي، إلى استهداف عبر طائرة مسيرة أطلقت من لبنان، وتبناها حزب الله لاحقاً.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وعائلته لم يكونوا متواجدين في المنزل حينها، فيما لم تنطلق صفارات الإنذار بالمنطقة تزامناً مع الحادثة.
من ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أن حزب الله شن «هجوماً صاروخياً كبيراً» على مدينة حيفا (شمال غرب)، ما أسفر عن إصابة شخصين وتضرر كنيس.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إلى إطلاق «نحو عشرة مقذوفات» على خليج حيفا، تم اعتراض بعضها.
وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية في بيان، إن فرقها في حيفا لم ترصد سقوط «أي ضحية» جراء شظايا صواريخ، لكن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح «طفيفة» أثناء مسارعتهم إلى الملاجئ للاحتماء.
من جهته، أكد حزب الله اللبناني أنه أطلق، مساء السبت، عددا من «الصواريخ النوعية» على قواعد عسكرية في مدينة حيفا وفي جوارها.
وعدد الحزب في بيان خمس قواعد استهدفها في حيفا والكرمل هي «قاعدة حيفا التقنية وقاعدة حيفا البحرية وقاعدة ستيلا ماريس وقاعدة طيرة الكرمل.. وللمرة الأولى قاعدة نيشر».
هذا وأعلن حزب الله، مساء السبت، أنه استهدف دبابة إسرائيلية توغلت داخل الأراضي اللبنانية وكانت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ نهاية أيلول/سبتمبر.
وقال حزب الله في بيان إن مقاتليه استهدفوا «دبابة ميركافا عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع بصاروخ موجّه، ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح».
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن حزب الله اللبناني أطلق نحو «80 مقذوفا» من لبنان باتجاه إسرائيل السبت.
في سياق آخر، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة أشخاص قتلوا، السبت، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب 11 آخرون في غارة إسرائيلية على قرية الخريبة في بعلبك اللبنانية.
وأضافت أن من بين المصابين «خمسة أطفال، اثنان منهم بحالة خطرة».
وتابعت أن غارات في وقت سابق من السبت أسفرت عن مقتل مسعفين اثنين في جنوب لبنان، أحدهما في برج رحال والآخر في كفرتبنيت، وإصابة أربعة آخرين من موظفي الإنقاذ، ولا يزال اثنان في عداد المفقودين.
كما استهدفت ضربات جوية إسرائيلية أنحاء من الضاحية الجنوبية لبيروت لليوم الخامس على التوالي.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن الهجمات استهدفت مواقع بنية تحتية لحزب الله، منها منشأة لتخزين الأسلحة ومركز للقيادة.
هذا وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، مقتل جندي خلال اشتباك في جنوب لبنان.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي شن هجمات على منشآت عسكرية لحزب الله في مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان. وقال المكتب الصحفي للجيش في بيان «شن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من الضربات على مراكز للقيادة ومستودعات للأسلحة ومنشآت البنية التحتية» لحزب الله في صور.
وشنت إسرائيل هجومها البري والجوي على حزب الله في أواخر سبتمبر بعد نحو عام من اندلاع أعمال قتالية عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
ووجهت الحملة الإسرائيلية ضربات قوية لحزب الله، كما أجبرت ما يربو على مليون لبناني على النزوح لتتفجر أزمة إنسانية.
وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 قتلت ما لا يقل عن 3452 شخصاً حتى يوم الجمعة، معظمهم منذ أواخر سبتمبر.
من ناحية أخرى مع تصاعد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أفاد مسعفون أن عشرات الفلسطينيين سقطوا بين قتيل وجريح بقصف استهدف مبنى سكنياً متعدد الطوابق في بيت لاهيا شمال القطاع، أمس الأحد.
فيما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن نحو 70 ساكناً كانوا يقيمون في تلك البناية
من جهته، قدر المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عدد من قتلوا بـ 72، مردفاً أن الضربة استهدفت بناية سكنية يقطن بها أفراد من 6 عائلات، ، وفق ما نقلت رويترز.
فيما لم يصدر تعليق بعد من إسرائيل على الأمر.
وبوقت سابق أمس، ذكر مسعفون أن ضربة جوية إسرائيلية قتلت 10 على الأقل في مخيم البريج وسط القطاع إثر سقوط صاروخ على منزل، مردفين أن 4 آخرين قتلوا في مخيم النصيرات المجاور.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أرسل، منذ الشهر الماضي، دبابات إلى بيت لاهيا وبلدتي بيت حانون وجباليا القريبتين، قائلاً إنها حملة «لمحاربة عناصر حماس ولمنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم».
كذلك أعلن أنه قتل «مئات المسلحين في المناطق الثلاث» التي أفاد سكانها أن القوات الإسرائيلية عزلتها عن مدينة غزة.
في حين أشارت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس إلى أن عدد الفلسطينيين الذين تأكد مقتلهم منذ السابع من أكتوبر 2023 وصل إلى 43799.
من ناحية أخرى بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد قواتها خلال الأسابيع الماضية، تعرضت قوات حفظ السلام «اليونيفيل» ثانية لإطلاق نار في الجنوب اللبناني.
فقد أكدت في بيان أمس الأحد، أن قوة تابعة لها تعرضت لإطلاق نار في بلدة معركة اللبنانية، دون وقوع إصابات.
كما أوضحت أن الدورية التي كنت تضم جنود حفظ سلام فرنسيين وفنلنديين، واجدهت أثناء قيامها بدورية في قرية بدياس - منعاً لحرية الحركة من قبل مجموعة من الأفراد كان واحداً منهم على الأقل مسلحاً.
لكنها أشارت إلى أن الدورية تمكنت لاحقا من تجاوز المعوقات وأكملت مسارها المخطط له. إلا أنها بعد حوالي ساعة، وفور عبور بلدة معركة، «أُطلق نحوها حوالي 40 طلقة من الخلف، من قبل أفراد تابعين لجهات غير حكومية»، وفق تعبيرها، في إشارة على الأرجح إلى عناصر حزب الله.
إلى ذلك، أكدت أن الدورية وصلت إلى بر الأمان في قاعدة لليونيفيل بدير كيفا، وأبلغت القوات المسلحة اللبنانية على الفور بالحادث.
هذا وحملت السلطات اللبنانية مسؤولية ضمان تسهيل مهمة جنود حفظ السلام دون خوف أو تهديد. وذكّرت بأن أي هجوم ضد جنودها يشكل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية لاسيما القرار 1701، الذي يشكل أساس ولاية اليونيفيل الحالية في الجنوب البلناني.