«وكالات» : بعد سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، أصدر الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، تعليمات لإخلاء 14 بلدة جنوب لبنان.
حيث أنذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة «إكس»، سكان «شقرا، حولا، مجدل سلم، طلوسة، ميس الجبل، صوانة، قبريخا، يحمور، ارنون، بليدا، محيبيب، برعشيت، فرون، غندورية» بالإخلاء.
وقال: «من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فوراً والانتقال إلى شمال نهر الأولي. لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير».
كما أضاف أن «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته للخطر».
يأتي ذلك بعدما استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية بوقت سابق أمس، حسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، التي أفادت بأكثر من 10 «غارات عنيفة» على المنطقة.
فيما تصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان من الأحياء المستهدفة المتاخمة لبيروت، وتردد صدى الانفجارات في العاصمة.
وقبل تنفيذ الغارات، أصدر الجيش الإسرائيلي تعليمات لإخلاء 4 أحياء في الضاحية.
يذكر أنه بعد عام من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود، كثفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر الفائت غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.
كما أطلقت مطلع أكتوبر الماضي (2024) عملية برية وصفتها بالمحدودة في الجنوب، حيث توغلت قواتها في بعض البلدات الحدودية.
فيما قضى أكثر من 3240 شخصاً في لبنان، غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية، منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل أكثر من عام، من دون أن تلوح في الأفق الدبلوماسي أي بوادر حل لوقف إطلاق النار.
من جهة أخرى أغارت إسرائيل على منطقة في شرق العاصمة اللبنانية وأوضح مصدر أمني أن الغارة استهدفت منزلا في منطقة بين بعلشميه وضهور العبادية شرقي العاصمة، قرب عاليه.
كما أضاف أن هذه الغارة التي وقعت قرب عاليه البعيدة عن الحدود مع إسرائيل والتي نادرا ما تستهدف، أدت إلى مقتل 5 أشخاص، حسب ما نقلت فرانس برس.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب عدة أهداف لحزب الله في العمق اللبناني.
من جانب اخر على وقع الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مختلف المناطق في لبنان، وسط المساعي الدولية والأمريكية لوقف الحرب، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد إسرائيل كاتس التأكيد على أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار أو هدنة في لبنان.
وشدد في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، أمس الثلاثاء، على أن القوات الإسرائيلية «ستواصل ضرب حزب الله بكل قوة حتى تتحقق أهداف الحرب».
كما أضاف أن إسرائيل «لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في تحقيق أهداف الحرب، ومنها نزع سلاح حزب الله ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم»، وفق قوله.
إلى ذلك، اعتبر أن «الغارات الإسرائيلية والضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله والقضاء على زعيمه حسن نصر الله تشكل صورة للنصر».
هذا وحث على «مواصلة الهجمات من أجل تقويض قدرات حزب الله وتحقيق النصر».
من جهة أخرى بعد ضغط أميركي، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال في بيان: «تم اليوم فتح معبر كيسوفيم لنقل شاحنات المساعدات الإنسانية».
يشار إلى أن واشنطن كانت أعلنت الأسبوع الماضي أن إسرائيل ستعيد فتح معبر إضافي إلى قطاع غزة المحاصر قبل انتهاء المهلة التي حددتها الإدارة الأمريكية لها لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.
وفي رسالة مؤرخة في 13 أكتوبر، قدم وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن، سلسلة مطالب لإسرائيل من شأنها زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأمهلاها 30 يوماً للرد، وذلك تحت طائلة تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.
حيث يشترط القانون الأمريكي على متلقي المساعدات العسكرية الأمريكية ألا يرفضوا أو يعرقلوا «بشكل تعسفي» تسليم المساعدات الإنسانية الأمريكية.
لكن إدارة جو بايدن ليس لديها مجال كبير للمناورة بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، الثلاثاء الفائت، والذي تنتظر تل أبيب تسلمه زمام الأمور في يناير المقبل.
وكان ترامب داعماً قوياً لإسرائيل خلال ولايته السابقة، إلا أنه تعهد بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط، خلال حملاته لانتخابات 2024، من دون أن يوضح الكيفية.
والأسبوع الماضي، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر على أن إسرائيل وافقت على أن تكون هناك «طرق توصيل إضافية داخل غزة، وهو أمر ضروري» لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
كما أشارت الرسالة، على سبيل المثال، إلى ضرورة أن تسمح إسرائيل بإدخال ما يصل إلى 350 شاحنة من المساعدات الإنسانية يومياً، وأن تفتح معبراً خامساً إلى القطاع الفلسطيني، وألا يصدر الجيش الإسرائيلي أوامر لإخلاء مناطق في غزة إلا عند الضرورة القصوى.
يذكر أن مناطق واسعة من القطاع الفلسطيني دُمرت بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم حماس عليها في 7 أكتوبر 2023.
من جهة أخرى بعدما رحب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خلال اجتماع في الكنيست بفوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، معتبرا أنها فرصة لضم الضفة الغربية، أشارت مصادر مطلعة إلى أن المسألة مطروحة للبحث.
فقد زعمت تلك المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيطرح فرض السيادة على الضفة فور تنصيب ترامب في العشرين من يناير المقبل، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، أمس الثلاثاء.
في المقابل، حذر مسؤولان على الأقل في إدارة ترامب السابقة كبار الوزراء الإسرائيليين من افتراض أن الرئيس المنتخب سيدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية خلال ولايته الثانية، حسبما كشفت ثلاثة مصادر مطلعة لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
رغم ذلك، لم يستبعد مستشارو ترامب السابقون إمكانية دعمه لهذه الخطوة، لكنهم أكدوا أنه لا ينبغي التعامل معها على أنها «نتيجة حتمية»، حسبما قال أحد المسؤولين الإسرائيليين.
وكان سموتريتش أعلن أن عام 2025 سيكون «عام السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، بفضل عودة ترامب إلى البيت الأبيض»، وفق قوله.
بدوره، أكد وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير الأسبوع الماضي أن هذا هو عام السيادة الإسرائيلية» في إشارة إلى ضم الضفة الغربية.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن نتنياهو أن السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة سيكون يحيئيل ليتر، وهو زعيم استيطاني سابق دعا مرارا إلى ضم أجزاء كبيرة من الضفة، ومعارض شرس لإقامة دولة فلسطينية.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة. وقتل منذاك ما لا يقل عن مئات الفلسطينيين برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية، حسب بيانات رسمية فلسطينية.
كما تزايدت اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المدنيين الفلسطينيين، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى فرض عقوبات على عدة مجموعات.
من ناحية أخرى بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الثلاثاء، مشاهد من استهداف وتدمير آليات إسرائيلية بقذائف الياسين 105 شرق معسكر جباليا، شمالي قطاع غزة.
وبدأ المقطع بظهور 3 مقاتلين داخل أحد مواقع التمركز بين أسلحتهم، وأحدهم يقول «نحن هنا في الصفوف الأولى بمعسكر جباليا وبصحبة هذا الحاج الذي اقترب عمره من الستين عاما، ورفض عيش الذل والهوان وطلب الجهاد في سبيل الله».
وأضاف، وهو يربت على ساق من جلس في المنتصف وجميعهم قد أخفيت ملامحهم، «سيكرمه الله إن شاء وسنثخن في هذا العدو الذي يستقوي على الأطفال والنساء ويرتكب المجازر يوما تلو الآخر.. وبعون الله وقدرته سنريكم من جحيم معسكر جباليا».
وأظهر المقطع قيام الرجل الستيني باستهداف دبابة إسرائيلية وإصابتها إصابة مباشرة، وكذلك استهداف دبابة أخرى متحركة وناقلة جند بقذائف الياسين 105.
ومؤخرا، تزايدت العمليات التي تعلن قوى المقاومة عن تنفيذها في قوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم ومعسكر جباليا، وذلك بعد أكثر من شهر من بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية شمالي قطاع غزة.
ودأبت كتائب القسام بالقطاع على توثيق عملياتها ضد القوات الإسرائيلية وآلياتها في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر الماضي، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نُفذت ضد قوات الاحتلال.