«وكالات» : في استمرار للمواجهات العنيفة بين حزب الله وإسرائيل منذ أكثر من شهر، شهد الجنوب اللبناني أمس السبت غارات على عدة بلدات.
فقد استهدف الطيران الإسرائيلي بلدات قبريخا والصوانة ومجدل سلم وبنت جبيل وشقرا وحاروف وخربة سلم وبرج قلاوية والخيام، بالتزامن مع قصف مدفعيّ طال بنت جبيل وبرعشيت ومجدل سلم وعيتا الشعب وأطراف القوزح بيت ليف، فضلاً عن العديسة.
فيما أفادت مصادر بإطلاق عدة صواريخ من الجانب اللبناني تجاه عكا وخليج حيفا.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين أطلقا من لبنان وسقوط 3 بمناطق مفتوحة
وأوضح في بيان أنه رصد 5 صواريخ أطلقت من الجانب اللبناني.
أتت تلك التطورات الميدانية بعدما شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت أكثر من 14 غارة إسرائيلية طالت مناطق عدة فيها.
كما استهدفت الغارات مدينة صر في الجنوب، وبعلبك شرقاً.
ومنذ 23 سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوّية على مناطق مختلفة في لبنان تُعتبر معاقل لحزب الله قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها.
كما أطلقت ما وصفته بالعملية البرية المحدودة في الجنوب، حيث توغلت قواتها في بعض القرى الحدودية. إلا أن الحزب أكد أن القوات الإسرائيلية لم تسيطر بشكل كامل على أب لدة على الحدود.
فيما أسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل أكثر من 2670 مدنيا لبنانيا، من إجمالي 3200 على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدء المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في الثامن من أكتوبر 2023.
كما أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص من الجنوب والبقاع، فضلا عن الضاحية.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت، أمس السبت، في وسط إسرائيل بعد تسلل طائرة مسيرة معادية.
إلا أنه أفاد لاحقاً بأن إنذارات كانت خاطئة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
أما في الجنوب اللبناني، فنفذت الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق مختلفة من الحوش في صور إلى بنت جبيل والعديسة وغيرها.
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية وقوع 7 قتلى بينهم طفلتان وإصابة 46 آخرين بجروح في الغارات الأخيرة على صور.
كما أشارت إلى وجود «أشلاء سيتم العمل على تحديد هوية أصحابها بإجراء فحوص الحمض النووي»، مضيفة أن عمليات رفع الأنقاض لا تزال مستمرة.
وكانت تلك المدينة شهدت خلال الفترة غارات عنيفة طالت عدة أرجاء، وأدت إلى مقتل العشرات.
بالتزامن، نشر الجيش الإسرائيلي على حسابه في منصة «إكس» فيديو يظهر ما قال إنه تفكيك لبنية عسكرية تابعة لحزب الله في شبعا الحدودية.
كما أفاد بأنه عثر على قاذفات الصواريخ ومخازن أسلحة في نفق تحت الأرض.
أتى ذلك، فيما تتواصل المواجهات العسكرية على أكثر من محور جنوب لبنان بالتزامن مع استمرار الجيش الإسرائيلي بسياسة تفخيخ المنازل والمباني في القرى الحدودية.
بينما فاق عدد قتلى الحرب الـ 3000، وتخطّى عدد الجرحى الثلاثة عشرة ألفاً، من دون أن تلوح في الأفق الدبلوماسي أي بوادر حل لوقف إطلاق النار.
وكانت إسرائيل الساعية إلى دفع حزب الله من الجنوب نحو شمال نهر الليطاني، عمدت منذ سبتمبر الماضي إلى تكثيف غاراتها العنيفة على لبنان.
كما أطلقت مطلع الشهر الماضي (أكتوبر 2024) عملية برية وصفتها بالمحدودة في الجنوب اللبناني، حيث توغلت قواتها في بعض البلدات الحدودية.
من ناحية أخرى دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الدول العربية والإسلامية المجتمعة في الرياض الاثنين المقبل، إلى الاضطلاع بواجبها ومسؤوليتها تجاه مدينة القدس المحتلة التي تتعرض لحملة تهويد إسرائيلية ممنهجة.
وكانت السعودية دعت في 30 أكتوبر الماضي إلى عقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في المملكة في 11 نوفمبر 2024، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، هارون ناصر الدين، في بيان: «إنه آن الأوان أن تتحمل الدول الإسلامية مسؤولياتها الدينية والسياسية تجاه المدينة المقدسة، التي تتعرض لحملة تهويد واسعة من قبل حكومة الاحتلال (الإسرائيلية) المتطرفة».
وأضاف ناصر الدين أن «الدول الإسلامية تمتلك الإمكانات اللازمة للضغط على دول العالم من أجل كبح الاحتلال الإسرائيلي ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية».
وشدد على ضرورة تنفيذ ما صدر عن القمم الإسلامية السابقة، والتي رفضت أي تغيير في واقع مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن «الاعتداءات المتصاعدة من قبل المستوطنين في المسجد الأقصى، وعمليات الهدم في القدس، خاصة في بلدة سلوان، تؤكد نهج الاحتلال التهويدي ومطامعه في السيطرة الكاملة على المدينة المقدسة».
وبالتزامن مع الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
من ناحية أخرى استشهد أمس السبت شاب فلسطيني وأصيب اثنان آخران برصاص الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عقابا بمدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، في حين اعتقل 18 مواطنا على الأقل من الضفة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد أدهم زايد عزت المصري برصاص قوات الاحتلال عقب محاصرة منزل ذويه في بلدة عقابا فجر أمس السبت، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثمانه.
وأصيب مواطن يبلغ من العمر (50 عاما) بالرصاص الحي في الصدر نقل على إثرها إلى المستشفى، ووصفت إصابته بالحرجة، وآخر يبلغ من العمر (49 عاما) برضوض جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام بلدة عقابا وحصار منزل فيها قصفه صباح أمس بقذيفة «إنيرجا» مضادة للدبابات.
وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بعدد من الآليات العسكرية برفقة جرافة من حاجزي الحمرا وتياسير شرقي المدينة لتحاصر منازل عدة وتعتقل عددا من الفلسطينيين، وقد اندلعت على إثر ذلك اشتباكات مسلحة داخل البلدة.
من جهتها، قالت قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها يخوضون معارك ضارية مع القوات الإسرائيلية في محيط المنزل المحاصر بعقابا، ويمطرون قوات المشاة وتمركزات القناصة بزخات من الرصاص.
ومن جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجمعة والسبت 18 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم سيدة أفرج عنها لاحقا.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين أن عمليات الاعتقال توزعت على أغلبية محافظات الضفة، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني مع عشرات المواطنين، وتحديدا في بلدة الطبقة بالخليل، رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا بلغت أكثر من 11 ألفا و600 مواطن من الضفة، بما فيها القدس.
علما بأن الاحتلال يواصل تنفيذ حملات الاعتقال في الضفة التي ترافقها عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم بشكل غير مسبوق، ولم يستثن الاحتلال خلال حملات الاعتقال المرضى والجرحى وكبار السن.
من جهة أخرى وسط تصاعد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريباً، حذر تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة، السبت، من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة.
ونبّهت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها من أن «احتمال حدوث المجاعة وشيك وكبير، بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة».
كما جاء في التقرير: «ربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في وقت قريب»، وفق فرانس برس.
يأتي ذلك بعدما توقعت اللجنة في 17 أكتوبر أن يصل عدد الأشخاص في غزة الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي بمستوى «كارثي» إلى 345 ألف شخص، أو 16 في المئة من السكان بين نوفمبر وأبريل 2025.
وصنف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ذلك على أنه المرحلة الخامسة من التصنيف - وهو الوضع الذي «تظهر فيه بوضوح (حالات) المجاعة والموت والعوز ومستويات سوء التغذية الحاد الحرجة للغاية».
كما أفادت اللجنة أنه منذ ذلك التقرير، ساءت الظروف في شمال غزة، مع انهيار أنظمة الغذاء، وانخفاض المساعدات الإنسانية، وظروف المياه والصرف الصحي والنظافة الحرجة، مضيفة: «ومن ثم، يمكننا أن نفترض أن المجاعة وسوء التغذية والوفيات الزائدة بسبب سوء التغذية والمرض، تتزايد بسرعة في هذه المناطق».
وبحسب التقرير، فإن شحنات المساعدات المسموح لها بدخول قطاع غزة أصبحت الآن أقل من أي وقت مضى منذ أكتوبر 2023. ويستمر تدهور الوصول إلى الغذاء، مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية في السوق السوداء.
كذلك ارتفع غاز الطهي بنسبة 2612 في المئة، والديزل 1315 في المئة، والخشب 250 في المئة.
وأشار التنبيه إلى أنه «بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير ومتزايد، كان هناك انهيار كامل لسبل العيش بحيث لا يمكن شراء أو مقايضة الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى».
في حين أعربت اللجنة عن قلقها من قرار إسرائيل الشهر الماضي قطع علاقاتها مع الأونروا، محذرة من «عواقب وخيمة للغاية على العمليات الإنسانية».
يذكر أنه منذ السادس من أكتوبر، ينفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً وبرياً في شمال غزة، خصوصاً في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، لمنع عناصر حماس من إعادة رص صفوفهم، وفق قوله.