«وكالات» : أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية، الأربعاء، فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، ليصبح الرئيس رقم 47 بالبيت الأبيض. وبالأرقام، فقد حصل ترامب على 277 صوتاً بالمجمع الانتخابي، فيما حصلت منافسته الديمقراطية كامالا هاريس على 226 صوتا.
وقبلها، أعلنت محطة «فوكس نيوز» Fox News، باكراً صباح الأربعاء، فوز المرشح الجمهوري ترامب في الانتخابات الرئاسية، لتكون وسيلة الإعلام الأمريكية الكبرى الوحيدة التي تعلن ذلك، بعد توقع فوزه في ولايتي بنسيلفانيا وويسكنسن الأساسيتين.
وكتبت «فوكس نيوز» في الصفحة الرئيسية على موقعها الإلكتروني «انتخاب دونالد ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة».
وفاز ترامب بولاية بنسلفانيا الحاسمة التي تمنحه 19 صوتا في المجلس الانتخابي والتي كانت فيها المنافسة مع كامالا هاريس على أشدها، وفق توقعات شبكتي «سي إن إن» و»إن بي سي» الأمريكيتين.
وكان ترامب فاز بهذه الولاية بفارق ضئيل عام 2016، فيما فاز بها جو بايدن بفارق ضئيل عام 2020. ومع خسارتها هذه الولاية التي اختتمت فيها حملتها الانتخابية، تراجعت حظوظ هاريس في الوصول إلى البيت الأبيض.
وحقق المرشح الجمهوري دونالد ترامب إنجازاً تاريخياً، بفوزه بسباق الرئاسة الأمريكية، حيث أصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد تخطيه حاجز الـ270 صوتاً بالمجمع الانتخابي.
وبفوز ترامب، فقد أصبح أول رئيس يفوز بولايتين غير متعاقبتين في أكثر من 100 عام.
كما أن ولاية ترامب، البالغ من العمر 78 عاما، الرئاسية السابقة شهدت أول مساءلة مرتين لرئيس في المنصب، كما أنه أول رئيس سابق يدان بتهمة جنائية.
وشهد السباق نحو البيت الأبيض أحداثا غير مسبوقة، إذ تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحب الرئيس جو بايدن فجأة لتدخل نائبته كامالا هاريس المنافسة، فيما تم إنفاق مليارات الدولارات خلال شهور من الحملات الانتخابية المحمومة.
وسبق أن زعم ترامب -دون دليل- فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2020 أمام بايدن، وهاجم مؤيدوه مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير 2021.
وقال ترامب : «نفوز في كل الولايات المتأرجحة، وسنصل إلى 315 صوتا بالمجمع الانتخابي»، مشدداً على أنه فاز في التصويت الشعبي وفي الولايات المتأرجحة.
وقال ترامب: «سيطرنا على مقاعد مجلس الشيوخ في الولايات المتأرجحة.. سنحتفل بالسيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب».
وبعد تهنئة نائب الرئيس دي فانس، قال ترامب: «سنحقق إنجازات عظيمة لبلدنا».
وكرر ترامب حديثه عن إغلاق الحدود بالقول: «سنغلق الحدود ولن نسمح باستمرار الهجرة غير الشرعية.. سنعيد المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم».
وقال ترامب: سنقلب الأمور في أميركا رأسا على عقب، وسنفعل ذلك بسرعة، مؤكداً أن «الأمريكيين استعادوا السيطرة على بلدهم.. كل فئات المجتمع الأمريكي صوتوا لي».
وأضاف: «سأجعل الجيش الأمريكي قويا وسأوقف الحروب.. سنحقق النجاح معا، وكانت رئاستي الأولى كذلك».
وقبل كلمة ترامب، هنأ رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون «الرئيس المنتخب»، بعدما تفردت فوكس نيوز بإعلان فوز ترامب رغم عدم حسم الشبكات الأخرى نتيجة السباق. وقال جونسون «دونالد ترامب هو الآن رئيسنا المنتخب الذي اختاره الشعب الأمريكي لفترة مثل هذه الفترة».
وكان ترامب انتقد بشدة المليارات التي تنفق في الحرب في أوكرانيا، وعد بحل هذا النزاع حتى قبل أداء القسم، وهو احتمال يثير قلقا لدى كييف.
وأكد قطب العقارات أيضا أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط، بدون أن يوضح كيفية القيام بذلك.
وتعهد الجمهوري المعروف بتشككه في قضايا المناخ، وقف اتفاق باريس حول المناخ والتنقيب عن النفط «بأي ثمن».
بشأن الاقتصاد يريد ترامب «سرقة الوظائف من الدول الأخرى» من خلال التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية.
لكنه يبقى غامضا حين يتعلق الأمر بالحق في الإجهاض، والذي أضعفه إلى حد كبير قضاة المحكمة العليا الذين يفاخر بتعيينهم.
لكن بشأن هذا الملف كما في ملفات أخرى، فإن طباع الرئيس السبعيني والتي لا يمكن توقعها تغذي كل التكهنات.
من جهة أخرى لم تظهر تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المستقبلية، مع استثناء واحد لافت هو أنه أعلن أنه سيوكل مسؤولية كبرى للملياردير إيلون ماسك الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.
من ناحية أخرى «نتيجة مزلزلة» و»كارثة وجودية للديمقراطيين»... تعددت التوصيفات، الأربعاء، عبر الصحف الأوروبية التي حاولت تحليل فوز الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في السباق إلى البيت الأبيض.
كتبت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أن «ترامب لديه تفويض لإصلاح الولايات المتحدة بطريقة راديكالية للغاية. لن يكون هناك عودة إلى الوراء بعد النتيجة المزلزلة للانتخابات الأمريكية عام 2024»، مقدرةً أن «إعادة انتخاب ترامب تشكل كارثة وجودية للديمقراطيين» من شأنها «تغيير قواعد اللعبة بالنسبة لحلفاء أميركا».
واعتبرت الصحيفة أنه لو انسحب الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن «قبل ستة أشهر، لكان لدى الديمقراطيين وقت أطول لاختيار مرشح أفضل من هاريس. لقد أظهرت الأخيرة أداء يمكن وصفه في أحسن الأحوال بأنه متواضع عندما انتقل البحث إلى الاقتصاد، وهو موضوع بذلت قصارى جهدها لتجنبه».
واعتبرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية من جانبها أن «حزب هاريس أخطأ في تقدير الفارق في الحماسة (بين أنصار الحزبين المتنافسين) وبالغ في تقدير موقفه على الأرض. ويبدو أن هذه الثقة بحماسة النساء لصالح هاريس كانت في غير محلها»، مذكّرة «بأن وضعا مماثلا حدث مع هيلاري كلينتون في عام 2016».
ورأت الصحيفة البريطانية «ذي تلغراف» أن «هاريس قادت أسوأ حملة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث»، قائلة إن «نائبة الرئيس لا يمكنها أن تلوم إلا نفسها». وأشارت إلى أن «العرض الذي قدّمته للشعب الأمريكي كان فارغ المضمون تماما وقام على أساس: أي شخص إلا ترامب».
وفي فرنسا، وصفت صحيفة «لوموند» دونالد ترامب في افتتاحيتها بأنه «عائد (إلى السلطة) مدفوعا بغريزته السياسية ورغبته في الانتقام»، معتبرة أن «الملياردير الجمهوري حقق عودة تاريخية إلى القضايا التاريخية في سن 78 عاما، رغم انتكاساته القانونية وطروحاته المتهورة».
أما في إسبانيا فكتبت صحيفة «إل باييس» اليسارية أن فوز ترامب مرده إلى «طريقة عدوانية وذكورية وخالية من العقد في التفاعل مع الآخرين، تحل فيها الإهانات الفظة أو الألقاب الجارحة محل الحجج». وأضافت أن «الفائز هو الوحش الموجود داخلنا جميعا».
ورأت الصحيفة أن ترامب «نجح في تحديد هذه الغرائز الأساسية، وتمثيلها في شخصه، وتغذية تعطشه للانتقام، وتوليد أقوى آلة من المعتقدات والمعلومات والمشاعر الكاذبة في تعبئة انتخابية غير مسبوقة».
كتبت صحيفة «تريبون دو جنيف» السويسرية في افتتاحيتها «بسبب ضياعهم في خليط التقدمية المنفتحة على كل الاتجاهات، بما يشمل الفئات الأكثر تجذرا في الأقليات أو الأكثر طائفية، خسر الديمقراطيون الاشتراكيون، بالمعنى الواسع للمصطلح، ما كان سبب قوتهم: أي الشعبية».
كما اعتبرت صحيفة «نويه تسورخر تسايتونغ» اليومية الناطقة بالألمانية في سويسرا، أن «الأمريكيين قاموا برهان محفوف بالمخاطر بانتخاب ترامب للبيت الأبيض، وهو أمر لا يمكن التنبؤ به».
وأضافت: «من المؤكد أن الضوابط والتوازنات التي ينص عليها الدستور الأمريكي تنطبق أيضا على ترامب، لكن من المحتمل أن يتجاهلها الجمهوري ويسبب الفوضى في واشنطن وعلى الساحة الدولية».
في بولندا، كتبت صحيفة «جيتشوسبوليتا» أن «المشكلة الأكبر، من وجهة نظرنا، هي أن أوروبا غير مستعدة تماما لترامب. ليس ثمة زعيم في أوروبا في الوقت الحالي قادرا على أخذ زمام المبادرة في المجتمع الغربي... تمر فرنسا وألمانيا بأزمة سياسية خطيرة».
وتابعت: «على أوروبا أن تؤدي واجبها بسرعة كبيرة على صعيد قيادة الغرب، قبل أن يتولى المسؤولية شخص مثل (رئيس الوزراء المجري) فيكتور أوربان أو (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين نفسه».
وفي ألمانيا، رأت صحيفة «دير شبيغل» أن «انتصار ترامب يشكل نقطة تحول سياسية، ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل للعالم أجمع أيضا».
وكتبت: «من المتوقع حدوث تغييرات هائلة في السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية، والتي من المرجح أن يكون لها تداعيات سلبية، خصوصا بالنسبة للأوروبيين. يرى ترامب العالم بمثابة غابة لا ينطبق فيها إلا قانون الأقوى».