«وكالات» : يختار الناخبون الأمريكيون، رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في نهاية حملة زاخرة بالأحداث والتوتر.
وقد فتحت مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية الأمريكية على الساحل الشرقي من البلاد. وسيصوت ملايين الأشخاص لتضاف أصواتهم إلى أكثر من 80 مليون بطاقة اقتراع تم الإدلاء بها في الاقتراع المبكر أو عبر بالبريد.
ومن المستحيل معرفة ما إذا كان صدور النتيجة سيستغرق ساعات أو أياما لتحديد هوية الفائز بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس البالغة 60 عاما، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب البالغ 78 عاما، المختلفين تماما إن على صعيد الشخصية أو الرؤية السياسية.
وقالت المرشّحة الديمقراطية، ليل الاثنين، في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إن «هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ».
وتعهد ترامب الثلاثاء في ولاية ميشيغان المتأرجحة «قيادة الولايات المتحدة والعالم» نحو «قمم مجد جديدة».
ومهما تكن هوية الفائز، ستكون النتيجة غير مسبوقة.
فإما أن ينتخب الأمريكيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.
وتظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديموقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عددا كافيا من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخبا كبيرا من أصل 538 الضرورية للفوز.
وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في «جامعة هاورد» في واشنطن المخصصة للطلاب السود عموما، والتي تلقت دروسها العليا فيها.
أما دونالد ترامب فسيكون في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث مقر إقامته.
وبذلك تختتم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال وانسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحل مكانه كامالا هاريس.
لكن لا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع.
وقد انخرط المعسكران من الآن في عشرات الشكاوى القضائية فيما يخشى أميركي من كل ثلاثة اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع.
وقد أحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع مراقبة بمسيّرات وقناصة على الأسطح.
وتابع موظفون معنيون بالانتخابات تدريبات شملت خصوصا كيفية التحصن في قاعة أو استخدام عبوات مكافحة الحريق لصد مهاجمين محتملين.
وعمدت ثلاث ولايات على الأقل هي واشنطن ونيفادا وأوريغن إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي. وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر.
وفي العاصمة الفدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديد في محيط البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير جدا من المتاجر في وسط المدينة ألواحا خشبية لحماية الواجهات.
فمشاهد وصور السادس من يناير 2021 لا تزال راسخة في الأذهان عندما هاجم مناصرون لترامب مقر الكونغرس الأمريكي لمنع المصادقة على النتائج.
من جهة أخرى ال المرشح الجمهوري إن «نتائج التصويت المبكر تظهر تقدمنا»، مشدداً على أن السباق الانتخابي محتدم وكل صوت سيصنع فارقا.
ووعد ترامب «بقيادة الولايات المتحدة والعالم» نحو «قمم جديدة».
وقال للحشود في غراند رابيدز في ولاية ميشيغن المتأرجحة: «بتصويتكم يمكننا حل كل مشكلة تواجهها بلادنا وقيادة الولايات المتحدة لا بل العالم نحو قمم مجد جديدة».
وأضاف بالقول: «علينا الاهتمام بملف الهجرة ومنع دخول المجرمين والإرهابيين لبلادنا».
ودعا المرشح الجمهوري إلى فرض عقوبة الإعدام على المهاجرين الذين يقتلون مواطنين أميركيين أو عناصر من الشرطة.
وفي حديثه في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات المتأرجحة، أعرب ترامب عن استيائه مرة أخرى من تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، واقترح أن يتصارع الرياضيون من «جامعة ولاية بنسلفانيا» معهم. وقال: «هؤلاء الشباب من ولاية بنسلفانيا، أردتهم أن يتصارعوا مع المهاجرين.»
وفي وقت لاحق دعا إلى أشد العقوبات على المهاجرين الذين يقتلون مواطنين أميركيين أو عناصر من الشرطة.
يُذكر أن ترامب -78 عاما- جعل من تقييد الهجرة غير القانونية أحد القضايا المحورية في حملته الانتخابية، حيث صور المهاجرين مرارا كأعداء للولايات المتحدة.
من جهتها قالت نائبة الرئيس: «لدينا الفرصة لأن نطوي أخيرا صفحة عقد من مشروع سياسي قاده الخوف والانقسام»، في إشارة إلى منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي لم تسمّه.
وقبلها، أعلنت حملة هاريس الاثنين أنّ صدور النتائج النهائية للانتخابات المقررة الثلاثاء قد يستغرق «أياما عدة»، محذّرة معسكر المرشّح الجمهوري ترامب من أيّ محاولة «لنشر الفوضى» عبر التشكيك بنزاهة الانتخابات.
وتجري الانتخابات يوم الثلاثاء في سائر أنحاء الولايات المتّحدة، لكنّ أكثر من 75 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم مسبقا سواء عبر البريد أو في مراكز الاقتراع، لا سيّما في الولايات السبع المتأرجحة التي ستحسم هوية من سيجلس في المكتب البيضاوي في 20 يناير.
والاثنين، قالت جين أومالي ديلون، رئيسة حملة هاريس، خلال مؤتمر عبر الهاتف إنّ «بطاقات اقتراع جديدة سيستمر فرزها بعد أيام عدة من الانتخابات. حتما هذا ليس دليلا على تزوير، إنّه بكل بساطة طريقة سير الأمور».
وأضافت: «نعتقد أنّ هذا السباق سيكون متقاربا بشكل لا يصدق، ما يعني أنّه من الممكن أن لا نعرف نتائج هذه الانتخابات قبل أيام عدّة».
وأوضحت أنّه فيما خصّ النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجحة السبع (جورجيا ونورث كارولاينا ونيفادا وأريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن) فستبدأ بالصدور تباعا اعتبارا من «وقت متأخر من ليل» الثلاثاء-الأربعاء، وحتى الثامن أو ربما التاسع من نوفمبر الجاري في نيفادا وبنسلفانيا، الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد والأكثر أهمية على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية.
ويواصل معسكر المرشح الجمهوري اتهام الديمقراطيين بالضلوع في عمليات «تزوير» و»غش» في العملية الانتخابية في ولايات رئيسية، في حين يخشى معسكر المرشحة الديمقراطية من أن يسارع ترامب إلى التشكيك بأيّ فوز محتمل لهاريس وإعلان فوزه بالرئاسة خلافا للواقع.
بدورها، حذّرت دانا ريموس، كبيرة مستشاري حملة هاريس، من أنّه «لا يمكننا أن نسمح لترامب، ونحن لن نسمح له، بأن يشوّه سمعة الانتخابات أو مؤسساتنا عبر محاولاته المتكرّرة لزرع الفوضى والشكّ».
وأضافت «على الرّغم من كلّ الضجيج الذي يثيره الجمهوريون في سبيل تقويض الانتخابات والزعم بحصول عمليات تزوير، فإنّ التصويت أصبح الآن أسهل وأكثر أمانا من أيّ وقت مضى في كلّ الولايات المتأرجحة تقريبا منذ الإصلاحات التي أقرّيناها بعد العام 2020».