«وكالات» : وسط تصعيد إسرائيلي مستمر على الجنوب اللبناني، أعلن الجيش الإسرائيلي قتل القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله، رياض رضا غزاوي، وفق ما نقلت رويترز.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 30 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، مقتل نائب قائد قوة الرضوان مصطفى أحمد شهدي بغارة على النبطية.
كما أعلن في 11 أكتوبر، مقتل قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات، ضمن وحدة الرضوان أيضا، غريب الشجاع في غارة جوية.
وفي سبتمبر الماضي قتل إبراهيم عقيل، قائد تلك الوحدة، التي تعتبر «وحدة النخبة لدى الحزب» بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ونشأت «قوة الرضوان» بعد الحرب الإسرائيلية في لبنان سنة 2006. كما تعرف أيضا بقوات الحاج «رضوان»، وتوصف بأنها «قوات النخبة» في حزب الله.
كما حملت الاسم الحركي لمؤسسها عماد مغنية بعد اغتياله عام 2008.
وشاركت في تدريبات عسكرية علنية جرت في مايو 2023، حاكت من خلالها عمليات التسلل إلى إسرائيل.
إلى ذلك، تمتلك «قوة الرضوان» ترسانة من الصواريخ وغيرها من الأسلحة، وتضم في صفوفها بضعة آلاف من المقاتلين.
أما أبرز مهامها فالتسلل إلى إسرائيل وخاصة المستوطنات في الشمال.
فيما تخشى بعض الأوساط الإسرائيلية من أن تجتاح تلك القوة الجليل في حال وقوع حرب شاملة.
من جهة أخرى بعد الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا «فتح» و»حماس»، برعاية القاهرة على إنشاء لجنة «الإسناد المجتمعي»، التي ستوكل إليها مهمة إدارة شؤون قطاع غزة، كشف مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعض التفاصيل عن اللجنة ومهامها.
وقال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية، إن فكرة اللجنة طرحت لمحاولة تجاوز الوضع القائم وتقديم حلول لإدارة القطاع.
كما أوضح أن قرار تشكيلها سيصدر عن الرئيس الفلسطيني، وستكون تحت إشراف الحكومة الفلسطينية وتعمل على تنفيذ برامج وسياسات الحكومة في غزة سواء من حيث إعادة الإعمار ولو بشكل جزئي إضافة إلى العمل في ملف المساعدات من حيث الإشراف على وصولها إلى المواطنين.
أما عن الأسماء التي ستضمها، فلفت إلى أنه حتى الساعة لم تطرح أسماء بعينها، ولم يتبلور شيء بخصوص عدد أفرادها أو تفاصيل تشكيلها، لكن بشكل عام ستضم كفاءات وطنية يختارها الرئيس الفلسطيني بنفسه، من دون إملاءات أو ضغوط من أحد.
كما أكد أنها لن تضم عناصر من حماس. وأردف أن ميزانية اللجنة وإدارتها ستكون تابعة للحكومة وتحت إشراف السلطة الفلسطينية.
هذا ونفى ما نقل عن مصادر مسؤولة حول طلب فتح إجراء تعديل على الحكومة ونشر في بعض المواقع الإخبارية، مؤكداً ألا نية من الأساس لإجراء تعديل وزاري، حيث توجد حالياً حكومة تكنوقراط تضم كفاءات.
وكان مصدر أمني مصري مسؤول أعلن السبت الماضي أن حركتي فتح وحماس أبدتا خلال مفاوضاتهما في القاهرة مزيدا من المرونة والإيجابية تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة.
يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصل أمس الاثنين إلى مصر للمشاركة في أعمال المنتدى الحضري العالمي ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وسيبحث اللقاء بحسب مصدر مسؤول، حشد الجهود من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة المتصلة جغرافياً والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
من ناحية أخرى ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم أمس الاثنين أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية إنشاء وحدات مضادة للدبابات باستخدام أسلحة استولى عليها من مواقع حزب الله في جنوب لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن «الجيش الإسرائيلي استولى على عشرات الآلاف من صواريخ كورنيت وألماس المضادة للدبابات»، والتي تعادل الصواريخ التي تنتجها شركة تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية رافائيل.
وأضافت أن عشرات الشاحنات حملت الأسلحة من قرى في جنوب لبنان إلى إسرائيل، بعد أن كان الجيش يفكر بتفجير تلك الأسلحة.
وقالت إن لصواريخ كورنيت وألماس التي استولى عليها الجيش في جنوب لبنان «أهمية عملياتية» لإسرائيل، بحسب وصفها.
وأشارت إلى أن إمكانية إنشاء وحدات مضادة للدبابات باستخدام أسلحة حزب الله تأتي في إطار «تاريخ الجيش الإسرائيلي باستخدام غنائم الحروب»، وفق وصفها.
ووسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الحرب على لبنان لتشمل معظم المناطق بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه بنهاية الشهر ذاته.
ويعلن حزب الله يوميا عن تصديه لقوات الجيش الإسرائيلي في قرى الجنوب، واستهداف وقتل عشرات الجنود، في حين اعترفت إسرائيل بمقتل 37 عسكريا منذ بدء العملية البرية في لبنان.
من جهة أخرى قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 4 أشخاص قتلوا بغارة إسرائيلية شرقي البلاد، وأعلن حزب الله أنه قصف وحدة مراقبة جوية و4 مستوطنات شمالي إسرائيل، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال قائد ميداني في الحزب واعتراض مسيّرات.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية -أمس الاثنين- مقتل 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين بجروح إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة مشغرة بقضاء البقاع الغربي في محافظة البقاع شرقي البلاد.
وقالت مصادر إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات صباح أمس الاثنين على بلدتي صديقين وزوطر الشرقية في جنوب لبنان.
كما شن الجيش الإسرائيلي غارات على بلدتي القليلة وعين بعال، ومحيط بلدات ياطر ورشكنانيه وجبشيت في جنوب البلاد أيضا.
في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق نحو 60 صاروخا باتجاه الجليلين الأعلى والغربي منذ صباح أمس الاثنين.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت في وقت سابق برصد إطلاق ما لا يقل عن 25 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق ما بين 20 إلى 30 صاروخا في الدفعة الأخيرة من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت بعضها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي -أمس الاثنين- اعتراض 4 طائرات مسيّرة انطلقت من لبنان والشرق باتجاه مرتفعات الجولان السورية المحتلة وشمال إسرائيل، تزامنا مع انطلاق صفارات الإنذار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اعترض هدفا جويا مشبوها عبر من الشرق تسبب في تفعيل الإنذار في جنوب الجولان. كذلك قال إنه اعترض هدفا مشبوها آخر كان في طريقه نحو الأراضي الإسرائيلية وأطلق من الشرق
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم اعتراض 4 مسيرات أطلقت من لبنان والشرق باتجاه شمال إسرائيل خلال نصف ساعة.
كما أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار بشكل متواصل في جنوب الجولان بعد رصد تسلل مسيرة.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إنه تم تفعيل صفارات الإنذار في روش بينا وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ.
من جهتها، أفادت مراسلة الجزيرة بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل.
كما أكدت انفجار صواريخ اعتراضية في أجواء قرى حدودية من جنوب لبنان.
وفي السياق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نحو 120 ألف إسرائيلي في الملاجئ بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه شمال إسرائيل.
وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإطلاق صفارات الإنذار في مناطق رأس الناقورة ونهاريا وعكا عقب رصد إطلاق صواريخ.
كما أفادت بلدية مدينة نهاريا برصد عمليات اعتراض في سماء المدينة.
وبسبب قرب المدينة من الحدود اللبنانية، صارت نهاريا عرضة لصواريخ حزب الله اللبناني لوقوعها ضمن أهداف عملياته التي أعلنها ضد «أهداف إسرائيلية في الجليل الأعلى والجليل الغربي وتلال كفر شوبا”.
من جانبه، قال حزب الله -أمس الاثنين- إن مقاتليه قصفوا منطقة الكريوت شمالي مدينة حيفا المحتلة برشقة صاروخية، كما استهدفوا مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية كبيرة.
وقال الحزب إنه قصف بدفعات صواريخ وحدة مراقبة جوية و4 مستوطنات شمالي إسرائيل.
كذلك قال -في سلسلة بيانات عبر منصة تلغرام- إن مقاتليه قصفوا وحدة المراقبة الجوية بقاعدة ميرون برشقة صاروخية.
واستهدفوا بدفعات من الصواريخ مستوطنات شاعل وحتسور ودلتون وإييليت هشاحر، بعد إنذار وجهه الحزب لإخلاء مستوطنات شمال إسرائيل.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -بينها حزب الله- بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسّعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا لجنوبه.
ويوميا يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقارّ استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات. وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية لديها تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وخلف التصعيد الإسرائيلي في لبنان 2897 قتيلا و13 ألفا و150 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مع نزوح نحو 1.4 مليون شخص، معظمهم منذ بدء العمليات الموسعة، وفق البيانات اللبنانية.
من جانب آخر كشفت «يديعوت أحرونوت» عن خطورة الأزمة الحادة التي تواجه الجيش الإسرائيلي في تجنيد العدد الكافي من العناصر للالتحاق بصفوفه، في ظل انخراطه في حروب على جبهات متعددة.
وسلطت الصحيفة الإسرائيلية الضوء على استنكاف فئة اليهود الأرثوذكس (الحريديم) عن الخدمة العسكرية، ومحاولات سن قانون جديد بالكنيست يكرس إعفاءهم منها، فضلا عن اتساع حجم التهرب منها، والإعفاءات الطبية الممنوحة للمرشحين لها.
وأكد محلل الشؤون العسكرية للصحيفة يوسي يهوشع أن التقديرات العسكرية تشير إلى أن الجيش يحتاج على وجه السرعة إلى 7 آلاف جندي، لكنه يجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى هذا العدد.
وأشار إلى أن «الجيش يسعى لتجنيد نحو 3 آلاف من الحريديم (اليهود المتشددين دينيًا) وذلك منذ أغسطس الماضي، إلا أن الإحصاءات الفعلية تكشف أن هذه الخطط تواجه تعثراً واضحاً».
ويمضي يهوشع في تفصيل حقيقة الأزمة التي يواجهها الجيش، ويقول «توضح البيانات أن العدد المستهدف قد لا يتحقق بسهولة، إذ سجل العام الماضي تجنيد 1200 من الحريديم فقط من أصل حوالي 13 ألف مرشح للخدمة العسكرية».
وأضاف المحلل العسكري «ومع ارتفاع الطلب على قوات إضافية، أصدر الجيش الصيف الماضي 3 آلاف دعوة تجنيد للحريديم، توزعت على عدة فئات عمرية وجرى تقسيم الدعوات على الفئات التالية: حوالي نصفها وُجهت للحريديم تحت سن 21، في حين وجهت 40 في المئة من الدعوات على متلقين حتى سن 23، والباقي للمؤهلين حتى سن الإعفاء من الخدمة العسكرية. ومع ذلك، لم يحضر للتجنيد سوى 240 فردًا، أي ما يعادل حوالي 8 في المئة فقط من الذين تم استدعاؤهم».
ولكن الإحصاءات على نطاق أوسع تشي بما هو أخطر، حسب يهوشع، فـ»البيانات واضحة: في السنوات الأخيرة، 33 في المئة أي واحد من كل ثلاثة مطلوب منهم التجنيد (باستثناء الجمهور العربي) لم يصلوا إلى الخدمة العسكرية، كما أن 15% تسربوا أثناء خدمتهم ولم يدخلوا مجموعة الاحتياط على الإطلاق، بينما قفز عدد المستفيدين من الإعفاء الطبي والصحة العقلية من 4 في المئة إلى 8 في المئة. أما أثناء الخدمة، فإن هذا العذر هو الأكثر شيوعا في حالات التسريح من الخدمة».