«وكالات» : أصدر رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، مساء الأحد، قرارا بإنهاء تكليف وزير الخارجية حسين عوض، والإعلام جراهام عبد القادر، والأوقاف أسامة أحمد، وتعيين بدلاء عنهم.
وقال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان أصدر قرارا باعتماد قرار مجلس الوزراء الانتقالي، والقاضي بإنهاء تكليف حسين عوض علي محمد من مهام وزير الخارجية واعتماد تكليف علي يوسف الشريف بديلا له.
وفي 17 أبريل الماضي، عين البرهان، حسين عوض، وزيرا للخارجية خلفا لعلي الصادق.
كما أصدر البرهان، الأحد، قرارا بإنهاء تكليف وزير الثقافة والإعلام جراهام عبد القادر من مهامه، واعتماد تكليف خالد علي الأعيسر، بالإضافة إلى قرار بإنهاء تكليف وزير الأوقاف أسامة حسن محمد أحمد، واعتماد تكليف عمر بخيت بالمنصب ذاته، وفق المصدر نفسه.
وتأتي هذه التعديلات الوزارية في ظل حرب يخوضها الجيش السوداني بقيادة البرهان، ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ منتصف أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 11 مليون نازح ولاجئ، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين البشر إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
من ناحية أخرى قتل 13 شخصا بالرصاص في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة السودانية الأحد، في حين اتهمت شبكة أطباء السودان تلك القوات بقتل 15 شخصا في هجوم بشمال دارفور السبت.
وقال مصدر طبي -فضل عدم كشف هويته- إن 13 شخصا قتلوا نتيجة لإطلاق قوات الدعم السريع الرصاص على المدنيين في بلدة الهلالية، والتي تبعد 70 كيلومترا شمال ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت هذه الولاية الخاضعة للجيش شهدت في أكتوبر الماضي مقتل 124 شخصا ونزوح 120 ألفا آخرين على الأقل جراء هجمات لقوات الدعم السريع، بحسب الأمم المتحدة.
وأظهر تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية -استنادا إلى مصادر طبية وناشطين- مقتل 200 شخص على الأقل في ولاية الجزيرة الشهر الماضي، إذ صعّدت قوات الدعم السريع هجماتها هناك «بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه إلى الجيش».
وقد أفادت «لجان المقاومة»، وهي مجموعات مدنية، بأن قوات الدعم السريع حاصرت وهاجمت قريتين الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 124 شخصا وإصابة 200 آخرين.
وأثارت تلك الهجمات تنديدا من منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة كليمنتاين سلامي، التي قالت في بيان الأسبوع الماضي «لقد صدمت بشدة لتكرار انتهاكات حقوق الإنسان من النوع الذي شهدناه في دارفور العام الماضي، مثل الهجمات المستهدفة والعنف الجنسي والقتل الجماعي في ولاية الجزيرة».
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل في بيان «تلقينا تقارير فظيعة عن حالات اغتصاب وعنف جنسي، بالإضافة إلى احتجاز أطفال».
وقد قالت «شبكة أطباء السودان» في بيان، السبت، إن قوات الدعم السريع قتلت 15 شخصا، وأصابت 5 آخرين بمنطقة «برديك» بولاية شمال دارفور.
كما اتهمت الشبكة قوات الدعم السريع بنهب أدوية ومستلزمات طبية ومولدات الطاقة الكهربائية من مستشفى «الطندب» بولاية الجزيرة، وسط السودان.
ونشر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عبر حسابه على منصة إكس، مقطعا مصورا، قال إنه لحرق قوات الدعم السريع للقرى بولاية شمال دارفور، مضيفا أن هذه «جرائم تصنف تحت مسمى التطهير العرقي».
ونشرت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، كشفا قالت إنه «أوليا»، لقتلى وجرحى «مجزرة منطقة برديك، والقرى المجاورة لها في شمال مدينة كتم، بولاية شمال دارفور».
وفي وسط السودان، قال شهود عيان لمنصة «مؤتمر الجزيرة» المحلية إن «قوات الدعم السريع قتلت 19 مواطنا بقرية ود السيد، كما فارقت سيدة مسنة الحياة متأثرة بنزوحها سيرا على الأقدام، بينما تفرّق بقية مواطني القرية على دور إيواء النازحين في مدن حلفا الجديدة (شرق السودان) وشندي (شمالا)».
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو «حميدتي».
وقد خلفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 10 ملايين سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.