
«وكالات» : بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين تل أبيب وطهران، أعلنت إسرائيل بدء تنفيذ ضربات في إيران.
فقد صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فجر السبت أن الجيش «يهاجم أهدافاً عسكرية» في إيران، رداً على الهجمات الإيرانية على إسرائيل.
وقال المتحدث باللغة العربية أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس»، إن الجيش الإسرائيلي «يهاجم في هذه الأثناء بشكل موجه بدقة أهدافاً عسكرية في إيران وذلك رداً على الهجمات المتواصلة» لطهران ضد إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة.
كما أضاف أن الجيش الإسرائيلي «على أهبة الاستعداد هجومياً ودفاعياً حيث نتابع التطورات من إيران ووكلائها».
ولاحقاً أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن إيران وحلفاءها «في المنطقة لم يتوقفوا عن مهاجمة إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 - على 7 جبهات - بما في ذلك عبر هجمات انطلاقاً من الأراضي الإيرانية».
كما أردف أنه «من حق إسرائيل وواجبها أن ترد»، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي «على أهبة الاستعداد هجومياً ودفاعياً».
أتى ذلك بعدما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع «انفجارات قوية» قرب طهران ليل الجمعة السبت، مضيفاً أن «مصدرها غير واضح».
فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عدة عن سماع «دوي انفجارات مدوية» في العاصمة.
وأوردت وكالة «فارس» أن ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية غرب وجنوب غربي طهران.
في حين قالت وكالة «تسنيم» إن القواعد العسكرية في غرب أو جنوب غربي طهران لم تستهدف بأي صواريخ.
كما أضافت أن أصوات الانفجارات في غرب طهران ناجمة عن دفاعات جوية.
ولفتت إلى أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في 3 مناطق حول طهران.
إلى ذلك أفادت بأنه «لا توجد تقارير عن وقوع حرائق أو انفجارات في مصفاة طهران» للنفط جنوب العاصمة.
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الدفاعات الجوية السورية تصدت «لأهداف معادية» في سماء محيط دمشق فجر السبت.
وقالت إن «وسائط دفاعنا الجوية تتصدى لأهداف معادية في سماء محيط دمشق»، متحدثة عن «سماع دوي انفجارات في سماء محيط دمشق يجري التحقق من طبيعتها».
من جهته أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هناك دوي انفجارات في حمص ودمشق وريفها.
وبعد ساعات على الضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عدة في الداخل الإيراني فجر أمس السبت، عم الهدوء أرجاء العاصمة طهران حسب ما رصدته الكاميرات.
فقد بينت لقطات صباحية من قلب شوارع طهران نشاطا طبيعيا حيث بدت حركة سير المرور كعادتها، خلال توجه الإيرانيين إلى أعمالهم.
ولم تبين المشاهد أي تكدس أو ازدحام مروري يدل على ارتباك جراء الضربات الإسرائيلية.
بل بدت الحياة طبيعية كأي يوم عادي في العاصمة الإيرانية.
أتى ذلك، بعدما أعلنت إسرائيل بوقت سابق أمس أن أكثر من 100 طائرة ومسيرة شاركت في الهجمات التي طالت نحو 20 موقعا في إيران ، بينها مواقع صواريخ باليستية، وبطاريات دفاع جوية.
في حين أعلنت قيادة الدفاع الجوي الإيرانية أن الضربات الإسرائيلية طالت «نقاطا عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام.
إلا أنها أكدت أن «عمليات الاعتراض والمواجهة كانت ناجحة»، فيما اقتصرت الأضرار المادية المحدودة على بعض الأماكن»، حسب تعبيرها.
من جانبه أكد مصدر إيراني في تصريحات جديدة ألا صحة لضرب إسرائيل 20 هدفا في الداخل الإيراني، مشدداً على أن العدد أقل بكثير، وأن أي ضربة لم تطل موقعا عسكريا للحرس الثوري في العاصمة، وفق ما نقلت وكالة تسنيم.
إلى ذلك، كشف أن الهجمات الإسرائيلية تمت من خارج الأجواء الإيرانية، في إشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية لم تخترق أجواء البلاد.
جاءت هذه الضربات بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين البلدين، وردا على هجوم صاروخي إيراني كبير على إسرائيل في الأول من أكتوبر تم خلاله إطلاق حوالي 200 صاروخ اعترضت غالبيتها.
من جهة أخرى بعد الضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع عسكرية في إيران فجراً، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائيير لابيد محدوديتها.
واعتبر في تغريدة على حسابه في منصة إكس أمس السبت إن «قرار عدم مهاجمة أهداف استراتيجية واقتصادية إيرانية كان خاطئاً.»
كما أضاف «كان ينبغي أن نجعل طهران تدفع ثمناً باهظاً»، وفق قوله.
رغم ذلك، هنأ لابيد القوات الجوية الإسرائيلية، معتبرا أنها «أظهرت مرة أخرى قدرات تشغيلية على أعلى مستوى وتفوقاً ملحوظا».
وختم قائلا: «أعداء إسرائيل باتوا يعرفون أن الجيش الإسرائيلي قوي ويستطيع والوصول إلى أي مكان»، حسب تعبيره.
جاءت هذه التصريحات بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أمس أنه هاجم مواقع عسكرية في عدة مناطق إيرانية، مستهدفا بشكل «دقيق» منشآت لتصنيع الصواريخ والمسيرات، فضلا عن منظومات دفاعية وبطاريات.
فيما أكدت إيران أن الأضرار الناجمة عن الهجوم كانت محدودة. وأوضح الدفاع الجوي أن الضربات طالت محافظات طهران وعيلام (أو إيلام) فضلا عن الأهواز (خوزستان).
كما شدد على أن الدفاعات الجوية تمكنت من إحباط هذا الهجوم.
في حين حثت الولايات المتحدة السلطات الإيرانية على عدم الرد، والانزلاق في دوامة العنف والردود المتبادلة.
بالتزامن رأى العديد من الخبراء والمحللين أن الهجوم الإسرائيلي كان محدودا، بما لا يستدعي ردا مضادا.
يشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي هذا أتى بعد أسابيع من التهديدات المتبادلة بين البلدين، منذ الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مطلع الشهر الحالي، وتوعد تل أبيب برد مفاجئ وموجع.
بينما حضت واشنطن إسرائيل على تفادي ضرب المنشآت والمواقع النفطية والنووية الإيرانية.
من جهة أخرى بينما حثت الولايات المتحدة إيران على عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بالمتناسب والمحدد، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية عن إدانتها لتلك الضربات.
وأوضحت في بيان أمس السبت أن «من حقها وواجبها الدفاع عن نفسها».
كما أضافت أن هذا الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس منصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وشددت على أن الهجوم الإسرائيلي «انتهاك واضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصةً مبدأ منع التهديد أو استخدام القوة ضد وحدة وسيادة الدول».
إلى ذلك، أشارت إلى أنه «إيماناً منها بواجباتها تجاه السلام والأمن الإقليميين، تذكّر بالمسؤولية الفردية والجماعية لجميع دول المنطقة في حماية السلام والاستقرار الإقليمي».
هذا وأعربت عن تقديرها لدول المنطقة التي «شجبت وأدانت الاعتداء الإسرائيلي.
ولم يعط بيان الخارجية صورة واضحة عما إذا كانت إيران سترد أم لا، وسط توقعات من قبل العديد من المراقبين ألا ترد على هذا الهجوم الذي وصفوه بالمحدود، وغير الموجع، على عكس ما كانت لوحت به تل أبيب سابقا.