«وكالات» : اتفق الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والإيراني مسعود بزشكيان على أهمية الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية.
جاء ذلك خلال مباحثات مصرية إيرانية على هامش قمة تجمع البريكس المنعقدة بمدينة قازان في روسيا الاتحادية.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، تبادل الرئيسان وجهات النظر حول التطورات بالمنطقة، حيث أكد الرئيس المصري على أهمية نزع فتيل التوتر الإقليمي، وتفادي التصعيد غير المحسوب، الذي قد يدفع المنطقة برمتها إلى مواجهات خطيرة ذات تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي استعرض في ذات السياق الجهود والاتصالات المصرية المكثفة لمحاولة دفع مسار التهدئة والتوصل لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مؤكداً ضرورة حشد الجهود الدولية لحث جميع الأطراف على التعامل بإيجابية مع المساعي الرامية لاستعادة التهدئة بالمنطقة، بما يسمح بمعالجة الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في فلسطين ولبنان.
وفي سياق متصل، قال الرئيس المصري خلال كلمته في قمة البريكس التي تستضيفها مدينة قازان الروسية، أمس الأربعاء، إن مصر تؤمن إيمانا راسخا بأهمية تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين، إلا أن الأزمات المتعاقبة التي عصفت بالعالم، أوضحت بما لا يدع مجالا للشك، عجز النظام الدولي عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، فضلا عن حالة الاستقطاب والانتقائية التي أضحى النظام الدولي يتسم بها.
من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة قاعدة جوية، أمس الأربعاء، إن «الجميع سيدرك قوتنا بعد أن نهاجم إيران»، في إشارة إلى الرد المرتقب على موجة الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
وأضاف غالانت مخاطباً الطيارين والطاقم الفني في قاعدة حتسور الجوية المتخصصة في تشغيل المسيّرات والصواريخ الدفاعية والدوريات الجوية: «بعد أن نهاجم إيران، سيفهم الجميع ما فعلتموه في عملية الإعداد والتدريب. أي شخص كان يحلم قبل عام بضربنا وهزيمتنا، دفع ثمناً باهظاً ولم يعد لديه هذا الحلم».
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن «سلاح الجو لديه دور أساسي في هذا الأمر... من يحاول إيذاءنا سيتضرر، وهذا ينطبق أيضاً على إيران».
وأضاف: «نشارك في الحرب على الجبهات السبع وعلى كل هذه الجبهات الجيش الإسرائيلي موجود والقوات الجوية موجودة - غزة ولبنان ويهودا والسامرة (الضفة الغربية)، سوريا والعراق واليمن وإيران... اليوم لم يعد هذا حلماً بعد إزاحة (زعيم حركة حماس يحيى) السنوار وصف طويل آخر في القيادة، وكل ما يفعله الجيش الإسرائيلي هناك».
من ناحية أخرى فيما يستمر التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله في لبنان، قال شهود من رويترز إن إسرائيل بدأت، أمس الأربعاء، سلسلة ضربات على مدينة صور الساحلية اللبنانية التاريخية.
وأفادت تقارير أن إسرائيل شنت حتى الآن 6 غارات على مدينة صور في جنوب لبنان. وأظهرت لقطات سحب دخان تتصاعد من المدينة.
وفرّ مدنيون من صور، الأربعاء، عقب صدور دعوة من الجيش الإسرائيلي للسكان لإخلاء أجزاء كبيرة من المدينة التي تؤوي آلاف النازحين.
وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في صور، مرتضى مهنا، إن «الوضع سيئ جدا ونقوم بإجلاء السكان».
من جانبه، أفاد المسؤول الإعلامي في الوحدة، بلال قشمر، أن الكثير من الأشخاص يفرّون من المدينة باتّجاه الضواحي.
وعلق: «مدينة صور بكاملها يتم إخلاؤها»، مشيرا إلى أن السكان باشروا مغادرة المدينة فور صدور التحذير الإسرائيلي.
وقال «مدينة صور بكاملها يتم إخلاؤها»، مشيرا إلى أن السكان باشروا مغادرة المدينة فور صدور التحذير الإسرائيلي.
وأوضح أن نحو 14500 شخص كانوا لا يزالون في صور، الثلاثاء، بينهم آلاف النازحين من مناطق جنوبية أخرى.
وفي مدينة صيدا الواقعة إلى شمال صور، تراصت عشرات السيارات على الطريق السريع الذي يربط المدينتين الواقعتين في جنوب لبنان، محملة بعائلات مع أمتعتهم وحاجياتهم.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الوكالة اللبنانية الرسمية، أن «بعض العائلات التي لم تغادر مدينة صور في السابق بدأت بمغادرة منازلها، للابتعاد عن الأماكن التي هدد العدو الإسرائيلي باستهدافها».
وأفادت الوكالة أن فرق الدفاع المدني اللبناني عملت «على نقل المسنين والمواطنين الذين يعانون حالات صعبة إلى أماكن آمنة بعد التهديد الإسرائيلي لمدينة صور».
وقاد مسعفون سياراتهم في أرجاء المدينة، مطالبين السكان بالمغادرة عبر مكبرات الصوت.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان صور إخلاء مساكنهم قبل «عمل عسكري» ينوي القيام به ضد حزب الله.
ودعا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس» مرفقا رسالته بخريطة للمنطقة التي ينبغي الابتعاد عنها، السكان إلى «الابتعاد فوراً إلى خارج المنطقة المحددة بالأحمر والتوجه إلى شمال نهر الأولي». وأكد أن «كل من يتواجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته ووسائله القتالية يعرض حياته للخطر».
وإلى ذلك، ظهرت صور مباشرة لسقوط صاروخ في عكا، شمال إسرائيل، ما تسبب في أضرار مادية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أنه هاجم مواقع إنتاج وتخزين وسائل قتالية ومقرات قيادة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أفادت مصادر باختراق مسيرة الأجواء في الجليل الأعلى شمال إسرائيل.
وفي وقت سابق، أفادت مصادر، صباح أمس الأربعاء، بإطلاق صواريخ على تل أبيب ووسط إسرائيل، ما استدعى إغلاق مطار تل أبيب، فيما أعلن حزب الله قصف قاعدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب.
وأكدت المصادر اعتراض صاروخين في أجواء تل أبيب أطلقا من لبنان، مشيراً إلى إغلاق مطار تل أبيب بعد عملية الاعتراض.
وأضافت أن الصاروخين استهدفا قاعدة «رمات دافيد» في مرج بن عامر شمال إسرائيل، فيما سقطت صواريخ في مناطق مفتوحة شمال إسرائيل
وأوضح بيان صادر عن الحزب قصف «قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية». وسبق للحزب أن استهدف هذه القاعدة مرات عدة.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الأربعاء، سلسلة غارات استهدفت عددا من المناطق في جنوب لبنان وشرقه.
واستهدفت الغارات بلدات عربصاليم، وقانا، وصريفا، والطيبة، وأطراف بلدة البرغلية، وفرون، وسلعا، وبافليه، والخيام، وسهل الميدنة عند أطراف بلدة كفررمان الشرقية في جنوب لبنان.
وأغار الطيران الإسرائيلي، صباح الأربعاء، على بلدة لبايا في البقاع الغربي شرق لبنان. كما أغار على جبل أبو راشد بين البقاع الغربي ومنطقة جزين في جنوب لبنان. وفجر الأربعاء، تعرضت محلة الفيضة في بلدة يونين في البقاع شرق لبنان لغارة إسرائيلية.
يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر الماضي بشنّ غارات عنيفة على العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطالت الغارات العاصمة بيروت وجبل لبنان وشماله. ولا تزال الغارات مستمرة حتى اليوم. وبدأ الجيش الإسرائيلي في أول أكتوبر الحالي عملية برية مركزة في جنوب لبنان.
من جانب آخر قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الأربعاء، إنه لم ير أي دليل على وجود مخبأ نقود لجماعة حزب الله اللبنانية تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية لبيروت، مضيفاً أن واشنطن ستواصل العمل مع إسرائيل للحصول على معلومات متعمقة حول هذه المزاعم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال يوم الاثنين، إن حزب الله يخفي نقوداً وذهباً بمئات الملايين من الدولارات في مخبأ بُني أسفل مستشفى في بيروت، وأضاف أنه لن يضرب المنشأة في الوقت الذي يواصل فيه هجماته على الأصول المالية للجماعة.
وأضاف أوستن للصحافيين في روما أمس: «لم نر أي دليل على ذلك في هذه اللحظة. ولكن كما تعلمون، سنواصل التعاون مع نظرائنا الإسرائيليين للحصول على معلومات أفضل بشأن ما يبحثون عنه بالضبط».
من جهته، قال فادي علامة، النائب اللبناني عن حركة أمل ومدير مستشفى الساحل، لوكالة «رويترز» إن إسرائيل تروج لادعاءات كاذبة وافتراءات، ودعا الجيش اللبناني إلى زيارة المستشفى وإظهار أنه لا يوجد به سوى غرف عمليات ومرضى ومشرحة.
وفي تصريح بثه التلفزيون، ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، أن حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله، والذي قتلته إسرائيل الشهر الماضي، هو الذي أمر ببناء المخبأ المصمم للإقامة لفترات طويلة.
من ناحية أخرى قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أمس الأربعاء،، إن «لبنان لا يحتمل أنصاف الحلول الآن» وسط الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، مضيفاً أن «لبنان يتجه لمزيد من القتل والدمار والخراب».
وقال جعجع إنه حذر قبل أشهر من حرب قادمة في لبنان، وطالب ميقاتي بمصارحة حزب الله بذلك، مضيفاً: «لو كان الجيش اللبناني على الحدود لما هاجمت إسرائيل لبنان».
واعتبر أن المفهوم الذي يحمله رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نبيه بري عن القرار الأممي 1701 «مفهوم مجتزأ». وتابع: «الرئيسان بري وميقاتي لا يرغبان بالمطالبة بنزع سلاح حزب الله»، مضيفاً: «لا مجال ولا وقت لـ»التذاكي والمناورة» في تطبيق القرارات الدولية».
وتابع: «لا نسعى لاستمرار الحرب للقضاء على حزب الله كما يتهموننا.. قدمنا مبادرات لتجنب الحرب ولا يمكن اتهامنا بالرغبة في استمرارها».
في سياق آخر، كشف أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية، مضيفاً: «لن أرشح اسماً بعينه للرئاسة حتى لا يتم إسقاطه». وتابع في هذا السياق: «على بري عقد جلسة للبرلمان لاختيار رئيس وسنرى حينها من سيغيب.. هناك فريق على رأسه بري لا يريد انتخاب رئيس قبل وقف النار.. محور الممانعة يريد رئيسا للجمهورية وفقاً لرغباته».
وعن طرح اسم قائد الجيش الجنرال جوزيف عون للرئاسة، قال جعجع: «هناك اتجاه كبير بين الكتل السياسية لتعيين قائد الجيش رئيساً، لكنني أحتاج لمعرفة سياسته قبل التصويت له رئيساً».