«وكالات» : قال الكرملين، أمس الإثنين، إن المناورات النووية التي يجريها حلف شمال الأطلسي سنويا وبدأت أمس الاثنين تؤجج التوتر في ضوء «الحرب الملتهبة» الدائرة في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين، إنه يستحيل إجراء محادثات عن الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، وهو أمر أشارت واشنطن إلى أنها منفتحة عليه بسبب ضلوع قوى نووية غربية في الصراع مع روسيا بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وكان مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قال يوم الخميس إن التحالف العسكري سيبدأ تدريباته النووية السنوية، الإثنين، على خلفية التعليقات المتزايدة حول التسليح النووي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورات نووية سنوية، الإثنين،، بمشاركة نحو 2000 عسكري من 8 قواعد جوية على مدار الأسبوعين المقبلين.
وتشارك في مناورات «ستيدفاست نون» 60 طائرة حيث تقوم بطلعات تدريبية فوق غرب أوروبا، من بينها مقاتلات قادرة على نقل قنابل نووية أمريكية متمركزة في أوروبا وقاذفات بعيدة المدى، بالإضافة إلى طائرات للمراقبة وإعادة التزود بالوقود.
وتجرى المناورات هذا العام في قواعد جوية في بلجيكا وهولندا، بالإضافة إلى المجال الجوي فوق بريطانيا والدنمارك وبحر الشمال.
وأكد الناتو أن المناورات تعد» نشاطاً تدريبياً دورياً ومتكرراً» وليست للرد على الحرب الروسية على أوكرانيا.
مع ذلك، فإن المناورات تهدف لإرسال رسالة واضحة لموسكو مفادها أن الناتو على استعداد للدفاع عن نفسه بالأسلحة النووية إذا لزم الأمر.
من جانب آخر أكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال منفتحاً على إجراء محادثة مع المستشار الألماني أولاف شولتس.
ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله:» أعلنا مراراً أننا ما زلنا منفتحين على الاتصالات» مشيراً إلى أن الجانب الألماني لم يقدم حتى الآن أي اقتراح بخصوص إجراء اتصال هاتفي بين الجانبين.
تأتي تصريحات بيسكوف رداً على تصريحات أدلت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة، وقالت فيها إن بوتين لم يعد مستعداً لإجراء مكالمة هاتفية مع شولتس.
وكان شولتس أكد في الآونة الأخيرة أن هناك حاجة لاستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق السلام.
كما وردت تقارير حول مكالمة هاتفية محتملة مع بوتين. وكان بيسكوف علق في الثاني من الشهر الجاري على هذه التقارير قائلاً إن بوتين منفتح على الحوار، على الرغم من أن العلاقات بين موسكو وبرلين أصبحت في الواقع عند مستوى الصفر، وهذا ليس بمبادرة من روسيا .
وأضاف أيضا أنه «لا توجد مواضيع مشتركة على السطح».
كانت آخر مرة تم فيها اتصال هاتفي بين شولتس وبوتين في ديسمبر 2022، حيث طالب المستشار الألماني فيها بالتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع مع أوكرانيا، وسحب القوات الروسية من الجمهورية السوفيتية السابقة.
وكان شولتس صرح في يونيو الماضي بأنه لا يستبعد إجراء محادثات مع بوتين في المستقبل، لكنه رهن إجراء هذه المحادثات بوجود شيء ملموس يمكن بحثه.
من جهة أخرى أعلن الجيش الروسي، الاثنين، سيطرته على قرية صغيرة في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، في وقت تواصل قواته التقدم التدريجي في مناطق شرق البلاد.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن قواتها «حرّرت قرية ليفاندي في منطقة زابوريجيا (جنوب أوكرانيا) واتخذت مواقع ملائمة أكثر».
وكانت القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على هذه القرية في يونيو 2023 خلال هجوم مضاد شنّته ضد القوات الروسية التي غزت البلاد اعتبارا من مطلع عام 2022.
وعن الواقعة، أفادت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت، خلال عملية تحرير البلدة والسيطرة على مواقع مهمة، القوى البشرية والمعدات العسكرية لثلاثة ألوية أوكرانية، وبلغ إجمالي خسائر الجيش الأوكراني «نحو 120 جندياً وناقلة جند مدرعة و4 سيارات ومدافع ذاتية الحركة «بوغدان» من عيار 155 ملم، بالإضافة إلى مدفع من طراز «قيصر» فرنسي الصنع»، نقلا عن وكالة «تاس» الروسية.
وحول الوضع في شرق أوكرانيا، أعلنت روسيا، الأحد، أنها سيطرت على بلدة ميخايليفكا في شرق أوكرانيا، مع اقترابها من مدينة بوكروفسك المهمة، حيث تتقدم قواتها منذ أسابيع.
وتحركت القوات الروسية غرباً في منطقة دونيتسك، (شرق أوكرانيا) منذ أشهر، واعترفت كييف الأسبوع الماضي أن الوضع «صعب للغاية».
وتحاول روسيا السيطرة على مدينة بوكروفسك التي كان عدد سكانها نحو 60 ألف شخص قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، وتعتبر تقاطعاً استراتيجياً بالنسبة إلى الجيش الأوكراني.
والأحد، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، كوريا الشمالية بمد الجيش الروسي بجنود للقتال في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي: «نرى تحالفاً متنامياً بين روسيا وأنظمة مثل كوريا الشمالية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بنقل الأسلحة. بل يتعلق بإرسال أشخاص من كوريا الشمالية إلى قوات المحتل المسلحة».
وأعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي، كيم يونغ هيون، الأسبوع الماضي أنه من المرجّح أن يكون جنود من كوريا الشمالية يقاتلون في صفوف القوات الروسية في أوكرانيا، حيث يُعتقد أن بعضهم قُتل فيما يُتوقع أن يتم نشر المزيد منهم.
وذكر الإعلام الأوكراني أن 6 عسكريين كوريين شماليين قتلوا يوم 3 أكتوبر في هجوم صاروخي أوكراني على منطقة تسيطر عليها روسيا قرب دونيتسك.
من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تدمير وحدات الدفاع الجوي 13 طائرة أوكرانية دون طيار، الليلة الماضية فوق 3 مناطق على الحدود مع أوكرانيا.
وأعلنت الوزارة عبر تلغرام، إسقاط 6 طائرات منها فوق منطقة بيلغورود، ومثلها فوق منطقة كورسك، وطائرة أخرى فوق منطقة بريانسك.
من ناحية أخرى حكمت محكمة روسية على أحد سكان مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بالسجن 21 عاماً لإدانته بتهمة «الخيانة العظمى» لصالح أوكرانيا، على ما أعلنت أجهزة الأمن الروسية أمس الإثنين.
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير 2022، تزايدت بشكل كبير محاكمات جرائم «التخريب» أو «الخيانة» أو «الإرهاب» أو «التجسس»، والتي تنتهي بشكل عام بصدور أحكام مشددة، وهي وسيلة للحد من الاحتجاج على الهجوم.
وجنّدت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية هذا الشخص في عام 2022، ودين بنقل معلومات إلى كييف تتعلق بموقع الوحدات العسكرية الروسية في سيفاستوبول، مقر أسطول البحر الأسود الروسي، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن الفرع الإقليمي لجهاز الأمن الفدرالي (أف أس بي).
وبحسب المحققين، فإن الرجل الذي لم يتم الكشف عن عمره، كان يستعد أيضاً لإحراق مبنى إداري في هذه المدينة وخضع لتدريبات لهذا الغرض، قبل أن يعتقله جهاز الأمن الفدرالي.
ولهذه الأسباب، حكمت عليه المحكمة العسكرية الإقليمية الجنوبية في روستوف أون دون (جنوب) بالسجن 21 عاماً، بحسب بيان لجهاز الأمن.
ومنذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا مطلع العام 2022، تعرض آلاف الأشخاص للعقوبات أو التهديد أو السجن في روسيا بسبب معارضتهم للنزاع.
من جهة أخرى أعلن قائد سرية الإخلاء التابعة لمجموعة القوات المركزية الروسية رومان روسين، الاثنين، أن أول مركبة إخلاء مدرعة تم الاستيلاء عليها في منطقة العملية العسكرية الخاصة من نوع «هركليز إم 88 إيه 2» الأمريكية الصنع كانت منذ فترة طويلة من بين النماذج في معرض الغنائم العسكرية بموسكو، وهي الآن جاهزة لدخول الخدمة مع القوات الروسية.
ووفقاً له، طاقم هذه المدرعة تخلى عنها في بلدة سيرغييفكه على محور أفدييفكا.
وأضاف بالقول: «قمنا بتركيب كل شيء في أسرع وقت ممكن، وفكرنا في كل الأمور، ونفذنا جميع الأعمال اللازمة للمدرعة...».