«وكالات» : استمراراً لتصريحاته الجدلية، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، السبت، إن الحرب الأهلية في الولايات المتحدة وشيكة، بحسب ما نقلت عنه وكالة «تاس» للأنباء.
وأضاف مدفيديف أن انهيار الولايات المتحدة في سياق حرب أهلية جديدة هو شيء وشيك.
وكتب في قناته على «تلغرام»، أمس السبت: «كان هناك عقوبات ضد الاتحاد السوفييتي طوال القرن العشرين. وقد عادت خلال القرن الحادي والعشرين على نطاق غير مسبوق...».
وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن «انهيار الولايات المتحدة في سياق حرب أهلية جديدة هو شيء وشيك. وليس من قبيل الصدفة أن تصنع هوليوود أفلاماً عن ذلك».
تصريح السبت يأتي ضمن سلسلة من التصريحات الهجومية التي يطلقها مدفيديف بين الحين والآخر ضد الولايات المتحدة الأمريكية في إطار التصعيد وحرب التصريحات المتواصلة بين موسكو وواشنطن.
من ناحية أخرى أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية، السبت، أنها ضربت مستودعا روسيا للذخيرة في منطقة حدودية، فيما أكدت القوات الروسية تحقيق تقدم آخر في ساحة المعركة.
وذكرت أوكرانيا إنها أحبطت هجوما جويا روسيا «ضخما» خلال الليل شهد إطلاق طائرات مسيرة باتجاه العاصمة كييف.
تأتي هذه الهجمات بعد أسبوع من القصف الروسي المكثف في أنحاء أوكرانيا والذي أسفر عن مقتل 55 شخصا على الأقل في مدينة بولتافا بوسط البلاد و7 في مدينة لفيف، على بعد مئات الكيلومترات عن الجبهة وقرب الحدود الغربية لأوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي وأعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأفادت تقارير عن اندلاع حريق كبير وعدة انفجارات خلال الليل في منطقة فورونيج الروسية المتاخمة لأوكرانيا، مما دفع المسؤولين إلى إجلاء السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من الحريق.
وكتب الحاكم ألكسندر غوسيف على تليغرام أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية «رصدت مسيرة وقامت باعتراضها» في الصباح الباكر.
وأضاف أن «أحدا لم يصب بأذى» لكن سقوط المسيرة أدى إلى نشوب حريق «امتد إلى أجسام تحتوي مواد متفجرة ما ادى إلى انفجارها»، دون أن يكشف أي تفاصيل حول طبيعة هذه الأجسام أو المنشأة المستهدفة.مت
وأشار إلى «إخلاء سكان إحدى القرى» ونقلهم إلى بلدات مجاورة، بسبب الحريق. فيما ذكرت قنوات روسية على تليغرام أن الحريق اندلع في مستودع ذخيرة.
في وقت لاحق، زعمت أجهزة الأمن الأوكرانية أنها ضربت مستودع ذخيرة روسيا.
وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة فرانس برس إن كييف كانت تستهدف «مطارات عسكرية ومستودعات ذخيرة ومرافق للبنية التحتية» من أجل «إنشاء منطقة منزوعة السلاح في المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا».ووصفها بأنها «أهداف مشروعة».
هذا تتواصل المعارك الروسية الأوكرانية العنيفة في شرق أوكرانيا، حيث أعلنت موسكو الاستيلاء على قرية كالينوفي في دونيستك الأوكرانية، فيما أكد حاكم أوكراني محلي أن 3 قتلوا و3 آخرين أصيبوا جراء قصف مدفعي روسي على بلدة كوستيانتينيفكا في شرق أوكرانيا. في الوقت الذي تعرض فيه البرلمان الأوكراني، ضمن أهداف أخرى، لهجمات بمسيرات روسيىة.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في إفادة نشرتها على تليغرام، السبت، أن قواتها سيطرت على قرية كالينوفي في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وتقع كالينوفي إلى الجنوب الشرقي من بوكروفسك، وهي مركز لوجستيات أوكراني كبير يهدده تسارع التقدم الروسي في منطقة دونباس الصناعية شرق أوكرانيا.
وأظهر إحصاء لعدد السكان في أوكرانيا عام 2001 أن عدد سكان كالينوفي بلغ نحو 200 نسمة.
وفي تطور آخر، قال فاديم فيلاشكين، حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية، إن 3 قتلوا و3 آخرين أصيبوا جراء قصف مدفعي روسي على بلدة كوستيانتينيفكا في شرق أوكرانيا، السبت.
وأضاف فيلاشكين في منشور على تليغرام أن 3 رجال تتراوح أعمارهم بين 24 و69 عاما قتلوا، وأن أضرارا لحقت ببناية متعددة الطوابق ومبنى إداري ومتجر. وذكر أن 3 آخرين تعرضوا لإصابات طفيفة وتلقوا الرعاية الطبية.
وتشهد كوستيانتينيفكا، التي كانت قبل الحرب بلدة صناعية تسكنها نحو 70 ألف نسمة، رحيل كثير من سكانها وسط تقلص المسافة بينها وبين خط المواجهة خلال الغزو الروسي المستمر منذ 30 شهرا. وتتعرض لضربات بالصواريخ والقنابل والمدفعية بصورة منتظمة.
وأعلنت السلطات في أغسطس إجلاء إلزاميا للأسر التي يوجد بها أطفال من المدينة بسبب الخطر الذي يشكله التقدم الروسي.
وفي وقت سابق، قال سلاح الجو الأوكراني، السبت، إن روسيا أطلقت 67 طائرة مسيرة بعيدة المدى من طراز شاهد على أوكرانيا في هجوم كبير الليلة الماضية وإنه تمكن من إسقاط 58 منها.
وأضاف في بيان عبر تليغرام أن وحدات الدفاع الجوي تصدت للطائرات في 11 منطقة بمختلف أنحاء أوكرانيا.
وذكر البرلمان الأوكراني في بيان آخر عبر تليغرام مرفق بالصور، السبت، أنه تم العثور على حطام طائرة مسيرة جرى إسقاطها بجوار مبنى البرلمان بعد هجوم شنته روسيا الليلة الماضية.
وأظهرت الصور 4 قطع على الأقل من الحطام متناثرة على الأرض بالقرب من مبنى البرلمان. وكانت إحدى القطع أسفل الدرج المؤدي إلى المدخل الرئيسي للمبنى، بينما ظهرت آثار شظايا على جزء معدني آخر بالمبنى.
وسمع مراسلون في العاصمة الأوكرانية كييف دوي سلسلة من الانفجارات بعد الثالثة صباحا بقليل (00:00 بتوقيت غرينتش)، السبت، تردد صدى بعضها عاليا في وسط المدينة.
ومنذ بدء العملية العسكرية في فبراير 2022، أطلقت موسكو آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة من طراز «شاهد» على أوكرانيا.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني أن الطائرات المسيرة من طراز شاهد أقلعت من منطقتين حدوديتين في روسيا وكذلك من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.
من جهة أخرى يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشاركته السبت في منتدى اقتصادي في تشيرنوبيو بشمال إيطاليا حيث سيطلب مجددا المزيد من الأسلحة لمواجهة التقدم الروسي في شرق بلاده.
وكان الرئيس الأوكراني حث الجمعة على دعم بلاده أمام المشاركين في منتدى «البيت الأوروبي- أمبروسيتي» الاقتصادي، وهو عبارة عن دافوس مصغر يقام حتى الأحد على ضفاف بحيرة كومو (شمال).
ووصل زيلينسكي الجمعة إلى إيطاليا بعد ساعات من مطالبته بمنح بلاده «المزيد من الأسلحة» خلال اجتماع لحلفاء بلاده في قاعدة رامشتاين الأمريكية في غرب ألمانيا.
وقال على تلغرام إنه سيجري لقاءات السبت في تشيرنوبيو مع مسؤولي شركات إيطالية ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.
ومن المتوقع أن تؤكد ميلوني له دعم بلادها الثابت على الرغم من معارضة ماتيو سالفيني أحد شركاء ائتلافها اليميني واليميني المتطرف، الشديدة لأي هجوم أوكراني في الأراضي الروسية، كذلك الذي ينفذه الجيش الأوكراني منذ مطلع أغسطس.
ومن غير المؤكد حتى الآن إن كان سيلتقي رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان الذي ظل قريبا من الكرملين رغم الحرب في أوكرانيا، وقد أعرب عن أمله في لقاء زيلينسكي.
وأكد أوربان أمام الصحافيين «تربطنا علاقة جيدة» مضيفا «إن لم يكن هناك حوار، فلن تكون هناك أي فرصة للسلام».
خلال اجتماعهما المباشر الأخير في كييف في بداية يوليو، دعا أوربان زيلينسكي إلى النظر في «وقف سريع لإطلاق النار»، ما يوضح الخلافات بينهما وكذلك تلك الموجودة بين بودابست ومعظم العواصم الأوروبية.
وأكد زيلينسكي، من جانبه، على أهمية «السلام العادل»، مشيرا إلى أن بلاده اشترطت الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا ودفع تعويضات قبل أي وقف لإطلاق النار.
أثار أوربان الغضب والاستغراب داخل الاتحاد الأوروبي عندما زار فلاديمير بوتين بعد بضعة أيام.
وتمسك رئيس الوزراء المجري الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، بمواقفه، مؤكدا الجمعة أن التوصل إلى السلام عبر المفاوضات يتطلب وقفا مسبقا لإطلاق النار.
لكنه رأى أن «أيا من الطرفين لا ينوي تحقيق السلام».
بعد عامين ونصف العام على بدء الغزو الروسي، لا تزال أوكرانيا تواجه صعوبات في صده، فهجومها الذي باشرته في بداية آب/أغسطس على منطقة كورسك الروسية لم يساعد في وقف تقدم قوات موسكو في الشرق.
وتزيد موسكو من ضرباتها العنيفة، على غرار قصف معهد عسكري في بولتافا بوسط أوكرانيا الذي خلف ما لا يقل عن 55 قتيلا.
في قاعدة رامشتاين، كرّر زيلينسكي دعوته للسماح له باستخدام الأسلحة بعيدة المدى التي يزوّده بها حلفاؤه «ليس فقط لاستهداف الأراضي المحتلة في أوكرانيا ولكن أيضا الأراضي الروسية» لتدمير القواعد التي تطلق منها الصواريخ.
وفي إيطاليا، أصر على أنه لن يتم استخدام هذه الأسلحة تحت أي ظرف كان لضرب المدنيين أو الأهداف غير العسكرية.
لكن الكثير من الدول الكبرى، ومن بينها الولايات المتحدة وألمانيا، ما زالت تخشى من التصعيد مع موسكو.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بعد الاجتماع «لا أعتقد بأن الحصول على إمكانية محددة واحدة (للتصدي للغزو) سيحسم» النتيجة، مشيرا إلى أن على أوكرانيا أن تعول على استعمال أسلحة مختلفة.
وأكد نظيره الألماني بوريس بيستوريوس أن موقف برلين في هذا الصدد لم يتغير.
من جهة أخرى أعلن أوستن عن مساعدات عسكرية أميركية جديدة بقيمة 250 مليون دولار «ستزيد القدرات لتلبية احتياجات أوكرانيا».
وقال وزير الدفاع الأمريكي «يواصل الكرملين قصف المدن الأوكرانية واستهداف المدنيين الأوكرانيين. إنها فضيحة». من جهتها، أعلنت لندن الجمعة عقدا بقيمة 162 مليون جنيه استرليني (192 مليون يورو) لإرسال 650 صاروخا خفيفا متعدّد المهام وقصير المدى يمكن إطلاقها من مجموعة متنوعة من المنصات البرية والبحرية والجوية.
كذلك، أعلن بيستوريوس عن شحنة من اثني عشر مدفعا من طراز 2000، ستة منها هذا العام والباقي عام 2025، بقيمة 150 مليون يورو.
وتنوي كندا تسليم أوكرانيا 80840 قذيفة صاروخية جو-أرض، بالإضافة إلى 1300 رأس حربية في الأشهر المقبلة، وفق ما أعلن في بيان وزير دفاعها بيل بلير.
وأكدت برلين الأربعاء عمليات تسليم جديدة لأنظمة دفاع جوي من طراز «آيريس-تي» من شأنها أن تساعد في اعتراض الصواريخ الروسية.
ورغم تأكيدها الدائم أن تضامنها ثابت، إلا أن الكثير من الحكومات تواجه رأيا عاما منقسما بشأن الحرب.
وتشعر كييف بالقلق من احتمال وقف المساعدات الكبيرة من الولايات المتحدة في حال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة.
من جهة أخرى قال مديرا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية »سي آي إيه» وجهاز المخابرات البريطاني، في مقال رأي أمس السبت، إن «البقاء في المسار» في دعم كفاح أوكرانيا ضد روسيا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتعهدا بتعزيز تعاونهما هناك وفي مواجهة تحديات أخرى.
وكان المقال، الذي كتبه مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس جهاز المخابرات السرية ريتشارد مور في صحيفة «فايننشال تايمز» Financial Times هو الأول الذي يكتبه الاثنان بشكل مشترك.
وقالا: «الشراكة تكمن في القلب النابض للعلاقة الخاصة بين بلدينا»، وأشارا إلى احتفال الجهازين قبل عامين بمرور 75 عاما على الشراكة.
وأضافا أن الجهازين «يقفان معا في مقاومة روسيا المعتدية والحرب العدوانية التي يشنها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ضد أوكرانيا».
وقالا: «الاستمرار في المسار (في أوكرانيا) أكثر أهمية من أي وقت مضى. لن ينجح بوتين في النيل من سيادة أوكرانيا واستقلالها»، وإن الجهازين سيواصلان مساعدة المخابرات الأوكرانية.
وقال مديرا المخابرات إن الجهازين سيواصلان العمل لإحباط «حملة التخريب المتهورة في جميع أنحاء أوروبا من جانب المخابرات الروسية» و»استخدامها الخبيث للتكنولوجيا» لنشر المعلومات المضللة «لبث الفرقة بيننا».
وتنفي روسيا انتهاج حملات تخريب وتضليل ضد الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.
وأشار بيرنز ومور إلى أنهما أعادا تنظيم الجهازين للتكيف مع تنامي نفوذ الصين، والذي وصفاه بأنه «التحدي الاستخباراتي والجيوسياسي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين».
وقالا إن الجهازين «استغلا أيضا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة لضبط النفس وخفض التصعيد» في الشرق الأوسط، ويعملان على التوصل إلى هدنة في غزة يمكن أن توقف «الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين الفلسطينيين» وتسمح لحركة حماس بإطلاق سراح المحتجزين منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وبيرنز هو كبير المفاوضين الأمريكيين في المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق.