«وكالات» : ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي أول اجتماع لمجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين في العاصمة التركية أنقرة.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي عقب الاجتماع «نتعاون مع مصر في جميع القطاعات ونواصل تعزيز العلاقات، وأنا ممتن لرؤية ثمار هذا التعاون».
وتابع «تناولنا في محادثاتنا قضايا المنطقة وحلها، وأبرزها الوضع في غزة»، مشددا على أن الأولوية الآن هي لوقف المجازر في القطاع والتوصل إلى وقف إطلاق النار.
من جانبه، قال الرئيس المصري إن الاجتماع الإستراتيجي رفيع المستوى «يأتي ضمن رغبة البلدين الصادقة لتعزيز التعاون».
ووصل السيسي إلى أنقرة -أمس الأربعاء- في أول زيارة على المستوى الرئاسي منذ 12 عاما مع تحسن العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس المصري، بعدما استقبله نظيره التركي في مطار أنقرة «أعرب عن سعادتي البالغة بزيارتي الأولى للجمهورية التركية، ولقائي مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان»، وفق ما جاء في بيان للرئاسة المصرية.
وأضاف «تجمع بين دولتينا العريقتين علاقات تاريخية وشعبية متأصلة الجذور، كما تربطهما علاقات سياسية قوية منذ تأسيس الجمهورية التركية».
وتابع قائلا «لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة فخامة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استنادا لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي».
وقال الرئيس التركي إن إلقاء إسرائيل آلاف أطنان القنابل على غزة يهدف «لإخضاع الشعب الفلسطيني بعد أن عجزت عن كسر إرادته»، مؤكدا أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو تدفع المنطقة والعالم كله إلى الخطر.
وذكر أردوغان أن بلاده تواصل مساعيها من أجل أن يحاكم المسؤولون الإسرائيليون عن ارتكاب المجازر في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى شعب غزة «وهي جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائمها».
وقدمت تركيا الشهر الماضي طلبا رسميا إلى محكمة العدل الدولية للانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
من جانبه، قال الرئيس المصري إن «ما تعيشه المنطقة من أزمات يؤكد أهمية التنسيق والتعاون بين مصر وتركيا».
وأكد السيسي أن موقف البلدين «متطابق بالدعوة لوقف فوري لإطلاق النار وتحقيق تطلع الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة».
وكان الرئيس التركي زار القاهرة في فبراير في أول زيارة له إلى مصر منذ عام 2012.
وخلال لقائهما في القاهرة، أكد الرئيسان المصري والتركي رغبتهما في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وحينها قال السيسي إن بلاده ستزيد قيمة التعاون الاقتصادي مع تركيا إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
وبعد أن تدهورت عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013، شهدت العلاقات بين الرئيسين التركي والمصري تحسنا ملحوظا منذ نحو سنتين وقطع البلدان خطوات باتجاه المصالحة، مع تقارب مواقفهما في العديد من الملفات الإقليمية، ولا سيما الحرب الإسرائيلية على غزة.
ورغم تأزم العلاقات السياسية، بقيت العلاقات التجارية جيدة بين البلدين حيث تعد تركيا الشريك التجاري الخامس لمصر، بينما تعد الأخيرة الشريك الاقتصادي الأول لتركيا في أفريقيا، وشهدت السنوات القليلة الماضية زيارات متبادلة لمسؤولين ووفود من البلدين.