«وكالات» : قالت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد لمجلس الأمن أمس الخميس إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى «يلوح في الأفق» بينما حثت المجلس المكون من 15 عضواً على الضغط على حركة حماس الفلسطينية لقبول اقتراح لسد الفجوات في مواقف الجانبين.
وأضافت: «إنها لحظة حاسمة لمحادثات وقف إطلاق النار وللمنطقة، وبالتالي يجب على كل عضو في هذا المجلس أن يستمر في إرسال رسائل قوية إلى الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة لتجنب الإجراءات التي قد تبعدنا عن إنجاز هذا الاتفاق».
وتدور المحادثات المتقطعة بشأن وقف إطلاق النار منذ أشهر حول القضايا ذاتها مع تشبث كل من إسرائيل وحماس بمطالبه.
هذا، وكان البيت الأبيض قد قال إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصال بينهما الأربعاء، بشأن الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وجاءت المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو في ساعة متأخرة من الأربعاء بعد جولة سريعة في منطقة الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتهت يوم الثلاثاء دون انفراجة في الحرب الدائرة منذ 10 أشهر.
وتسعى حماس إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في القطاع مقابل الإفراج عن العديد من الفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل. وتتهم الحركة إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤولية عن عدم التوصل إلى اتفاق.
من جهته يقول نتنياهو إن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس وإن وقف إطلاق النار سيكون مؤقتا فحسب لإتمام تبادل الأسرى والسجناء ما دامت الجماعة المسلحة تمثل تهديداً. ونفى عرقلته التوصل لاتفاق.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة مقتل ثلاثة فلسطينيين أمس الخميس في مخيم للاجئين، فيما أفاد الجيش الإسرائيلي أنه قصف عدداً من المسلحين في غارة جوية.
وذكر بيان الجيش الإسرائيلي أنه «خلال عملية لمكافحة الإرهاب في طولكرم.. قصفت طائرة تابعة لسلاح الجو عدداً من الإرهابيين المسلحين»، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن الجنود «رصدوا قنابل مزروعة على طرقات».
وأضاف أن القوات واجهت المسلحين وحفرت في بعض الطرق للكشف عن عبوات ناسفة بدائية مدفونة تحت الأسفلت، في حين قال سكان إنه أمكن سماع دوي إطلاق النار والانفجارات في ساعات الصباح.
ولم يصدر بعد بيان من أي من الفصائل الفلسطينية المسلحة عن انتماء الرجال الذين قتلوا في قصف الطائرات المسيرة لأي منها.
وتقول الأمم المتحدة إن الغارات الجوية الإسرائيلية تقتل بالمعدل فلسطينياً كل يوم في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ أن اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر إثر هجوم لحركة حماس في جنوب إسرائيل.
وقتل مذاك ما لا يقل عن 640 فلسطينياً برصاص المستوطنين والقوات الإسرائيلية.
من ناحية أخرى أفاد حزب الله -أمس الخميس- بقصف 5 مواقع شمالي إسرائيل، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة، بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت قرى جنوب لبنان بعد منتصف الليل.
وأضاف الحزب أنه قصف بقذائف المدفعية الثقيلة ثكنة برانيت، وبالمسيّرات الانقضاضية تموضعات لجنود إسرائيليين في مستوطنة كريات شمونة، كما استهدف مواقع لجنود إسرائيليين في محيط موقع المطلة.
وأشار إلى أنه استهدف بمسيّرة انقضاضية تجهيزات تجسسية في موقع جل العلام، مؤكدا إصابتها بشكل مباشر.
وقال إنه استهدف تجمعا لجنود الاحتلال في محيط موقع الغجر، مؤكدا إيقاعهم بين قتيل وجريح.
وقال مراسل الجزيرة إن صفارات الإنذار دوت في كريات شمونة وبلدات عدة في محيطها شمالي إسرائيل.
في حين ذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف الليلة الماضية 10 مناطق مختلفة جنوب لبنان، مدعيا استهداف مواقع لحزب الله.
وأفاد بأنه «هاجم خلية تابعة لحزب الله في مبنى بشيحين بعد أن أطلقت قذائف صاروخية باتجاه زرعيت ومبنى عسكريا تابعا للحزب في قرية كفركلا جنوبي لبنان».
ومن جانب آخر، أكدت وكالة الأنباء اللبنانية أن الطيران الإسرائيلي أغار فجرا على منزل في بلدة كفرشوبا جنوبي لبنان، مما أدى إلى تدميره، دون وقوع إصابات.
وذكرت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي قصف بلدات الخيام وكفركلا ومحيبيب والناقورة وعيتا الشعب جنوبي لبنان.
وأضافت أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بعشرات القذائف أطراف بلدات رامية وجبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي من جنوب لبنان.
وكان حزب الله أعلن عن تنفيذ 13 هجوما ضد مواقع عسكرية للاحتلال شمال إسرائيل وفي الجولان السوري المحتل.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ عدة أسابيع تصعيدا ملحوظا، حيث تترقب إسرائيل ردود فعل انتقامية من إيران وحزب الله على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي البارز بحزب الله فؤاد شكر في بيروت أواخر الشهر الماضي.
ومنذ الثامن من أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر «الخط الأزرق» الفاصل، وهو ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم من الجانب اللبناني.
وتربط هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، وأسفرت عن أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
من جهة أخرى واصلت الصحف العالمية الحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعيات عدم التوصل لاتفاق يوقف القتال ويعيد الأسرى الإسرائيليين إلى ذويهم. واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بممارسة دعاية فارغة على حسابهم.
فقد أكدت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أن على حكومة نتنياهو تكريس كل طاقتها لاستعادة الأسرى المتبقين على قيد الحياة «بدلا من الانخراط في الدعاية الفارغة على حسابهم». وقالت إن عدد الأسرى الأحياء تقلص إلى 109 فقط «بسبب تقاعس هذه الحكومة والرجل الذي يرأسها».
وفي فايننشال تايمز البريطانية، وجّه رئيس بنك إسرائيل المركزي، أمير يارون، رسالةً لنتنياهو انتقد فيها عدم إجراء أي مناقشات جادة بشأن الميزانية لأكثر من شهر، وقال إن الأمر «يثير الشك بشأن الجدول الزمني لإقرار مشروع قانون الميزانية».
ونقلت الصحيفة عن يارون أن هذا الغموض «يقوض ثقة إسرائيل بالأسواق المالية الدولية، حيث تحتاج الحكومة إلى إجراء تعديلات ذات طبيعة دائمة بقيمة 8 مليارات دولار لسد عجز متوقع بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي».
أما صحيفة «واشنطن بوست»، فقالت إن التحليلات تشير إلى أن الضربة التي تعهدت بها إيران ضد إسرائيل قد لا تكون وشيكة، حيث أدت تعليقات من مسؤولين كبار إلى تخفيف المخاوف مؤقتا من التصعيد إلى صراع إقليمي أوسع.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الحرس الثوري أن إيران لا تشعر بالضغط للرد الفوري، وأن القرار النهائي بشأن وقت الرد وشكله يعتمد على الظروف وخطة القادة.
وقالت الصحيفة إن الشيء الذكي الذي يجب فعله «هو التدقيق في جميع الظروف لمعرفة الرد الصحيح والرادع».
وفي مقال بصحيفة «ذا تايمز»، تساءل المعلق روجر بويز، عن سبب تجنّب إيران المواجهة العسكرية الشاملة، وقال إن العالم لا يزال ينتظر ردا إيرانيا على اغتيال الزعيم السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، في طهران، والقيادي العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، في بيروت.
ويرى الكاتب أن إيران تكسب من ممارسة الضغط على إسرائيل أكثر مما تكسبه من المواجهة العسكرية المباشرة.
وفي شأن آخر، تحدث رامي أبو جاموس في موقع «أوريون 21» عن ظهور جيل من الأطفال العاملين في ظل الحرب. وقال «إن أطفالا في التاسعة من العمر، يعانون نحافة بسبب سوء التغذية، تحولوا إلى باعة متجولين إما لمساعدة الأب أو لأن الأب قد مات».
وأضاف الكاتب: «هؤلاء الأطفال يُفترض بهم أن يكونوا في هذا الوقت من السنة في خضم الاستعدادات للعودة المدرسية، لكن 720 ألف تلميذ وطالب لن يعودوا إلى مقاعد الدراسة هذا العام، بعد أن دمر الاحتلال كل شيء».
من جانب آخر قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن العمليات التي تبثها فصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة تعكس قدرتها على إدارة المعركة وتطور العمل المشترك فيما بينها.
وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري- أن عملية قتل الجندي الإسرائيلي في منطقة الأغوار بالضفة الغربية تعكس التطور النوعي في الأداء، لأنها جرت في منطقة حدودية خاضعة بالكامل لحرس الحدود والمستوطنين وطائرات المراقبة.
وأشار إلي أن هذه العملية جرت على مراحل بعضها في الليل وبعضها في النهار، مما يعني وجود استطلاع دقيق للمكان والوقت وإمكانية حدوث أي تدخل وصولا إلى تنفيذ العملية والهروب من المكان قبل رصد سيارة المنفذين بطائرة مسيّرة.
وعن عملية إسقاط سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أوضح الدويري إنها عملية إنزال تقني وليست إسقاطا عسكريا بالنظر إلى الوجود القوي لقوات الاحتلال في المكان.
وفيما يتعلق بالمعارك في غزة، قال الخبير العسكري إن قدرات المقاومة تتحدث عن نفسها والفيديوهات التي تنشر يوميا تظهر عمليات مركبة تعكس قوة منظومة القيادة والسيطرة على إدارة معركة ناجعة بجهد مشترك بين الفصائل.