«وكالات» : قال الكرملين، أمس الخميس، إن روسيا منفتحة على التفاوض مع أوكرانيا بشأن إنهاء الحرب التي تصفها موسكو بالعملية العسكرية الخاصة، لكنها تحتاج إلى توضيح بشأن مدى استعداد كييف للمشاركة في مثل هذه المحادثات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين، إن موسكو مستعدة للمفاوضات، وإن هناك أشكالا مختلفة ممكنة لمثل هذه المحادثات.
وقال بيسكوف: «روسيا منفتحة بشكل عام على عملية التفاوض، ولكن يجب أولاً إدراك مدى استعداد الجانب الأوكراني لذلك، ومدى موافقة القيمين عليه على ذلك. حتى الآن، هناك الكثير من التصريحات المختلفة، ولكن الأمر ليس واضحاً بعد».
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى وجود حظر في أوكرانيا على إجراء أي اتصال مع روسيا. وبشأن مسألة المفاوضات المحتملة قال: «لا يزال هناك الكثير مما يجب توضيحه والاستماع إليه بهذا الصدد».
وأضاف بيسكوف في إطار إجابته عن سؤال عما إذا كانت موسكو تستبعد المفاوضات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «إن هذه المسألة ليست سهلة. من وجهة النظر القانونية، هذه المشكلة مدرجة في جدول الأعمال، ولكن من الناحية العملية، نحن منفتحون على تحقيق أهدافنا من خلال التفاوض. لذلك، هناك خيارات مختلفة ممكنة».
في وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في مدينة قوانغتشو الصينية، عن استعداد أوكرانيا للحوار والتفاوض مع روسيا.
وأشار إلى أن «المفاوضات يجب أن تكون عقلانية وذات مغزى، وتهدف إلى تحقيق سلام عادل ودائم».
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت نقاط انتشار في خاركيف، باستخدام منظومة صواريخ «إسكندر-إم» التكتيكية، ما أدى لـ»تحييد نحو 40 مدرباً أجنبياً، و60 جندياً أوكرانياً».
وجاء في بيان الوزارة، أمس الخميس: «شنت منظومة صواريخ «إسكندر-إم» التكتيكية هجوماً صاروخياً على نقطة انتشار مؤقتة للمرتزقة الأجانب في مبنى شركة «سكوربيون» في المنطقة الصناعية في خاركوف (خاركيف). نتيجة للضربة، تم تحييد نحو 100 مسلح، من بينهم 40 مدرباً أجنبياً، إضافة إلى نحو 60 جندياً أوكرانياً من اللواء الآلي 151».
كما قالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت، خلال الليلة الماضية، 11 مسيرة أوكرانية في كورسك وبلغورود وشبه جزيرة القرم والبحر الأسود.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير زورقين مسيرين أوكرانيين في البحر الأسود، خلال الليلة الماضية، كانا يبحران باتجاه شبه جزيرة القرم.
من جهته قال قائد القوات الجوية الأوكرانية أمس الخميس إن القوات الجوية دمرت 25 من 38 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا أثناء الليل.
وأضاف «في الليلة الماضية استخدم العدو طائرات مسيرة هجومية من طراز شاهد-131/136 وهاجم بنية تحتية أوكرانية في عدة مناطق منها منطقة جنوب أوديسا ووسط أوكرانيا».
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن أمستردام وكوبنهاغن تعتزمان تزويد كييف بـ14 دبابة من طراز «ليوبارد 2» بحلول نهاية الصيف.
ووفقاً للبيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الهولندية، أمس الخميس: «خلال العام الماضي، اشترت هولندا والدنمارك 14 دبابة من طراز ليوبارد 2 إي 4. يذكر أن هذه دبابات مستعملة، وقد تم إصلاحها من قبل شركة «راينميتال» الألمانية. وتخضع آخر دبابتين من طراز «ليوبارد 2» لاختبارات التحقق قبل التسليم، وقد تم بالفعل تجهيز 12 دبابة للشحن. سيتم تسليم جميع الدبابات الـ14 في وقت واحد بحلول نهاية الصيف».
من جهة أخرى حذرت روسيا أرمينيا من التحالف مع الغرب، معبرة عن قلقها من أن تسلك يريفان نفس المسار الذي سلكته أوكرانيا، بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، في عام 2014.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، إنه بينما يحق لأرمينيا اختيار اتجاهها السياسي، تأمل موسكو في تجنب تكرار التحول الجيوسياسي الذي شهدته أوكرانيا.
ورداً على الإطاحة بيانوكوفيتش في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت احتلال القوى الموالية لموسكو لأجزاء من دونباس. وقبل أكثر من عامين، شنت روسيا حربها الشاملة على أوكرانيا.
وفي القوقاز، لطالما اعتبرت روسيا قوة حماية لأرمينيا. ومع ذلك، فقد شهدت العلاقات فتوراً مؤخراً، حيث يتجه رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ببلاده نحو الغرب.
ونتيجة لذلك، تنحت روسيا جانباً، بينما استولت القوات الأذربيجانية على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، الواقع بين يريفان وباكو.
ومع ذلك، أكد بيسكوف أن روسيا ما زالت تعتبر أرمينيا حليفة، وتريد الاستمرار في التعاون مع البلاد.
من جانب آخر ذكر الجيش الأمريكي، الأربعاء، أنه اعترض طائرتين عسكريتين روسيتين وطائرتين صينيتين كانت تعمل في منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي في ألاسكا، رغم أنها ظلت في المجال الجوي الدولي.
وقالت قيادة الدفاع الجوي والفضائي لأمريكا الشمالية في بيان: «ظلت الطائرات الروسية والصينية في المجال الجوي الدولي، ولم تدخل المجال الجوي السيادي الأمريكي أو الكندي».
وأضافت أن الطائرات لم تكن تشكل تهديداً، وأنها ستواصل مراقبة «نشاط المنافسين» بالقرب من أمريكا الشمالية.
كانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) حذرت، الإثنين الماضي، من تعزيز التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي، حيث ترتفع حدة المنافسة على الطرق البحرية والموارد، على خلفية تغيّر المناخ.
وقالت الوزارة: «لاحظنا تعاوناً متزايداً بين الصين وروسيا في القطب الشمالي على الصعيد التجاري، حيث تعد الصين أحد الممولين الرئيسيين لاستخراج الطاقة الروسية في القطب الشمالي».
وتعتبر الولايات المتحدة أن المنطقة القطبية الشمالية استراتيجية، لأسباب، بينها وجود «بنى تحتية دفاعية أمريكية مهمة».
وفي السنوات الأخيرة، عززت روسيا وجودها العسكري في القطب الشمالي، من خلال إعادة فتح وتحديث العديد من القواعد والمطارات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية، في حين ضخت الصين أموالاً في الاستكشاف والأبحاث القطبية.