![](/media/cache/f6/6e/f66e56eea5a38b39bc48c6f3e03cc194.jpg)
«وكالات» : قالت مصادر محلية إن الدفاعات الأرضية للجيش السوداني أسقطت 3 مسيّرات لقوات الدعم السريع استهدفت -الليلة الماضية- عدة مواقع بمدينة المناقل غرب ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وحسب المصادر، استهدفت المسيّرات مباني تابعة لجامعة المناقل ومقر جهاز المخابرات العامة وأحد المصانع.
وما يزال الجيش يسيطر على محافظتي المناقل و24 القرشي غرب ولاية الجزيرة رغم سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني عاصمة الولاية منذ ديسمبر الماضي، وتمددها حتى تخوم ولاية سنار جنوبا.
وفي أم درمان، قال الجيش السوداني إن قواته سيطرت على أحياء «أم بدة» غربي المدينة الواقعة بولاية الخرطوم، كما بث جنود تابعون للجيش مقطعا مصورا قالوا إنه لسيطرة الجيش على مخزن كبير لذخائر أسلحة ثقيلة في المنطقة.
وتتواصل المعارك بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، وبين قوات الدعم السريع، بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وفي الفاشر أيضا، قال مراسل الجزيرة إن طيران الجيش السوداني أنزل إمدادا عسكريا للفرقة السادسة مشاة التابعة له.
وأكد المراسل فرار أكثر من 3 آلاف مدني أغلبهم من النساء والأطفال بسبب المعارك، ونزوحهم إلى مخيم زمزم جنوبي المدينة.
ودعا مفوض العون الإنساني بولاية شمال دارفور عباس آدم المنظمات الحقوقية ووكالات الأمم المتحدة للتدخل العاجل لإغاثة النازحين، محذرا من سوء الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وتقول الأمم المتحدة إن الحرب بالفاشر أدت إلى فرار أكثر من 134 ألف مدني إلى بلدات ومدن وقرى مجاورة.
في المقابل، قال القائد الميداني في قوات الدعم السريع أبو عاقلة كيكل إن قواته تحقق انتصارات يومية في كل المحاور في السودان.
وفي رد على تصريحات مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا حول استعداد الجيش للحرب ولو استمرت 100 عام، أضاف كيكل أنّ قوات الدعم السريع ورغم أنها على وشك الانتصار قريبا لكنها تريد وقف الحرب ليس من ضعف أو خوف أو بسبب النقص في العتاد، إنما من منطلق الحفاظ على أرواح المواطنين السودانيين على حد وصفه.
وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» أعلنت أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لإصابات مرتبطة بالحرب في السودان من النساء أو الأطفال دون العاشرة.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى أعلن رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» الثلاثاء أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لإصابات مرتبطة بالحرب في السودان «هم من النساء أو الأطفال دون العاشرة».
وتعرضت مستشفيات المنظمة، وهي المرافق الطبية الوحيدة العاملة في معظم أنحاء الدولة التي تمزقها الحرب، لهجمات متكررة، حسبما قال رئيسها كريستوس كريستو لوكالة «فرانس برس» في بورت سودان.
ومنذ أبريل 2023 قُتل عشرات آلاف الأشخاص في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال كريستو إن العديد من المنظمات اختارت «موقفاً متحفظاً وهو الانتظار لمعرفة كيفية تطور النزاع».
وجاءت تصريحاته فيما تتواصل محادثات في جنيف بين موفد دولي ووفدين يمثلان طرفي الحرب.
حالياً مع تفشي خطر المجاعة وعدم ظهور أي مؤشرات على توقف الحرب، «نطلب من المنظمات الأخرى، وخاصة وكالات الأمم المتحدة، العودة وبذل المزيد من الجهود»، وفق كريستو.
وقال الطبيب المخضرم إن العديد من المنظمات أفادت بمواجهة «تحديات مالية» حادة نتيجة النقص المزمن في التمويل للسودان.
ويقول المسعفون الذين كثيراً ما يُستهدفون في السودان، إنه تم التخلي عنهم فيما يشكو العاملون في المجال الإنساني من أن العمل أصبح شبه مستحيل.
ولم تتمكن معظم منظمات الإغاثة من إرسال مساعدات إلا إلى المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الجيش فيما اتهمت الأمم المتحدة الطرفين بوضع «عوائق منهجية» وبـ»حرمان متعمد» من الوصول للمساعدات الإنسانية.
وقال كريستو: «ما زلنا نعاني من أعمال نهب وتعرّض الطواقم الطبية للمضايقة، وفقدنا أشخاصاً».
من ناحية أخرى نقلت مصادر في الخرطوم عن اللجنة المركزية للاجئين السودانيين بإقليم أمهرة في إثيوبيا أن قوات مسلحة مجهولة هاجمت معسكر «كومر» للاجئين السودانيين، خلال الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، وقتلت 9 من قوات الشرطة.
وشهد المعسكر، الذي يقع في الإقليم المذكور، اشتباكات عنيفة بين قوات مسلحة مجهولة والشرطة الاتحادية الإثيوبية، مما أسفر عن مقتل 9 من أفراد الشرطة وإصابة 4 آخرين بجروح، واختطفت القوات المجهولة باقي أفراد الشرطة واقتادتهم إلى مكان مجهول.
ومنذ العاشر من يونيو 2023، شهــــــــــد معسكر كومر العديد من الحوادث والانتهاكات بحق اللاجئين، التي تم توثيقها من قِبل المجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنسانية والهيئات الحقوقية.
وغالبا ما تتعرض مخيمات اللاجئين السودانيين لهجمات «قُطاع الطرق والمليشيات»، حيث تقاتل الحكومة الإثيوبية جماعة «فانو» المسلحة في إقليم أمهرة، دون توفير حماية لهم.
وبحسب اللجنة المركزية للاجئين السودانيين بإقليم أمهرة يعيش اللاجئون السودانيون في المخيم المذكور ظروفا سيئة، ويعانون من انعدام الحماية، الأمر الذي يتطلب تدخلا عاجلا من قِبل المجتمع الدولي لإنقاذ حياتهم، كما يعانون من نقص حاد في الرعاية الصحية، ومن انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وسبق أن ذكر خبير إثيوبي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الحكومة الإثيوبية تجاهلت منذ مدة طويلة سلامة اللاجئين، محذرا من التهديدات الخطيرة التي يواجهها اللاجئون من وجود جماعات أمهريّة مسلحة في المنطقة.